Site icon المزمار الجديد

الروائية لينا هويان الحسن: أسعى هرباً من الموت بحثاً عن قارب نجاة!

المثقف والمفكر لا يملكان أسلحة سوى الكلمات أو الفن

*دافعي إلى الكتابة “الافتتان”..وبَنيت علاقة عشق مع عالم: الكتب والقراءة والكتابة

*الرواية ذروة غرامي في هذه الحياة.. والكتابة قدري الذي لبيت نداؤه بسعادة

*المثقف النظيف غالباً ما يكون صامتاً.. ويفضل عدم الدخول في المزاد

*التجربة الروائية اللاتينية أطلقت الرصاصة على الرواية الغربية.. وشخصياً تُلهمني تجربة أدونيس ومحفوظ ودرويش

*لجان التحكيم ظاهر غير صحية!

*أنا كاتبة مُحاطة بالعفاريت المُلهمين

* روايتيَّ “بنات نعش” و”سلطانات الرمل” ولادتي الحقيقية.. وأوّل مرّة ترشَّح عَمَل لجائزة رواية “ألماس ونساء”

عبد الكريم البليخ

ترسم كلماتها بحبّ وعشق وتتابع لا ينتهي.. الكتابة بالنسبة لها قدرها الذي لبّت نداؤه بسعادة، وفخر.

لينا هويان الحسن، من الوجوه البارزة السورية.. تلك الإنسانة التي عشقت مكر البادية وأضواءَها البرّاقة، ومعتركاتها، ولهو شبابها وشاباتها، في ظل متاهات مُبهمة، منذ نعومة أظفارها.

تؤكد الروائية الحسن على “أن قدرنا أننا ولدنا في زمن “الكبوة” فتعلمنا كيف نكون أحصنة تقفز الحواجز بوثبات لا تُجارى، وتشير إلى أنها ككاتبة مُحاطة بالعفاريت الملهمين، وإن المثقف النظيف غالباً ما يكون صامتاً، ويفضّل عدم الدخول في المزاد”.

لينا هويان الحسن الهاربة من كتب التاريخ، وظلت عاشقة للحياة، وأكثر ما تقدّس الوقت، وهي قارئة ملهمة، وإن دافعها إلى الكتابة هو “الافتتان”، وسبق أن بنت علاقة عشق مع عالم الكتب، والقراءة والكتابة، وتفاهمت مع العالم بفضل سحر الكلمات، والرواية تشكل ذروة غرامها في هذه الحياة التي نعيشها.

ظلت صرخاتها تتحدى المحيط، أو بالكاد، وهي تعلن حريتها التي استوحتها من رمال الصحراء، ومن سراب البادية، البادية المُلهمة الأساس لحكاياتها وحوارياتها، واستمدت صرخاتها من شيم أهلها الذين يتحلون بالشجاعة والذكاء الفطري، واحتفائهم بالضيف وتكريمه، والانغماس بما يتطلبه الحال حيال أي شيء نقيض ذلك. وسبق أن حازت على جائزة “ابن بطوطة لأدب الرحلة”، عن كتابها “كعب الجنية”.. وهي تعمل بشعار “اجعل من نفسك بحيث لا يُعوّضك أحد”. وتؤكد “أن الأدب مثال ريشة الطاووس الملونة التي تشبه في الوقت نفسه العين. الأدب عين سحرية تتحرى التاريخ، لا دوافع عندي غير الشغف”.

أقدّس الوقت وقارئة نهمة

وفي حوارها مع “المزمار” سألناها عن ما هية لينا هويان الحسن؟ قالت “أنا هاربة من كتب التاريخ. راوية، ساردة قصص وحكايات، عاشقة للحياة، أقدّس الوقت، قارئة نهمة”.

الروائية السورية لينا هويان الحسن تطالع روايتها أنطاكية وملوك الخفاء

وماذا عن ولادتك، أضافت “ولدت يوم تختبئ الظباء، وتسرح الذئاب. احتفلت دائماً بيوم ميلادي تحت سطوة عواصف يناير المهيب، القاسي، اللامبالي، الكتوم، حاكم أعماق الزمن، تحت إشراف كوكب زُحل الذي تقود الثعابين المجنّحة عَربته الإلهية. مواليد برج الجدي يتصفون على أنهم:

