Site icon المزمار الجديد

الصحافي الكبير فايز عبد الهادي لـ “المزمار”:

*عشقه للصحافة ورثه عن والده

*النجاح المهني الجائزة التي أبحث عنها

*لم يسمح لي بالتقدم لكلية الحقوق لأني درست اللغة الإيطالية بدلاً من الفرنسية

*اخترت دراسة الصحافة والنشر.. ولم تُبهرني الدراسة في قسم الإذاعة والتلفزيون

*أوّل مرة عملت محرراً في تحقيقات عامّة .. خاصة بقضايا عمّالية

* أترك تقدير جهدي والمقابل المادي لصاحب الشأن

*تعرّفت على نجوم الأهلي  فزادني رغبة وتفاؤلاً في تغطية نشاطات النادي

 *الأهلي نادي الأصالة والوفاء .. ورجاله يتمتعون بالشهامة والكرم

*رئيس النادي الأهلي أمر بمنحي العضوية الفخرية للأهلي

*حصلت على العديد من الكؤوس والدروع من قبل كثير من الاتحادات والأندية واللجنة الأولمبية

*فكرة عودة الصقر بنسختها الإلكترونية جذبت الأنظار بثوبها الجديد.. ولكن؟

* قطر استضافت ما يقارب من 500 فعالية رياضية دولية منذ عام 2005 .. وتملك مواهب رياضية بارزة ومرافق مشيّدة على الطراز العالمي

كتب ـ عبد الكريم البليخ

 فايز عبد الهادي قبل أن يكون صحفياً ألمعياً، ومحرراً كبيراً في مجلة الصقر من خلال ما كان يبذره وبدّقة متناهية في الأعمال التي يُكلف بها، فهو قبل كل هذا وذاك إنسان دَمث الخُلق، كريم النفس، لطيف المعشر، فضلاً عن تميزه بوداعة لا مثيل لها.

“المزمار” التقت العملاق فايز عبد الهادي، بمناسبة مرور نصف قرن على عمله في الدوحة التي أحبّها فأحبته كثيراً والدور الكبير الذي سبق أن لعبه كمحرر عام في مجلة الصقر الرياضية في عصرها الذهبي، وفي غيرها من الصحف والمجلات والأماكن التي شغلها ونجح في دكّ أبوابها بكل ثقة في النفس.

فايز عبد الهادي مصافحاً الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني مستشار سمو أمير دولة قطر، ويتوسطهم الأستاذ سعد الرميحي

الأسئلة التي خطرت بالبال كثيرة ومتنوعة، وكنا توجهنا بها إليه، وهو بطبعه الهادئ اعتذر في بادئ الأمر نتيجة أعماله وأشغاله الكثيرة، إلّا أنه، وتحت إلحاحنا، وتواصلنا الدائم معه أجاب عن أسئلتنا التي كانت شاهدة على العصر، وواكبت ـ بالتالي ـ الزمن الجميل الذي عاشه وعايشناه، بداية من تعلقه بالصحافة والدراسة في كلية الإعلام، وقضائه وقت طويل في حديقة النادي الأهلي ـ بيته الثاني ـ  من الصباح الباكر إلى آخر ساعة من الليل، إلى تلك الفترة الذهبية التي تعرف فيها على نجوم كبار وتعلقه بهم، والأثر الذي تركوه بالنسبة إلى مشواره الصحافي الطويل، والعلاقات الاجتماعية التي تكوّنت في كل من ناديي الأهلي والزمالك الشهيرين، ناهيك في كيفية منحه العضوية العاملة من قبل رئيس النادي الأهلي شخصياً، وقصة انتقاله للعمل بمجلة الصقر، وتكريمه مؤخراً بمنحه جائزة اتحاد الثقافة الرياضية العربية لعام 2023، إلى ساعة إغلاق “الصقر” وإطفاء شمعة ما زال الكثيرون يتأملون عودتها من جديد على الساحة الرياضية، وإن عادت إلى الأضواء خلال فترة قصيرة بنسخة إلكترونية، إلّا أنها لم تلقَ الدعم، أو تبنتها أي جهة حكومية أو خاصة. كل هذا وذاك حاولنا أن نلمّ باجتهادات وتاريخ إعلامي وصحافي كبير مثال فايز عبدالهادي.

هوية إعلامية غنية

عن هويته الإعلامية يعرّفنا عن نفسه، بقوله “فايز عبد الهادي المغازي ـ بكالوريوس إعلام جامعة القاهرة ـ قسم صحافة ونشر.. دبلوم إعلام رياضي. عملت بصحف حزب مصر، روز اليوسف، المساء وصباح الخير.. وعضو مؤسس بصحيفة الكورة والملاعب المصرية، كما عملت كمحرر عام لمجلة الاتحاد العربي، ومجلة الملاعب العربية، وأيضاً كمحرر عام لمجلة الصقر القطرية.. وخبير إعلامي بالأمانة العامة للجنة الأولمبية، ورئيساً لتحرير النشرات والبرامج الرياضية بتلفزيون قطر.. ومستشار فني للجنة الإعلام الرياضي القطرية، والمنسق العام للجنة اختيار أفضل لاعب حائز على درع أفضل الإعلاميين العرب من قبل رابطة الصحافيين العرب، وعضوية لجان الاتحاد العربي والمصري الدولي للصحافة الرياضية.. ومعد برامج اجتماعية ورياضية تلفزيونية، وناقد ومحرر بجريدتي الراية والشرق القطريتين على فترات..

