الزوجة..وشروط تحت الطلب!

عبد الكريم البليخ

هل انتصرت المرأة لذاتها لمجرد أنها عاشت في بلاد المهجر، وحجزت لها بطاقة الإقامة الدائمة لها في تلك البلاد التي ظلّت، وإلى اليوم، حكراً على فئة بعينها.. ومحاولات الكثيرات منهن سلك الموجة ذاتها، وتعددت المحاولات عبثاً بطلب الكثيرات منهن الانفصال عن أزواجهن بذرائع مختلفة، وإن كانت بعضها محقة؟!
إنَّ بلاد النعيم، فسحت المجال على مصراعيه، بمحاولات بعضهن، وتحت تأثير صديقات أو زميلات لهن، بتجاوز الأعراف العامة التي كانت تعيشها الزوجة قبل توجهها إلى تلك البلاد، التي غيّرت إلى حد كبير الكثير من مفاهيمها وطباعها حيال زوجها وأولادها، ومحاولاتها الجادّة التي تجاوزت حدود “الوقاحة” في تغيير المفهوم العام للأسرة السورية بصورة عامة، التي كانت تعيش في ظل حماية الزوج ورعايته، وتمضي يومها بمشورته ورؤيته وتوجهه.
إنَّ صوت الكثير من الزوجات تجاوز صوت حدود العتب إلى فرض آرائهن، وبالفم الملآن، إن لم يكن الأغلبية منهن ممن بتن يحاولن أخذ دور الرجل، وبصورة مخجلة تماماً، ورميه بأقذع العبارات الماسخة التي لم يعد يتقبلها أي إنسان عاقل، وفرض هيمنتهن بسحب البساط من تحت قدميه ومن أمامه، ومثال ذلك ما حصل ويحصل اليوم في ألمانيا والنمسا والسويد وهولندا وغيرها من تعدد حالات الطلاق، وارتفاع نسبته إلى حد الذهول، وهذا ما لم يكن بالحسبان، وانعكاس ذلك، بصورة أو أخرى على واقع الحياة الممضّ للأسرة التي بنيت في بداية تكونها على الحب والاحترام وتبادل الآراء، أما الصورة اليوم تغيرت كليةً، وهذا ما يعني تفكك العلاقة الأسرية وإحداث شرخ واسع فيها!.
القضية في هذا الشأن تطول وتتشعب وأخذت مناحي أخرى.. وتعلل تلك النساء ذلك على الزوج بتسيّده السلطة الزوجية، وفرض شخصيته وعدم فسح المجال للزوجة أخذ حقها القانوني من المعونة الشهرية المخصصة لها ولأطفالها، متناسية أن ما يدخل جيب الزوج من مساعدة معيشية تمنحها دول اللجوء بالكاد تكفي متطلباتها المعيشية، فضلاً عن دفع فواتير الإيجار والكهرباء والغاز، واشتراك الإنترنت والتأمين وبطاقات النقل العامة، وغيرها.
هذا الواقع، وكما نمّي لي، دفع البعض من الزوجات، بالتقدم إلى المحاكم الرسمية بطلب خلع أزواجهن، من أجل تمكنهن من كسب قوتهن وقوت أطفالهن وتأمين لقمة عيشهم، والتكيّف بما يصرف ويخصص لهن بعيداً عن أي مسؤوليات أخرى، وعن توجهات ربّ الأسرة الذي صار بلا حول ولا قوة، ومنه كثير، وهذا ما جعل بعض الأخوة اللاجئين من أن يقف موقف المتفرج حيال تصرف زوجته التي باتت تقبض مع أول كل شهر ما هو مخصص لها وبقية أسرتها، وبدورها تقوم بتخصيص زوجها بفتات من المبالغ التي تدخل إلى حساباتها البنكية، وهذا التفاخر أخذت تُجسده الكثير من النساء، وتُفاخر به علانيةً، فضلاً عن تهميش دور الزوج الذي لم يَعد يُبالي هو الآخر بما حوله تاركاً معترك الحياة ولوازم البيت واحتياجاته، ناهيك بمتابعتها المتعلّقات الإدارية على كاهل الزوجة، وهذا ما تحاول أخيراً التخلص منه، ما يعني تحمّلها عبئاً كبيراً داخل وخارج البيت…
بقي أن نشير إلى أن هذه النظرة الدونية من قبل النساء اللاتي يقمن في بلاد النعيم تجاه أزواجهن، وإهماله كزوج فاعل، كما كان قبل توجهه إلى وطنه الجديد، فهذا ما يعني إحداث شرخ واسع في الأسرة، وبالتالي زيادة حالات الطلاق، وتفسّخ العلاقة الأسرية، والأهم من هذا وذاك إقبال ربّ الأسرة على حفظ ماء وجهه، أقلها الفرار بريشه، إن استطاع، وترك زوجته وأولاده حتى ينل قصب السبق بالفوز بحريته بدلاً من حالة الذل والهوان التي صار يعاني الغالبية منه.
1/9/2024