“خطرون، صموتون، كتومون، يحبّون العزلة وكل ما هو سرّي، تأمليون”. “ولدوا عجائز، رأوا الشر قبل أن يروا الخير، الضعف هو أوّل ما تلاحظ بصائرهم في كل مجال”. عميقون، يبرعمون ببطء. عنيدون ومصرون، عمال لا يتعبون.. يستخدمون أي شيء قابل للتجميع أو للتطوير. رغباتهم للتعلم شرهة، يتواثبون على المشاريع بأنفاس قصيرة، يتعاطون أشياء صعبة وتجريدية. يعيشون بأكثر من مستوى في آن واحد، يستطيعون تتبع أفكار متنوعة في ذات اللحظة، لا يستهدون سوى في اللجج. اختصار ذكي قدمه ميللر عن مواليد برجه.. و هنري ميللر روائي ورسام أمريكي”.

* ما هو دافعك إلى الكتابة؟

دافع “الافتتان”، بنيتُ علاقة عشقية مع العالم: الكتب، القراءة، الكتابة. تفاهمتُ مع العالم بفضل سحر الكلمات.

*كتبت القصة والرواية والمقالة، والنقد الأدبي، والشعر، وغيرها أي من هذه الأجناس أقرب إليك، ولماذا؟

الرواية هي ذروة غرامي بهذه الحياة. عملت في الصحافة السورية بين عامي ٢٠٠٣ و٢٠١١ انغمست بالحياة الثقافية من تشكيل وفن ومسرح وسينما وبعدها أشرفت على ملحق الكتب في صحيفة الثورة الرسمية حتى بداية الأحداث، وبعد أن استقرت في بيروت، تعاونت مع عدة صحف عربية. صقل العمل الصحفي قلمي، وتجربتي ووسّع مداركي ومعارفي.

البحث عن قارب نجاة

*أين أنت اليوم كأديبة؛ مما يجري في ما حولنا؟

كما كل الكتّاب، كما كل مثقف، أو مفكر، أو مبدع لا نملك أسلحة غير الكلمات أو الفن، نُستبعد من قِبل أولئك الذين يوقدون الحروب، ويقتلون ويشردون، نتشارك المصير مع البشر، مع الضحايا، نهرب من الموت، نبحث عن قارب نجاة. نصنع وطناً جديداً بالكتابة.

*الصحراء لـ الكاتبة لينا هويان الحسن المكان الذي يُعطيها حرية إلى حد العصيان. ماذا يعني هذا بالنسبة لك وأنتِ ابنة البادية التي يتحلى أهلها بالشجاعة والذكاء الفطري؟

 العصيان، هو الكبرياء بمعنى ما، والتشاوف البدوي الفطري والإيجابي، هو تشاوف نظيف من الاستعلاء، لكنه ضروري له لمواجهة الطبيعة، ثمّة نديّة وجودية استعان بها البدوي على حضوره الأعزل في الصحراء، لهذا نجده مسلّحاً بعلاقته بصقره وفرسه وسلاحه.

النجاح فردي جداً

*نجد أنّ أغلب الناس في وقتنا الحالي بعيدون عن القراءة وطقوسها على الرغم من أهميتها. ماذا يعني ذلك؟

هذه ظاهرة عربية، وليست جديدة والموضوع له علاقة بالتربية، قبل أن نشجّع الكاتب والكتابة ينبغي أن نصنع القارئ، ونربّي روح “الاطلاع” والفضول في نفس الطفل، ليكبر عارفاً متنوراً وقادراً على تمييز الطالح من الصالح، انظر الكتب الأكثر رواجاً اليوم في العالم العربي لتعلم المستوى المحزن لعموم الثقافة.

رواية ألماس ونساء

الأم التي تصرف وقتها على التكتوك ستربّي جيلاً مثيراً للشفقة.

* كيف يمكن أن نعيد للكتاب ألقه ومكانته؟

لا أحد يمكن أن ينقذ الكاتب إذا لم يكن هو نفسه التألّق، لا يتوه طويلاً القارئ عن الكاتب. ثمّة مسؤولية تقع على عاتق الكاتب، لا ينفعنا اليوم البقاء في البرح العاجي، لا بد من بذل بعض الوقت على السوشيال ميديا على مبدأ (تكلّم لأراك) ليس من باب المنافسة، انما وجود لا بد منه، مهما كان خجولاً أو مقتضباً. بكل بساطة تُركت الساحة للحمقى الذين حذّر منهم امبرتو ايكو، والنجاح فردي جداً.