مع القيادات القطرية في الدوحة

وكذلك مراسل إذاعة (أم بي سي)، وجريدة الحياة اللندنية.. ومراسل وكالة الأنباء الفرنسية، ووكالة رويترز، ومراسل متعاون لهيئة الإذاعة البريطانية BBC ومراسل جريدة الحياة اللندنية، مدير تحرير مجلة قوس قزح، كما أصدر أكثر من 40 كتاباً عن الرياضة والرياضيين، ورئيس تحرير النشرات الرياضية في تلفزيون قطر، ومنتج برنامج ملعب الصحافة لقناة الجزيرة الرياضية، و يقول عن نفسه أنه يعكف يومياً على إعداد عدّة مذكرات منها: الإعلام الرياضي، ونشأت جريدة الكورة والملاعب المصرية، ومجلة الصقر، والنادي الأهلي المصرية”.

رفقة الأستاذ سعد الرميحي رئيس تحرير مجلة الصقر

ويتابع حديثه: “وأيضاً أخطط  لإعداد كتاب عن لجنة الإعلام  الرياضي  و دورها في دعم  العمل الإعلامي ومساهمتها في العمل يداً بيد مع كل الجهات الرياضية بفضل  الدعم الذي حظيت به اللجنة  وكل الاعلاميين  من قبل سعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني أمين عام اللجنة الأولمبية،  كما أن لجنة الإعلام لاقت كل الاهتمام من قبل الإدارة كل من تولى رئاستها  وفى مقدمتهم الأستاذ سعد محمد الرميحي لسنوات طوال، ثم الأستاذ محمد عبد الله المالكي، وأمينها  العام الأستاذ عبد الله طالب المري رئيس تحرير جريدة الراية حالياً. كما أن مجلس إدارة اللجنة الحالي يقوم بدور حضاري عربياً وعالمياً لخدمة  الإعلام والرياضة القطرية.

وعن التحاقه بالعمل بمجلة الصقر، يقول “في نوفمبر 1978م التحقت بالعمل بمجلة الصقر القطرية، وكانت نقلة نوعية في عملي المهني، ومن خلالها تعرّفت على كبار الرياضيين والإعلاميين والمفكرين في العالم، وإنّ عشقي للصحافة ورثته عن والدي الذي كان يحرص على شراء الصحف اليومية ونقوم طول اليوم منذ الصباح حتى المساء بقراءتها، وخاصة الصفحات الرياضية مثال: الأهرام يوم الجمعة، والأخبار يوم السبت، والجمهورية يوم الخميس، ومن خلال المطالعة تعرّفت على كبار الكتّاب والصحفيين والمقالات المتنوّعة خاصة الرياضية، حيث كنت أمارس كرة القدم مع الأصدقاء بإقامة مباريات مع فرق شوارع المدينة، وكوّنت فريقاً قوياً تحت اسم النسور الحمراء، وكانت الكتابة على جدران البيوت هي الوسيلة الوحيدة التي يروّج بها للفرق والنتائج وأبرز اللاعبين، وطوال مراحل الدراسة أحببت كرة القدم، ولعبت المباريات في مدارس قرى ومدن محافظة الدقهلية وكفر الشيخ، وزا د  حبى للكرة والصحافة بعد أن انتقلت من بلقاس إلى القاهرة للدراسة في مدرسة الترعة البولاقية الإعدادية في شبرا، ومدرسة ناصر الثانوية بحي الحلفاوي. ومارست كرة القدم في كل أحياء شبرا خاصة، حيث كنت أقيم في منطقة جسر البحر، وزادت علاقتي بمتابعة الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية، وبصورة خاصة مجلتي صباح الخير وروز اليوسف، ومن وقتها تمنيت أن أكون صحفياً، وبعد حصولي على شهادة الثانوية العامة لم أجد في التنسيق العام للقبول إلا كليات السياحة والفنادق والآثار، بينما لم يُسمح لي بالتقدم لكلية الحقوق لأنني درست اللغة الإيطالية بدلاً من اللغة الفرنسية خلال سنوات الدراسة الثانوية”.

الرغبة في دراسة الإعلام

وتابع حديثه “أسفرت نتائج الاختبار عن ترشّحي لكلية تجارة عين شمس التي درست فيها لمدة أسبوعين فقط، حيث كنت قدمت أوراقي إلى المعهد الإعلامي جديد النشأة، وكان بديلاً أو تطويراً لقسم الصحافة بكلية آداب جامعة القاهرة، وكان القبول فيه يَعتمدُ في حينها على المجموع، وفي الأساس اعتمد بعد المجموع على اجتياز امتحان تحريري طويل جداً وشفهي، ومقابلة شخصية بواسطة مجموعة من رموز الإعلام والصحافة المصرية للتأكد من قياس معلومات المتقدم على المعلومات الثقافية، والمهارات العملية والشخصية والرغبة في دراسة الإعلام، وكان في مقدمة أساتذة الاختبار الصحفي الشهير جلال الدين الحمامصي، والدكاترة إبراهيم إمام، عبد الملك عودة، سمير حسين، مختار التهامي، جيهان رشتي،  فاروق أبو زيد، وعلي عجوة. وسرعان ما تحول اسم معهد الإعلام إلى كلية الإعلام وأصبحت من كليات القمة في مصر ولا يدخلها إلّا الحاصلين على علامات عالية، وعلى خطاها تم افتتاح كليات وأقسام الإعلام في العديد من جامعات الأقاليم والأزهر والأمريكية، ويرجع تاريخ الدراسات الإعلامية الجامعية في مصر إلى عام 1939 حينما تم إنشاء معهد الصحافة العالي الذي عرف فيما بعد باسم معهد التحرير والترجمة والصحافة في كلية الآداب جامعة القاهرة. ويرجع الفضل في تأسيس المعهد إلى الدكتور محمود عزمي، والدكتور العبقري طه حسين، وكان المعهد يَمنح دبلوماً عالياً معادلاً لدرجة الماجستير”.

