الأهلي و الإبداع .. وجهان لعملة واحدة ..!

بقلم/ محمد العولقي

*ليس لدي أدنى شك في حقيقة أن النادي الأهلي يصنع مستقبل الغد بوتيرة إبداعية متسارعة تفرز الغث من السمين، و تضع الفواصل بين ماض مشرق أنتج جيلاً حازماً، و حاضر منير يتأهب لرحة الغد بثقة من يمتلك مؤونة المتغيرات القادمة ..
*و عندي قناعة تامة متكاملة الأركان أن النادي الأهلي وهو ينطلق صوب المستقبل بصاروخ طاقته الاستيعابية تفوق سبعين مليون أهلاوي على أقل تقدير قادر على الإيفاء بكل الشروط و المعايير التي تخول له مواجهة تكنولوجيا المستقبل بشيء من الثقة و الإيمان في قدرات الإنسان المصري الذي ارتبط اسمه حضارياً بالمعجزات و عجائب الدنيا قديمها و حديثها ..
*و الحمد لله أنَّ إدارة الأهلي حباها الله عقولاَ نظيفة حكيمة تتطلع بكل ثقة إلى تحقيق رؤيتها المستقبلية من خلال رؤية ثاقبة تضع بناء الأهلاوي على رأس قائمة أولوياتها، و تترجم ذلك إدارة الكابتن محمود الخطيب أفعالاً يراها رأي العين كل أهلاوي يعيش ربيع حكمة النادي الأهلي الفائضة.
*و لعلّ أهم ما يدعم هذا التوجه ما تقوم به مؤسسة النادي الأهلي من جهود حثيثة دؤوبة و ملموسة في مختلف المجالات الإبداعية و تنمية المجتمع في ظل مرحلة صعبة يعصف بها وباء كورونا كما يشاء ..
*و عندما فاز النادي الأهلي بجائزة الشيخ محمد بن راشد الدولية للإبداع كان هذا الفوز لفت نظر لرؤية النادي الأهلي و مؤسسته العظيمة التي لعبت أدواراً إبداعية و إنسانية و مجتمعية كبيرة في مواجهة تداعيات جائحة كورونا.
*مجرد النظر إلى أهداف رؤية مؤسسة النادي الأهلي و ما يترتب عليها من تعاطي فني و إبداعي و إنساني ستبدو لكم الصورة من داخل هذا الكيان العملاق مشرقة بكل أبعادها وفي كل مجالاتها، وهو أمر يدفعنا لأن نغبط إدارة الأهلي على صنيعها و قدرتها على رفع أسهم الأندية و المؤسسات العربية في بورصة منافسة الغرب و العجم الذين يموتون و يهيمون في (أورشليم) ..
*وسر عظمة مؤسسة النادي الأهلي لا تكمن فقط في فتح الآفاق و التطلعات نحو فضاءات الإبداع أمام المنتمين للنادي الأهلي فقط، سنجد أيضاً أن رسالة النادي الأهلي تسمو فتشمل كل مبدعي مصر و العالم العربي بغض النظر عن أهلاويته من عدمها.
*و من واجبي كأهلاوي يشعر أنّ النادي الأهلي مؤسسة عملاقة تهتم بسلامة العقول قبل سلامة الأجسام و الأبدان، ومن منطلق أن النادي الأهلي بيئة خصبة تفجّر طاقات الشباب و تنمي قريحتهم العلمية و العملية، أقترح على إدارة الكابتن محمود الخطيب تبني فكرة رؤية جديدة إلى جانب الرياضة طبعاً تفتح نافذة أمام إبداعات الشباب في مجالي المعرفة و البحوث العلمية المرتبطة بالطاقة باعتبارهما يمثلان حجري الأساس في مشروع بناء المستقبل المأمول من النواحي الإبداعية و الفكرية، فبطولة المخ ربما تكون أثمن و أغلى من بطولة القدم.
*و بعيداً عن هذا المقترح الذي قد يبدو مخالفاً لأي مؤسسة رياضية من وجهة نظر من يحرمون الزواج بين الإبداع الذهني و الإبداع الحركي أشهد أن النادي الأهلي كمؤسسة رائدة في فنون المعرفة و البحوث العلمية قطع شوطاً كبيراً و طويلاً في إدراك وضوح الهدف وسلامة بلوغه بسلمي التطور السريع و النجاحات المتتالية، و ذلك بفضل استراتيجية إدارات النادي الأهلي المتعاقبة و دعم و مؤازرة و مساندة و تشجيع غير منقطع النظير من أعضاء الجمعية العمومية.