جيل اليوم محظوظ

*الجوائز الأدبية هل تخلق حافزاً للإبداع؟ أم ترف لا بد منه؟

رواية أنطاكية وملوك الخفاء

مرّ أكثر من عقد على تجربتي قبل أن أعرف الجوائز أو أن تترشح لها أعمالي. جيل اليوم محظوظ منذ أوّل رواية يأخذ حظه ودوره في الحصول على الجوائز.  يوم كتبت في عام ١٩٩٨ كتبت بسبب قوة روحي وشغفي، انطلقت من تلك المنطقة الساخنة التي تمشي في العروق مع الدماء. شيء يصلنا بالوراثة. دافع مجنون ومتفلّت ونزوي وغير مفهوم يدفع المرء للكتابة. لا يعرف عفريتي الغامض سبباً لصحبتنا، غير الكتابة. كنت على مقاعد الدراسة وأصدرت ثلاث روايات لم تسجل أي حضور أو نجاح حتى جاء ٢٠٠٥ وطبعت روايتي “بنات نعش” و “سلطانات الرمل” في عام٢٠٠٩ ولادتي الحقيقية وأول مرة ترشَّح عمل لي لجائزة كانت رواية “ألماس ونساء” في ٢٠١٥، وهذا قرار الدار الناشرة.

*المواضيع والقضايا التي تعالجها كتاباتك؟

التاريخ، الصحراء، أسرار المدن، خبايا النساء، نوايا الرجال، البشر، الجان، الأشباح، الأرواح. . أنا كاتبة محاطة بالعفاريت الملهمين.

*كيف تنظرين إلى الرواية العربية اليوم؟

الرواية العربية متواضعة الحضور عالمياً، بل غير موجودة، تترجم بعض الأعمال، لأسباب سياسية وجغرافية ومناطقية، ثم تُنسى. لم تنجح التجربة العربية مثل التجربة اللاتينية، التي أطلقت الرصاص على الرواية الغربية. بمعنى ما، هنالك وهم لدى بعض كتابنا بالعالمية، شخصياً، تُلهمني تجربة أدونيس، استطاع بالفعل الوصول إلى العالمية بصبره وتفكيره الحرّ الأصيل واشتغاله الفريد على ثقافته وامتلاكه لأدواته بتمكّن كبير، وطبعاً هنالك تجربة نجيب محفوظ العالمية، ومحمود درويش. وغير ذلك كلّه أوهام.

لجان التحكيم ظاهرة غير صحية!

*هل أنصفك النقاد؟ وكيف تنظرين إلى هذا الجانب؟

لا يوّجه هذا السؤال لسوري! اتعرف ماذا يعني أن تكون سوري اليوم!؟ مزاج العالم كله عدائي تجاه السوري، فلتبدأ وأنت تبرز جواز سفرك في المطار وانتظر كيف سيعاملونك! وهذا المزاج العدائي ينطبق علينا في كل المجالات وبينها الأدب وفهمك كفاية. أتعرف كل سوري هو بطل خرافي، أسطوري، ينبغي لكل سوري أن يملأ صدره بعبق ماضيه التليد لينفخ على حاضره المؤسف، قدرنا أننّا ولدنا في زمن “الكبوة” فتعلمنا كيف نكون أحصنة تقفز الحواجز بوثبات لا تُجارى، تعلمنا أن نتفوق وندهش، ونرى أصعب العقبات كحصاة تافهة.. لا شيء يقف في طريقنا.

رواية حاكمة القلعتين

ونعود للحديث عن دور النقّاد المحدود للأسف، حتى لجان التحكيم لأهم الجوائز العربية همّشوا الناقد، ونصّبوا الكتّاب حكّاماً، وهذه ظاهرة غير صحيّة اطلاقاً. فَقَدَ الناقد دوره الطبيعي، واستحوذ الروائي على النقد، دون أن يمتلك أدوات النقد اللازمة ولا الضمير المهني، الروائي ناقد متحيّز سلفاً ومحكوم بداء عداوة الكار، وأحكامه غير منصفة. إضافة لذلك هنالك ظاهرة القارئ الناقد، وهؤلاء أنتجتهم منصّات التواصل الاجتماعي ومعظمهم ممن قرأ بضعة أعمال شعبية رائجة، وراح يحكّم من خلالها، وهذه ذائقة قاصرة، والطرف الثالث هو الذي يراهن عليه الكاتب، وهو ذلك القارئ الذي يذهب ليشتري كتابك بغاية حب القراءة، وهؤلاء هم العملة الذهبية التي تلزمنا للاستمرار بالكتابة.