مع الأستاذ أشرف محمود رئيس الاتحادين المصري والعربي للثقافة الرياضية

وقال “في عام 1954 تحوّل المعهد إلى قسم للتحرير والترجمة والصحافة بكلية الآداب، ويَمنح درجات الليسانس والماجستير والدكتوراه، وتولّى رئاسته الدكتور عبد اللطيف حمزة. وفي 19 ديسمبر 1969 تم تحويل القسم إلى معهد مستقل للإعلام، بدأت الدراسة فيه لطلاب الدراسات العليا في مارس 1971، وفي أكتوبر من نفس العام لطلاب البكالوريوس. وفي 1974 تحوّل معهد الإعلام إلى كلية الإعلام، لتكون أوّل كلية مستقلة للإعلام في الشرق الأوسط، ضمّت ثلاثة أقسام علمية هي: (الصحافة والنشر)، و(الإذاعة والتلفزيون)، و(العلاقات العامة والإعلان). والحمد الله فقد اجتزت بسهولة اختبارات القبول الصعبة بالإعلام، وكان تشجيع الأستاذ جلال الدين الحمامصي لي وإلى بقية الزملاء سبباً هاماً في ارتباطنا بالكلية وتجاوز الصعاب التي واجهتنا. وكانت سعادتي كبيرة وأنا أشعر يومياً بأني أسير في الطريق الصحيح لتحقيق حلم طالما كان يراودني بأن أكون صحفياً خاصة وأنني اخترت دراسة الصحافة والنشر، ولم تبهرني الدراسة في قسم الإذاعة والتلفزيون والعلاقات العامة والإعلان”.

وأضاف “كان الأمر سهلاً في النجاح في دراسة مواد الصحافة بفضل مادة الصحافة التي كان يقوم بتدريسها الأستاذ جلال الحمامصي، حيث تعرّفت على هموم العمل الصحافي منذ البداية، وإنشاء جريدة صوت الجامعة التي تعلمنا من خلالها فنون العمل الصحافي من التخطيط إلى الفكرة إلى التحرير بكافة أشكاله، ثم التنفيذ والإخراج ومتابعة طباعة الصحيفة، فضلاً عن الإشراف، وبشكل مباشر على توزيعها داخل كليات ومعاهد جامعات القاهرة وعين شمس والأزهر، وهذا بحد ذاته يُعدُّ تحدياً كبيراً، ما يعني أنها كانت مواجهة مباشرة مع الناس، ومعايشة الواقع في الحياة”.

وقال “شجّعني نجاحي في امتحانات أول عامين في أن أقفز بأحلامي إلى العمل مباشرة في الصحف المستقلة مقابل أجور رمزية، وساعدني قريبي الأستاذ أحمد حرك، رئيس تحرير جريدة العمال، لسان حال اتحاد عام عمّال مصر، والأستاذ حامد زيدان مدير الجريدة، وهو بلدياتي، في العمل محرراً في تحقيقات عامة لقضايا العمال وحل المشكلات وعمل الحوارات، وكان يشرف علينا الأستاذ عبد الوهاب مطاوع الصحفي الشهير بالأهرام، ورئيس تحرير مجلة الشباب الذي لحظ مدى اهتمامي بالرياضة فأوكل لي رئاسة القسم الرياضي بالجريدة بإشراف الأستاذ عبد الفضيل طه، وكانت تجربة رائعة تعلمت منها الكثير من الدروس الصحفية والرياضية والتوازن في تغطية الأخبار والموضوعات خاصة فيما يتعلق بتشجع الأهلي والزمالك”.

النحاس وفكرة إنشاء صحيفة

وقال “أذكر أنني كتبت يوماً مانشيت و”بدأ نزيف النقاط من الزمالك” فغضب مني الأستاذ عبد الوهاب مطاوع وطلب مني الحياد بعيداً عن التعصّب الشخصي، وفعلاً كتبت العنوان “شماتة” بنادي الزمالك ولم أكررها حتى الآن، وتركت مشاعري بأعماقي لا أبوح بها على الورق ولا أسمح بها إلّا مع الزملاء والأصدقاء، والأفضل أن أتركها في بيتي. فقد كرهت دائماً المجادلات الرياضية والسياسية وحتى الآن، وكان نجاحي في تحرير الرياضة في جريدة العمّال سبباً في ترشيح الأستاذ عبد الفضيل طه لي لمقابلة الأستاذ الصحفي الرياضي الكبير مدير تحرير الرياضة بجريدة المساء الأستاذ حمدي النحاس، وفي أول لقاء معه في مكتبه رحّب بي بشكل رائع وابتسامة أخوية لم أنساها”.