*يتميز النادي الأهلي عن غيره أن مجلس إدارته يمارس أصعب و أشق عمل وهو التفكير، لهذا يبدو الأهلي سباقاً في الابتكارات و الأعمال الإنسانية الرائدة على أساس أنه يقدم نفسه مفتاحاً للخير و مغلاقاً للشر ، وهذا يحدث في الغالب لأسباب كثيرة منها ما يتعلق بالإشراف المباشر الدقيق من الميدان، و منها ما يتعلق بفنون التخطيط السليم و المتابعة الحثيثة و عقلية استيعاب كل مبدع أو موهوب دون استثناء.
*ماذا تمثل جائزة الإبداع التي نالها النادي الأهلي في دبي كأفضل مؤسسة إبداعية عالمية للعام الفارط؟
الإجابة: تعني الكثير والكثير، ليس لأن الأهلي حصدها على حساب مؤسسات أندية عالمية مثل ريال مدريد، و بايرن ميونيخ فقط، ولكن لأن هذه الجائزة المرموقة مثلث علامة مضيئة في مسيرة مؤسسة النادي الأهلي، و أعطت انطباعاً أن مستقبل هذه المؤسسة يبشر بالكثير من الأعمال الخالدة و الرائدة في كافة النواحي الإبداعية و الإنسانية مع تنمية المجتمعات من خلال خلق تقارب بشري موحد يكون درعاً واقياً أمام كل التحديات التي تعصف بالعالم.
*و للذين يسألون: كيف يحتل النادي الأهلي مركزاً ريادياَ في المجالين الرياضي و الإبداعي الإنساني حتى صار محط أنظار الدارسين و قبلة الزائرين ..؟ أجيب بثقة:
النادي الأهلي يمارس عملاً مؤسسياً دقيقاً واضحاً ضمن منظومة عمل إدارية يذوب فيها الواحد في الكل، و الكل في واحد وفق أسس علمية سليمة تراعي مقادير شروط البناء و النجاح ليكون الإنتاج غزيراً و منضبطاً و رائعاً بروعة كل أهلاوي يعمل في صمت ضمن آلة عمل هديرها الأحمر يسمع كل من به صمم..
*النادي الأهلي يعمل وفقاً ورؤية ذات أبعاد مختلفة، لكن المؤكد أن المستقبل بعون الله سيكون لأجيال الأهلي التي تتربى و تترعرع و تنمو وتشبّ على مبادئ و أخلاق و أهداف رؤية مؤسسة الأهلي العملية الإبداعية من منظور علمي و رياضي و إنساني و مجتمعي.
*يمتلك النادي الأهلي جينات الاستمرار في تطوير قدرات الإنسان و اكتشاف ملكاته المبدعة، على أساس أن للنادي الأهلي فلسفته الخاصة و رؤيته المتفحصة في بناء الإنسان وسبر أغواره و استنفار ملكاته، وبناء الإنسان يا سادة يا كرام عملية شاقة للغاية لا يستطيع ترجمة احتياجاتها سوى النادي الأهلي الذي دأب لأكثر من قرن على توفير كل المتطلبات التي تفجّر الطاقات الإبداعية و فق سياسة تنموية مجتمعية شاملة تعاملت مع الأسرة على أنها أساس و رأس مال كل مشروع يستنهض همم و هامات الإنسان المبدع في كافة المجالات الإبداعية أكانت رياضية أو فنية أو ثقافية أو علمية.
*غداً سينعم جيل المستقبل بما لذَّ وطاب من ثمار مؤسسة النادي الأهلي، و سيتذكر جيل المستقبل الكابتن محمود الخطيب رئيس هذه المؤسسة، و سيمتدحون رؤيته الإبداعية الخلاّقة و سيتغزلون بتلك البذرة التي غرسها الخطيب في أرض الأهلي الطيبة فأحسن رعايتها الجميع حتى أصبحت جنة الله في أرضه. جنة أهلاوية إبداعية خالصة لا تسمع فيها لاغية ..!