أتنفس كل هواء متاح

وعن المجهول وكيف تواجهه اليوم، تقول “التجاهل فنّ، أيضاً الصمم فنّ أن لا تسمع الأخبار مثلًا وتكون حياتك ملخص لأفكارك عن نفسك. صيفنا فيلم أكشن لا ينتهي، أختار تسمية لطيفة! لخوف عام وتوجس وترقب وانتظار المجهول”.

وتضيف “بما أني تعودت على انتظار المجهول منذ تلك الأيام المريرة في صيف ٢٠١٢ ومحاصرتنا في مزرعتنا لمدة خمسين يوم ونحن نلبس أسود الحداد ونكوّم أسلحتنا في سرير خشبي لأحد أطفال شقيقي. . ونراقب في المنظار العسكري ليلاً ونهاراً السيارات المتجهة صوب قريتنا خوفاً أن يكونوا القتلة الذين هددوا باقتحام المزرعة . . سيرة حزينة تشبه معظم سير العائلات السورية، دونتها في رواية ” الذئاب لا تَنسى”.

وتوضح “نحن ذئاب، كل من أنجبته الصحراء ذئب، وحش شرس وجميل إلى درجة أنكم لن تشاهدوا ذئباً في السيرك.!؟ الذئاب لا تروّض، لربما تستأنس وتصادق بإرادتها. وأنا أعيش اليوم في لبنان. هنا الحياة، هنا الجمال، ويمرّ من هنا هواء الشام”.

 وتضيف “من مثلي اعتاد على أمزجة الحياة، أيضاً أقابلها بالمثل، أناورها أحتالُ عليها، أهرب من نشرات الأخبار والأحاديث اليومية المفخخة بالتحليلات السياسية المرهقة. أهرب كما ترون صوب البحر، السباحة، القراءة، الكتابة و ملاقاة من نحب واقتناص أوقات الفرح رغم سماع دوي ما يُسمى باختراق جدار الصوت”.

كيف تقرأ الروائية لينا هويان الحسن دور المثقف في التغييرات السياسية والاجتماعية؟ “دور ملتبس ومشوش، غير واضح. يعتنق اليوم، المثقف مبدأ: (تلون بكل الألوان دون أن تكشف لونك الحقيقي) الكثير من الأقنعة والمزاودات الفارغة. والمثقف النظيف غالباً صامت، ويفضل عدم الدخول في المزاد”.

*وهل تنازل الشعر عن عرشه للرواية؟

العروش فاتنة و نرجسية، ولا تكون ملكاً دون نبالة الدماء وتاريخّ طويل من العراقة، وعرش الشعر فقد الشعراء منذ زمن طويل، فلنتذكر شروط الأصمعي لفحولة الشاعر، ونضحك بنفس الوقت على مآل الشعر اليوم. نبت الشعراء كالفطر، ومع الوقت تمنعت الذائقة عن شراء كتب الشعر، والشعراء أنفسهم تخلّوا عن شعرهم وكتبوا الرواية، اليوم هنالك فوضى أدبية مسليّة

*ماذا عن مشاريعك الأدبية المستقبلية؟

العيش، أن أتنفس كل الهواء المتاح، أصنّع أوكسجيني وسط هذا الركام من غبار الدمار الذي قدرنا أن نولد في زمنه. والكتابة قدري الذي لبيت نداؤه بسعادة.

تعاريف ..

 تألقت الروائية لينا هويان الحسن في رواياتها التي أسهمت في تأليفها: “معشوقة الشمس” 1998، “التروس القرمزية” 2001، “التفاحة السوداء” 2003، “بنات نعش” 200، “سلطانات الرمل” 2009، “نازك خانم” 2013، “ألماس ونساء” 2014، “البحث عن الصقر غنام” (رواية للفتيان) 2015، “الذئبة أم كاسب” (رواية للفتيان) 2016، “الذئاب لا تنسى” 2016 “بنت الباشا” 2017، “ليست رصاصة طائشة تلك التي قتلت بيلا”، “أنطاكية وملوك الخفاء”، القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد، “حاكمة القلعتين” آخر رواية على اللائحة الطويلة لجائزة بوكر العربية 2023.