وأضاف “حدثني النحاس عن فكرته الجديدة بإنشاء مطبوعة جديدة أسماها “الكورة والملاعب”، وطلب مني المساهمة في تحريرها بدون أن نتطرق على المقابل المادي، فأنا طوال سنوات عمري في الصحافة، أياً كانت وحتى الآن لم أتحدث عن الفلوس وأتركها لصاحب الشأن وتقديره. المهم أن أنجح في مهمتي، فالنجاح المهني كان وما يزال هو هدفي الأول، والجائزة التي أبحث عنها ولم أتخلَ في يوم من الأيام عن هذا المبدأ الشخصي، وعقيدتي المثالية في مشواري الإعلامي الصحفي، وفي نهاية المقابلة التاريخية مع الأستاذ حمدي النحاس، سألني: هل تحب أن تقوم بتغطية أي نادي لجريدة “الكورة والملاعب”؟ فقلت دون تردد النادي الأهلي فوافق على الفور، ولكنه قال بشرط معظم المتعاونين معنا من نادي الزمالك وأنا أريد أن يكون المانشيت الأسبوعي خاص بالنادي الأهلي، والحال كذلك بالنسبة للحوارات والأخبار والقضايا تتعلق بالأهلي، كما أن المنافسة لنا ستكون للمجلات والصحف الأهلاوية مثل: أكتوبر، التعاون، آخر ساعة، الأهلي والأهلاوية والكورة لا بد أن تثبت وجودها في الساحة الرياضية والجماهيرية والإعلامية، ورديت عليه وأنا قبلت التحدي. وقدم لي صديقي وأستاذي عبد الفضيل طه أكبر خدمة تاريخية لي فرافقني في اليوم التالي إلى النادي الأهلي، وحضرنا معاً تدريب فريق الأهلي باستاد التتش وشاهدت كيف كان ترحيب نجوم الأهلي به، وعرّفني عليهم جميعاً ما رفع من معنوياتي وزادني رغبة وتفاؤلاً في تغطية أنشطة ونجوم الأهلي، وعندما جلسنا في المدرج فوجئت بجماهير الأهلي ترّحب بطريقتها بالأستاذ عبد الفضيل طه فابتسم وقال لي: هذه ضريبة الشهرة، واتجهنا بعدها إلى مطعم الأهلي العريق وتعرفت من خلال الأستاذ على عدد كبير من النجوم مثل أحمد عبد الباقي، حمدي جمعة، ماهر همام، محمد عامر، مختار علي، قرن شطّة، مصطفى عبده، محسن صالح،  إكرامي، ثابت البطل، محمود الخطيب، حسن حمدي، جمال عبد العظيم، طاهر الشيخ، صفوت عبد الحليم، إبراهيم عبد الصمد، فتحي مبروك، محمد عامر، محمد رمضان، حسن حمدي، أنور سلامة وعصام عبد المنعم. وقد حرصت على معايشة كل لاعبي الأهلي من الصباح حتى المساء، حيث أبدأ يومي بالجلوس في حديقة النادي أو مع أحمد موظف البدالة للتعرف منه على أبناء الأهلي من الأعضاء والرياضيين، وبعدها أصلي الظهر وأصعد إلى الدور الثاني حيث قاعة فكري باشا أباظة، وقد أستلقي لأنام في البلكونة المقابلة لبعض الوقت لأكون مع اللاعبين في بداية التدريبات بإستاد التتش، وبعدها ألتقي في حديقة النادي مع بعض الأصدقاء الأعزّاء مثل: عدلي القيعي، ميمي الشربيني، الدكتور عمرو أبو المجد، الدكتور المفتي إبراهيم، عبد المجيد نعمان، ماهر فهمي، وقبل المساء، بصورة يومية، يكون لي لقاء وجلسة صداقة مع الأستاذ فؤاد شعبان مساعد مدرب هيديكوتي، وقد استفدت الكثير الكثير منهما فنياً وإعلامياً، ولم أفكر يوماً في نشر أي أسرار عمّا أعرفه، أو يدور

حولي، وكان هيدكوتي  المجري يطلب مني عن طريق فؤاد شعبان إجراء حوارات مع النجوم الكبار ليتعرف على آرائهم وأفكارهم ومشاكلهم ليقوم بحلها أولاً بأول، وفي الفترة الليلية أجلس مع عدد كبير من رموز النادي الكبار مثل الفريق محمد عبد المحسن مرتجى، وكمال بيه حافظ، وكيل الأهلي لسنوات طويلة، وعم خيري، وعم حسن جلة، والأستاذ أحمد زكي عبد الهادي، والأستاذ عاطف وزق، وممدوح عبد الحكيم، والدكتور رياض شرارة، وكانت كل جلساتي مع أبناء الأهلي بمثاب فخر لي لحرصهم على الود المتبادل ومعرفتي بالمزيد من كبار الشخصيات مثل الكابتن صالح سليم، طارق سليم، عادل هيكل، الدكتور عبده صالح الوحش، الدكتور علي العطفي، عبد المجيد نعمان، نجيب المستكاوي، محمد شاهين، فاروق يوسف، ماهر فهمي، أحمد المنشليني، وأحمد جهينة. الحمد الله أن الجوال لم يكن موجوداً وقتها لذا كان حصد الأخبار والانفرادات ومعرفة القضايا وحصد التصريحات تتم عن طريق المعايشة المستمرة لكل المصادر الذين كنت أتعامل معهم كأصدقاء وأخوة فزاد الود ونمت الثقة فيما بيننا بلا حساب طوال فترة عملي في الكورة والملاعب وغيرها من الصحف الأخرى، مثل: حزب مصر، والأحرار، والأهالي وروز اليوسف، بالإضافة إلى العمال والمساء وكان تشجيع الأستاذ حمدي النحاس عن إنجازاتي الصحفية الأسبوعية التي أقوم بتسليمها له في نهاية كل أسبوع، كما تعودنا، مثار فخار لي وزيادة في المنزلة التي أتمتع بها داخل أسرة النادي الأهلي وأصبحت سيرتي الجيدة في الوسط الرياضي تمتد إلى نادي الزمالك فتشرّفت بمعرفة الأستاذ محمد حسن حلمي، والكباتن حنفي بسطان، محمد الجندي، زكي عثمان، محمود أبو رجيله، نبيل نصير، حلمي طولان، على خليل، عمر النور، طه بصري، إبراهيم يوسف. وكل هذه الأسماء والمعارف أفادتني كثيراً في تحرير موضوعات الباب الذي كنت أحرّره وأشرف عليه من حياتهم الخاصة والقضايا”.

مع “الكورة والملاعب”

وأشار إلى أنه سبق أن أسعده القدر بأنه بدأ مشواره المهني الصحافي في بداياته في صحيفة “الكورة والملاعب”، ومشوار نجوم الأهلي نحو البطولات، والشهرة فيما يُعرف بجيل التلامذة. وقال : “بعد فترة ركود للكرة المصرية وللأهلي عموماً بسبب فترة الحرب، قرر مجلس إدارة الأهلي، برئاسة الفريق عبد المحسن كامل مرتجى، عام 1973 استعادة أمجاد القلعة الحمراء فتعاقد مع المجرى هيديكوتي، وكان عمره وقتها 41 عاماً، ليمكث في الأهلي سبع سنوات وصل فيها إلى قمّة المجد الكروي مع الشياطين الحمر، وقتها جمع عدداً كبيراً من الأسماء الرنّانة التي لمعت كثيراً مع جيل الأساتذة بالنادي الأهلي خلال حقبة السبعينيات، بعدما وضع بصمة قوية مع القلعة الحمراء استطاع من خلالها تحقيق العديد من البطولات على المستوى المحلي.

