السورية حسنة سعيد

بطلة ذهبية العرب بالجودو
مارست رياضة الركبي وتعشق كرة القدم..
وإنجازاتها مميزة على المستوى العربي والدولي
رضوان علي الحسن

بدأت ممارسة الجودو في سن الثامنة بتشجيع من والدها الذي كان لاعباً في رياضة الملاكمة. وحسنة سعيد تنتمي إلى وزن 63 كيلوغراماً، وتتميز بطول قامتها وبنية جسمها القوية التي تمكّنها من التغلب على خصومها بحركات سريعة ودقيقة، فضلاً عن أنها تحمل شارة سوداء في الجودو، وهي أعلى درجة يمكن أن يصل إليها لاعب في هذه الرياضة، كما أنها حاصلة على بكالوريوس في التربية الرياضية من جامعة دمشق.
حسنة سعيد شاركت في العديد من البطولات العربية والدولية، وتعتبر قدوة للفتيات السوريات اللواتي يحلمن بالتألق في مجال الرياضة.
تقول إنها تسعى دائماً لتحسين مستواها والارتقاء بأدائها، وأنها تفاخر بانتمائها إلى سورية، وتحمل رسالة سلام وأمل لشعبها.
“الصقر” التقت البطلة السورية حسنة سعيد في أربيل عاصمة كوردستان العراق، وكان هذا اللقاء عن مسيرتها وإنجازاتها وطموحها.
* في البداية حدثينا عن بداياتك الرياضية، ولماذا اخترت رياضة الجودو، وهل كان لوالدك السبب الأساس في دخولك لهذه اللعبة.
حسنة مفيد سعيد لاعبة جودو سورية الجنسية من مواليد “العنانيب” في محافظة “اللاذقية” عام 1996. بدأت مسيرتي الرياضية في سنّ مبكرة، حيث بدأت التدريب بممارسة رياضة الجودو عندما كان عمري 8 سنوات، واخترت الجودو عن غيرها من الألعاب الأخرى؛ لأن هذه اللعبة تشبه حسنة، ووالدي أكيد له تأثير كبير في دخولي إلى عالم هذه الرياضة، وكانت من اختياري.
* هل رياضة الجودو تناسب المرأة أو الفتاة العربية ولماذا؟
بالتأكيد الرياضات القتالية تناسب الرجال والبنات، ولعبة الجودو لعبة دفاعية وليست هجومية. والدفاع عن النفس لا يقلل من الأنوثة. والفتاة العربية بحاجة إلى رياضة الجودو؛ لأنها تعزّز الثقة بالنفس والرشاقة والمحافظة على قوام الجسم.
* في الفترة الماضية مارست أيضاً رياضة الركبي. ماذا تقولين عن هذه التجربة؟
رياضة الركبي هي رياضة جماعية تساعد على خلق شعور بالألفة والترابط بين الرياضيين، وكم أتمنى أن يكون لها انتشارها في أرجاء العالم العربي وللجنسين أيضاً.
*ما هي أبرز إنجازاتك في رياضة الجودو، ولماذا قررت الابتعاد عنها والاتجاه إلى العمل كمدربة لياقة بدنية؟.
نلت الميدالية الذهبية في بطولة الشباب الآسيوية للجودو في الفئة العمرية تحت 20 سنة في عام 2006، وكنت أفضل لاعبة في عام 2007 في معسكر أقيم في “تركيا”، كما حصدت على لقب بطلة العرب وغرب آسيا لعامي 2009 و2011، وحصلت على الميدالية الفضية في بطولة البحر المتوسط للجودو في عام 2010، وعلى المركز الثاني في بطولة العالم للجودو في وزن 52 كغم في عام 2013، وبطلة الجمهورية باللعبة من العام 2014، كما توجت ببرونزية بطولة آسيا عام 2017، وبفضية بطولة العرب عام 2018، وذهبية بطولة العرب عام 2019.
اعتزلت الرياضة بعد تعرض لظلم كبير لي من قبل الاتحاد الرياضي في سوريا، والاتحاد السوري للجودو فقررت الاعتزال.
* الجودو من الألعاب الفردية، هل هي لعبة مظلومة عندنا في الوطن العربي؟.
صحيح أن الرياضات الفردية في أغلبها مظلومة في الوطن العربي، والاهتمام ينصب بصفة دائمة نحو الألعاب الجماعية، وبصورة خاصة إلى ألعاب كرات القدم والسلة واليد، علماً بأن الألعاب الفردية تجلب لك الميداليات البرّاقة في الدورات الأولمبية وبطولات العالم، ولو يذهب جزء من الاهتمام إلى الألعاب الفردية سنكون بلا جدال من الدول المتقدمة في الرياضة على المستوى القاري والعالمي.
* برأيك من هي الدولة العربية الأولى في هذه الرياضة، ومن هي نجمة الجودو العربية؟.
تأتي سوريا من الدول العربية المتقدمة في هذه الرياضة إلى جانب مصر والجزائر وتونس والمغرب.
*ما هي طموحك على الصعيد الرياضي؟
قبل اعتزالي للعبة الجودو كان طموحي الوصول للعالمية، والآن أسعى لأكون من الأوائل في مجال تدريب هذه اللعبة التي أعشقها.
* تعيشين في كردستان العراق، كيف وجدت هذا البلد؟ وهل تشعرين بالغربة؟
العراق بلدي الثاني، ولم أشعر يوماً بالغربة أبداً، وشعبه مضياف ويحب الضيف، وأنا أعيش بين أهلي وإخواني.
* حسناء سعيد تمتاز بالرشاقة والجمال ما سرّ في ذلك؟
الجمال ربّاني والحمدلله، واللياقة تأت من بعد تعب وجهد كبير. تبتسم، وتكمل حديثها بقولها: أنا والحمد لله لي من اسمي نصيب. فأنا حسناء الرياضة السورية، وسعيدة في مجال عملي الرياضي.
*هل تفكرين العمل في مجال الفن، أو في عرض الأزياء؟
لا إطلاقاً. أنا عرفت بمجال الرياضة، ولا أحب أي مسمى آخر.
* ما هي رياضتك المفضلة بعد الجودو؟
كرة القدم معشوقتي الثانية بعد الجودو.
*هل سوف نشاهدك في عام 2024 كأجمل عروس رياضية؟ بالأحرى متى تدخل حسنة القفص الذهبي؟
إن شاء الله سيكون العام 2024 بدايات جديدة بالنسبة لي، وسوف أعمل أکثر للحفاظ على لقبي، وعندما يأتي النصيب ليس لدي أي خيار آخر. ومواصفات فارس أحلامي شخص
يفهمني، والأهم من كل هذا الاحترام المتبادل بين الطرفين، والتشابه بالأفكار والهوايات.
* ماذا تقولين للفتاة العربية؟.
أقول لكل فتاة عربية اتعبي على نفسك للوصول إلى الحلم، ولا تترك أي شخص يقف في طريقك، لأنه لا يوجد شي يستحيل تحقيقه في حال وجد الطموح والرغبة.
* ماذا تقولين في ختام هذا اللقاء.
أشكركم على هذا اللقاء الجميل، وأتمنى لـ “مجلة الصقر الرياضية” الإلكترونية التي تصدر من فيينا النجاح والتألق الدائم.