رواية ليست رصاصة طائة

روايتها “ألماس ونساء” الصادرة عن “دار الآداب”، تعد أول نصّ أدبي سوري يُكتب عن المهجر السوري. تتبع خطوات نساء مختلفات، هاجرن من دمشق وقطعن الأطلسي صوب المهجر السوري في بوينس آيرس وساو باولو، ليصنعن حياتهن بحرية أكبر. إضافة إلى أربعة كتب توثيقية، وهي:

ــ“مرآة الصحراء” (كتاب توثيقي عن البدو)، 2000

ــ “آنا كارنينا تفاحة الحلم” (دراسة سيكولوجية)، 2002

ــ “نمور صريحة” (مجموعة شعرية)، 2011

ــ “رجال وقبائل” (كتاب توثيقي عن أعلام البادية السورية)، 2013، تضمّنت أسلوباً مشوّقاً في السرد، ولافتاً في الموضوع.

من عناوين تلك الروايات التي أنتجتها الروائية البدوية الأصل، وأصرّت دائماً على أن تكون بدوية الطابع، حتى في شكل أغلفتها الخارجية الممزوجة بعبق البادية السورية التي أعلنت فيها حرية التعايش، وكانت مشوار الألف ميل الذي صدّرت منه عالمها الإبداعي، ناهيك بالأقوال والترانيم والحكم.

.. بنت بادية حماة المبدعة، المشرقة في ثورتها، ثورة الحرف، الذي عرفت كيف تصوغه، وبإتقان يدٍ خبيرة، فأجادت، ومن هنا لمع نجمها، وذاع صيتها، وتلوّنت أفكارها بحروف كثيرة أمتعتنا بها، وسُررنا.

قصص/ أشباح الحبيبات

تالياً أثمرت تحدياً لم يكن في يوم ما إلّا ذاك الظل في خباء منكسر البيت الذي صار مع مرور الوقت ملاذاً للإنتاج، وغيّر الكثير في حياة أديبة شابة مثقفة، إجادة فن استعمال الحرف الذي تناول حكايات البادية المترفة بالروعة والبهاء، على الرغم من الصعاب التي واجهتها، فكانت متنفساً لإبداعها الذي سطّر رؤية متجدّدة في عالم مؤسي.

وكان للحب جانب في بعض ترانيمها العفوية، وللجمال نكهته الخاصة أيضاً “لا يكفي أن يكون الجمال فاتناً، لا بد أن يكون جارحاً أو ضارباً”. وفي حديثها عن الصحراء، إنها “المكان الذي يعطيك حرية إلى حد العصيان”.

.. وصلت أعمالها القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد لثلاث مرات 2016، 2017، 2018، إضافة إلى الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لعام 2015، عن روايتها “ألماس ونساء”،

وجائزة الشيخ زايد القائمة القصيرة لأدب الأطفال لعام 2016 عن رواية “البحث عن الصقر غنام”.. فضلاً عن جائزة الشيخ زايد القائمة القصيرة لأدب الأطفال لعام 2017 عن رواية “الذئبة أم كاسب”.

.. ولدت في البادية السورية، 7 يناير 1977، في مجتمع قبلي وعشائري، وتنتمي لقبيلة الجميلة القيسية. تقول: من حق الكاتب أن يختلف عن نفسه وعن غيره، فلا بأس أن يغامر لحظة، ويقدم لقارئه نصاً جديداً غير متوقع، وفي روايتها “حاكمة القلعتين”، وهو نصّ متفرّد وجديد في موضوعه، مؤلفاً من اثنتي عشرة أسطورة، واثنتي عشرة قصة، واثنتي عشرة امرأة.

.. درست في مدينة دمشق بكلية الآداب، وتخرجت من قسم الفلسفة مع ليسانس وشهادة دبلوم دراسات عليا، كما عملت في الصحافة السورية بين عامي 2003 و2013 في صحيفة (الثورة) الرسمية حيث أشرفت على ملحق الكتب بين عامي 2006 و 2013. وبين عامي 2003 و2006، عملت بالصحافة الثقافية النقدية حيث كتبت مقالات متنوعة: سينما، نقد، تشكيل، مسرح، ومحاورات ولقاءات مع مفكرين وأدباء وفنانين.

غادرت سوريا مطلع عام 2013 لأسباب شخصية، وتقيم في بيروت حالياً. كتبت خلال ذلك في عدّة منشورات ودوريات وصحف عربية.

Exit mobile version