وبدأ المجرى تأليف قصته مع الأهلي بتكوين فريق “التلامذة”، والذي كان يضمّ العديد من نجوم الكرة المصرية في تاريخها، وعلى رأسهم الأسطورة محمود الخطيب، حسن حمدي، مصطفى عبده، محسن صالح، قرن شطّة، فتحي مبروك، مختار مختار، وغيرهم من الأسماء اللامعة، وسمّى ذلك الفريق بالتلامذة لصغر سنّهم، ولكن تحت قيادة هيد يكوتي كبر التلامذة وأصبحوا أساطير الكرة المصرية عبر تاريخها. وفي الموسم الثاني له مع النادي الأهلي تمكّن المارد الأحمر من تحقيق درع الدوري بعد غياب دام لأكثر من عشرة سنوات، موسم كوتي الأول مع الأهلي لم يَشهد أي بطولات بسبب إلغاء بطولة الدوري لظروف حرب أكتوبر”.

وأكمل بقوله “في موسم 1975 حافظ الأهلي على لقبه ووصل أيضاً إلى نهائي الكأس إلّا أنّه خسر أمام الاتحاد السكندري، وفي موسمه الثالث مع الأهلي حافظ هيديكوتي على لقب الدوري، ولكنه خسر اللقب أمام الزمالك في موسم 1977 بفارق الأهداف.

مع الاسطورة الكروية محمود الخطيب رئيس النادي الاهلي

في نفس الموسم الذي خسر فيه الأهلي وهيديكوتي الدوري قرر مصالحة الجماهير بلقب غائب عن جدران القلعة الحمراء منذ فترة وهو كأس مصر، وبالفعل تمكن الداهية المجري من تحقيق اللقب على حساب الزمالك في المباراة الشهيرة والتي فاز فيها الأهلي بأربعة أهداف لهدفين بعدما كان متأخراً بهدفين نظيفين. واستعاد الأهلي لقب الدوري خلال موسم 1978 وبفارق سبع نقاط عن أقرب منافسيه، وفي الموسم التالي تمكن أيضاً الأهلي من المحافظة على اللقب ليحقق بذلك المجري هيديكوتي مع الأهلي خمسة ألقاب في الدوري، ولقب وحيد في كأس مصر. في نهاية موسم 1979/1980 انتهت قصة هيديكوتي والأهلي وفريق التلامذة بعد رغبته في الرحيل للبحث عن تجربة تدريبية جديدة وهو ما وافقت عليه إدارة المارد الأحمر وقتها.

ويُعدُّ هيديكوتي أول مدير فني أجنبي يُطبّق نظام التدريب اليومي في مصر والإحماء على شكل مران، فيما لا يقل عن نصف ساعة قبل المباريات، حتى يستطيع اللاعبون الجري وراء الكرة طوال التسعين دقيقة، وقام المدربون من بعدها بإقامة هذا المران حتى وقتنا هذا. وفي عام 1974 انتظم عبد المنعم مصطفى، الوافد من السودان بدراسته في كلية الهندسة جامعة القاهرة، فرآه سورين اسكندريان لاعب الهلال السابق، وعرضه على هيديكوتي مدرب الأهلي وقتها، ورغم إعجاب الخواجة بإمكانيات اللاعب الفنية، إلّا أنّه اعترض على قصر قامته وضعف بنيانه، فأقنعه محمود الجوهري مساعدة آنذاك بقدرات اللاعب، ليصبح فيما بعد من ضمن الجيل الذهبي للأهلي”.

وقال “الأهلي نادي الأصالة والوفاء، وأنا شاهد عيان على ذلك لأن رجاله يتمتعون بالشهامة والكرم، وقد حظي رجال الإعلام والصحافة الذين يغطون أنشطة النادي الأهلي بالاهتمام والتواصل والاحترام والتقدير، ويوجّه لهم الدعوات في كل احتفالات ومناسبات النادي وإذا غاب أحدهم فجأة يبادرون بالسؤال عنه، ويوفّرون له كل سبل الراحة في مقر النادي ومشاهدة المباريات”.

وقال “أذكر أني كنت أجلس مع صديق عمري بالأهلي الإعلامي الكبير حمدي الكنيسي، وطلبت منه أن يسهل لي لدخول إلى مقر النادي بعيداً عن موظف الاستقبال فنقل الشكوى إلى رئيس النادي الفريق عبد المحسن مرتجى الذي أمر على الفور بمنحي العضوية الفخرية للأهلي. وخلال مسيرتي الصحفية تعرّفت على نجوم كبار من لاعبي الأهلي والزمالك، والترسانة والإسماعيلي والاتحاد السكندري والمحلة ولم يكن هناك أي تعصّب يُذكر بين الأندية كما هو الآن .. وكانت علاقتي بتلك النخبة من العمالقة قوية ومثيرة ومحترمة جداً، وهي من أحلى وأجمل فترات حياتي، وكنت أدخل إلى نادي الزمالك بدون أي معوقات، وأتجول داخل النادي وألتقي بكل نجوم الزمالك الكبار، وكانت هناك لقاءات وحوارات خارج النادي مثال النجم السابق غانم سلطان في محل والده بسوق التوفيقة، أو النجم الكبير إبراهيم يوسف الذي كنت ألتقي به في مقر عمله باتحاد الشرطة الرياضي”.

الصقر وأنا

وأضاف بقوله “خلال مسيرتي في الأهلي فوجئت بالأستاذ محمد شاهين رئيس القسم الرياضي بجريدة حزب مصر والرياضة بمجلة الإذاعة والتلفزيون يعرض عليَّ العمل في مجلة الصقر بعد أن اختارني الأستاذ حسن عثمان المحرر العام لهذه الوظيفة بناء على ثقة كل من الأستاذة نجيب المستكاوي، عبد المجيد نعمان، فاروق يوسف، وماهر فهمي في قدراتي الصحفية من خلال العديد من “الخبطات” الصحفية وكان آخرها   مشكلة اختيار هيدكوتي لمحمود الخطيب ليكون كابتن الأهلي في تجاوز أقدمية ستة لاعبين بقيادة مصطفى يونس، وقد انفردت وقتها بالقصة كاملة، وأخذ تصريحات قوية ومثيرة من الكابتن الخطيب، كما كنت وقتها أقوم بتجهيز كتاب عن مسيرة الكابتن حسن حمدي، ووسط هذا النجاح وافقت على السفر على الفور إلى الدوحة للعمل بمجلة الصقر في رابع أيام عيد الأضحى يوم 13 فبراير 1978 ولم أبلّغ الأستاذ حمدي النحاس بموعد سفري خوفاً من أن يقنعني بالبقاء في صحيفة “الكورة والملاعب”، وكان سفري بمثابة فتح الأبواب أمام نخبة من الزملاء للعمل من بعدي في تغطية ألعاب النادي الأهلي وأعمال سكرتارية التحرير”.

وقال : “أنا مدين للأهلي بكل ما حصدته من تطور عملي المهني في الإعلام الرياضي وصداقاتي مع نجوم الأهلي كانت دائماً أوسمة فخر واعتزاز، ورغم أنّي بعيد عن الأهلي منذ 1978 إلّا أنَّ علاقتي ما تزال مستمرة مع الكثيرين منهم سواء عندما أعود إلى أم الدنيا في الإجازات، أو في المهمات الرسمية، أو عندما يشارك الأهلي أو المنتخبات في بطولات أو مباريات تقام في الدوحة، ونتواصل معاً عن طريق وسائل التواصل المعاصرة، ومن أبرزهم الكباتن محمود الخطيب، محسن صالح، مصطفى عبده، قرن شطة، وأحمد ناجي، والشيخ طه إسماعيل”.

وعن أيام وصوله إلى الدوحة، وكيف استقبل يقول “وصلت مطار الدوحة مساء يوم 13 نوفمبر1978 ولم يكن أحداً بانتظاري، وهاتفت الأستاذ حسن عثمان، وكان في زيارة مع أسرته إلى فيلا المعلق القطري والخليجي الشهير محمد نوح بمدينة خليفة الجنوبية، وتطوع أحد الأخوة القطريين بتوصيلي إلى هناك، حيث انتقلت بعدها مباشرة إلى الشقة المخصصة لي بجوار متحف قطر وأمام مقر النادي العربي القديم في عمارة ضمّت مكاتب الصقر، وكل الصحفيين العاملين بالمجلة وأسرهم، وهم مدير التحرير الأستاذ مازن حجازي، ابن وزير سابق بالأردن، والأستاذ حسن عثمان المحرر العام، والأستاذ مصطفى لبيب سكرتير التحرير، والأستاذ حسن المستكاوي المحرر المتفرغ، عادل بابكر رئيس التصوير،  مجدي عبد الحميد رئيس الإخراج، الزميل حسن رفعت الذي حضر معي على نفس الطائرة للعمل في الصقر، وفي صباح اليوم وجدت ترحيباً من جميع العاملين بالمجلة من كل الأقسام الفنية والترجمة والانتقالات والتوزيع والسكرتارية العسكرية حيث كنا نتبع إدارياً للقيادة العامة العسكرية، وذابت الغربة، وبصورة خاصة، بعد أن وجدت ترحيباً خاصاً من الأستاذ محمد كاظم رئيس التحرير، واندمجت في العمل مباشرة حيث كانت المجلة تصدر شهرياً، ومحمد كاظم الأنصاري كان أول رئيس تحرير لمجلة الصقر من خلال عمله كسكرتير تنفيذي للجنة الارتباط بالرياضة العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، وتضمّ هذه اللجنة 22 دولة في عضويتها بإشراف الاتحاد الدولي للسيزم. واشتهر محمد كاظم بأنه رجل أعمال مثال حي للشخصية العصامية التي شقّت طريقها بعزيمة لا تلين، وطموح لم تنل منه مصاعب الحياة، فقد أقرب الناس إليه منذ طفولته اليانعة فتعلم الصبر والجلد. سيرته كتاب مفتوح مليء بالأحداث والنجاحات والإخفاقات، تذوّق حلاوة الحياة وقسوتها بروح رياضية عالية، وترقّى في ميادين الرياضة حتى أصبح الحارس الأول للمنتخب القطري لكرة القدم، ولعب أمام أبطـال العالم بمن فيهم الجوهرة البرازيلية بيليه .. وترقّى في سلك الجندية إلى رتبة عميد بالقوات المسلحة القطرية، ونال شرف القتال لتحرير فلسطين ضمن أول قوة قطرية ضمّت مائتي

متطوع دفاعاً عن فلسطين ولتحرير التراب العربي، وعلى صعيد التجارة بدأ من نقطة البداية ووصل إلى أعلى مراتب النجاح وتعددت مشروعاته التجارية من مشروع إلى اثنين إلى عشرة مشروعات حتى أصبح قائداً مدنياً لجيش من العمال يضم أكثر من ألف وثلاثمائة عامل علمهم الانضباط وحب العمل ونكران الذات والإخلاص في الخدمة. روحه الرياضية غلبت على معاملاته التجارية، فلم يرفع دعوى قضائية في حياته في معاملة تجارية لاسترداد حق من الحقوق، وكان شعاره في كل الأحوال الكلمة الطيبة يَلينُ لها الحجر”، وكان أول موضوع صحفي لي عبارة عن استفتاء عن أفضل الرياضيين عن عام 1978 وحقق نجاحاً لافتاً وساهم في دعم المزيد من علاقات الصداقة مع الرياضيين والصحفيين بالدوحة”.

وسام فرسان الاعلام العربي

فكرة مجلة الصقر

الصقر كما يؤكد الصحافي الكبير فايز عبد الهادي “ظلت علامة مميزة منذ انطلاقتها كمجلة رياضية ـ عسكرية وكان الغرض منها نشر الثقافة الرياضية، وأن تصل إلى الشباب العربي بكل البلدان العربية، خاصة في مصر والسعودية والسودان وليبيا وسوريا والعراق ولبنان والأردن، وساهم في سرعة انتشارها وتوزيعها.

إنها لم تهدف إلى الربحية، وكان سعرها زهيداً قياساً بتكلفتها العالية ونجحت المجلة كجامعة عربية تضمّ نخبة من الصحفيين العرب في رصد الأحداث الرياضية بمختلف أشكالها، وكانت مجلة الصقر تسير وفقاً لتوجيهات وإرشادات سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي كان صاحب فكرة مجلة الصقر وأن تصل إلى كل الشباب العربي، وهو الذي أطلق عليها منذ بدأت اسم الصقر الذي يُعنى القوة والشجاعة والقنص السريع واعتمدت السياسة التحريرية العامة للمجلة على أفكار المحررين والمراسلين وتبعاً لإقامة البطولات خاصة وأنها كانت تتبع مركز ارتباط الشرق الأوسط التابع للسيزم، وكان يرأسه سمو الشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني.

 في نوفمبر عام 1978 حضرت إلى الدوحة لأعمل محرراً عاماً بمجلة الصقر التي كانت نقطة تحول في عالم الصحافة والبطولات، واقتحمت كل مدن وقرى الدول العربية، وصنعت شعبية كبيرة لم تحققها أي مجلة رياضية حتى الآن، فصاحب فكرتها وأسمها هو صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وكان يتابع كل أعدادها الأولى، ووفّر لها كل متطلبات النجاح والتفوق. فقد كانت تتبع مركز ارتباط الشرق الأوسط بعد فشل المنتخب القطري لكرة القدم في بطولة الخليج السابعة التي أقيمت في بغداد عام 1979 تم وضع خطة كروية وإعلامية لتطوير المشار بما يرضي طموحات المسؤولين فتم التعاقد مع المدرب العالمي افريستو، وتشكيل منتخبات للكبار والشباب والناشئين في إطار خطة كبيرة للنهوض بكرة القدم وفي نفس الوقت تم إسناد رئاسة تحرير الصقر إلى الأستاذ سعد محمد الرميحي الذي تولى تحريرها لفترة تصدر شهرياً ثم كان القرار الشجاع المحسوب والمخطط له بعناية وذكاء بإيقاف الإصدار الشهري وبدء الإصدار الأسبوعي مع جلب أفضل الإعلاميين العرب والقطريين لتحريرها وتغطية كل البطولات الرياضية في كافة الألعاب، وظلت تصدر في كل مرة أسبوعياً، وكان لها دورها في التعريف بنجوم الرياضة القطرية والعربية، وزادت عدد الصفحات مع طباعة أفضل، وخطة تسويقية أكبر، والاتفاق على شحن المجلة في المواعيد المحددة إلى كافة الدول العربية”.

*ماذا عن الصحيفة التي كانت تصدر إلى جانب المجلة الأم الصقر، وخاصة في أثناء العمل على تغطية الندوات والدورات والبطولات التي تحتضنها الدوحة؟

ـ في جريدة الصقر المحلية الأسبوعية التي سرت على نفس المنوال مع المجلة الأم في تغطية الأنشطة المحلية حتى تترك مساحة أكبر في المجلة للأنشطة والبطولات العربية والدولية في خطط مستمرة لنرسم صفحة مضيئة لكل نجاحات ونجوم التظاهرات الرياضية في تاريخ قطر والعرب.

في الدوحة اكتمل الإبداع فنحن كنا شركاء في تغطية  تأسيس وتجديد دماء الاتحادات والأندية والمؤسسات الرياضية والشبابية والإعلامية، مما يعطي بلادنا العزيزة دائماً زخماً إعلامياً يليق بالدوحة عاصمة الرياضة في الشرق الأوسط والتي أصبحت حالياً عاصمة عالمية لكرة القدم منذ أن تم بنجاح عظيم تنظيم قطر مونديال 2022 وحرصت دولة قطر والجهات القائمة على القطاع الرياضي في الدولة على تشجيع مختلف الاتحادات واللجان الرياضية التابعة لها على فتح أبوابها وساهمت الجريدة في المشاركة أمام الجميع من أجل ترسيخ قيم الرياضة، كما عملت ذات الجهات على توفير كافة المستلزمات الواجبة لحسن نجاح تلك البطولات وتحويل المجهودات القطرية المبذولة من أجل النهوض بالرياضة واقعاً لا مجرد حبر على ورق.

فالدولة سبق أن استضافت خلال العقود الستة السابقة العديد من المنافسات الرياضية القارية والعربية والعالمية، وكان من أشهرها وأكبرها استضافة الدوحة دورة الألعاب الآسيوية في العام 2006 وبطولة كأس الخليج لكرة القدم في 2010 وبطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم 1988 ثم 2011و ودورة الألعاب العربية الثانية عشرة في العام 2011 ودورة ألعاب غرب آسيا في 2005، وكانت الصقر تشارك دائماً في وضع لبنة من لبنات الإبداع الرياضي والإعلامي المحلي والعربي والدولي، ولا شك في أن تطور مسيرة العمل الرياضي القطري لم يكن يتحقق لولا مساندة وجهود الكثير من القيادات والرموز الرياضية، وخلال مسيرة عشرات السنين كان هناك دائماً رجال ساهموا في تحدي الصعاب والتسلح بالعلم والثقافة والتجارب المتراكمة من أجل النهوض بالرياضة القطرية، وما يحدث في قطر في السنين الأخيرة يجعلها تكون دوماً في بؤرة الاهتمام الرياضي في الشرق الأوسط دولياً وأولمبياً حتى أصبح اسم قطر على الخريطة العالمية والثقة الكبيرة التي تتمتع بها قطر وما يحدث فيها يجعلها في عرس دائم، حيث تتمتع دولتنا الفتية بسجل حافل لاستضافة الفعاليات الرياضية الدولية، وتمتلك مواهب رياضية بارزة، ومرافق مشيّدة على الطراز العالمي.

الدوحة محط فخر واعتزاز

وعن احتضان الدوحة للبطولات قال “أصبحت الدوحة محط فخر واعتزاز، وذلك بفضل دعم وتوجيهات حضرة سمو الأمير المفدى التي رسخت مكانة قطر على الصعيد العالمي، وجعلت من الرياضة أحد العوامل الهامة في ركائز التنمية المستدامة للبلاد.

فالرياضة، يؤكد “أنها لعبت دوراً رئيسياً في رؤية قطر الوطنية 2030   وذلك خلال تولي سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثانى   رئاسة اللجنة الأولمبية القطرية، وبعدها أعطى سموه كأمير البلاد   التوجيهات والخطط المستقبلية لدعم الشباب والرياضة لأنها تطمح إلى أن تحتل دولة مثال قطر مكانة رائدة عالمياً في المجال الرياضي، وأن تجمع العالم من خلال التنمية الرياضية المُستدامة، مستفيدين في ذلك من الإنجازات  الضخمة  التي تحققت حتى الآن.

وسبق أن استضافت قطر ما يقارب 500 فعالية رياضية دولية منذ عام 2005، شملت جميع أنواع الألعاب الرياضية ومختلف الفئات العمرية.

لا تكتفي دولة قطر بالترحيب بالرياضيين العالميين على أراضيها فحسب، بل تنمّي مواهبها الرياضية أيضاً، إذ يخوض رياضيوها المنافسات على أعلى المستويات في البطولات الرياضية الدولية.

أنا سعيد جداً بوجود هذه النخبة من الشباب والشابات من القطريين والعرب في الوسط الرياضي ومعظمهم أعرفهم من فترة طويلة، والتقيت معهم بالقلم والميكرفون والحمد الله فهم عندي ثروة لجهة خدمة بلادهم. فقد عشت عمري هنا كله وأنا أتمنى أن أرى شباب قطر في أفضل المراتب والمراكز خاصة في الرياضة وبفضلهم أصبحت عاصمة بحق للرياضة في الشرق الأوسط بفضل رعاية وتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وسعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، وخلال رحلتي مع “الصقر” شاركت في العديد من البطولات العالمية، وكان أوّلها بطولة العالم العسكرية الثلاثين لكرة القدم وفازت بها الكويت، وأقيمت بالدوحة وبعدها شاركت ببطولة العالم للشباب لكرة القدم وفاز منتخب قطر بفضية كأس العالم عام 1981″.

وعن قصة التحاقه العمل بالتلفزيون القطري، قال “برنامجي التلفزيوني الرمضاني السنوي “الناس ورمضان” كنت أقدمه وأعدّه على مدى 7 مواسم في تلفزيون قطر قبل الإفطار بنصف ساعة بتوجيهات من الإعلامي الشهير الأستاذ سعد الرميحي مدير التلفزيون في حينها.

مع محمد رشوان البطل العالمي الأولمبي المثالي أثناء حضوره حفل تكيمه في جائزة الاتحاد العربي للثقافة الرياضية

برنامج “الناس ورمضان” كان يتطرق للحياة الرمضانية الاجتماعية اليومية في الدوحة، وإجراء لقاءات مع كبار الشيوخ الإسلاميين ومن أبرزهم الشيخ محمد الغزالي، والشيخ صلاح أبو إسماعيل، والكثير من الإعلاميين وأهل الفكر والفنانين القطريين والعرب، ولقاءات لا تعد ولا تحصى مع أفراد من كل الجاليات للتعرف على العادات والتقاليد من الصباح حتى المساء. لم أكن أحظ بساعة راحة طوال الشهر لمواكبة كل أنشطة وأحداث أيام رمضان في كل مكان، واشتمل البرنامج على تقديم 30 جائزة يومية لمن يجيب على سؤال يطرح قبل الإفطار والإجابة عبر الهاتف بعد الإفطار، وإعلان أسماء الفائزين في حلقة اليوم الثاني، بالإضافة إلى 120 جائزة قيّمة جداً بالجهود الذاتية والعلاقات الشخصية مع رجال الأعمال والفنادق والأندية الاجتماعية في مسابقة ليلة القدر، وكان المطلوب فيها فقط منذ بداية الشهر إرسال الاسم والعنوان بالبريد ويتم يوم 26 رمضان اختيار أسماء الفائزين من خلال سحب الظروف ثم فتحها، وقد لاقى البرنامج تجاوباً كبيراً خاصة وأن تلفزيون قطر كان الأكثر انتشاراً في المنطقة، ولم تكن بدأت موجة القنوات الفضائية، وكان من لا يعرف اسمي وعرفني من خلال تقديم البرنامج يناديني باسم رمضان، ورغم غياب البرنامج منذ سنوات طويلة إلّا أنَّ كل الذين شاهدوا البرنامج في تلك الفترة ما زالوا يبدون إعجابهم.

وإلى جانب ذلك قمت بإعداد كتاب عن النجم الكبير جاسم يعقوب من خلال رحلة لمدة أسبوع في الكويت، وعمل لقاءات مع الكابتن جاسم يعقوب وأسرته والحبايب والأصدقاء والزملاء باتحاد الكرة ونادي القادسية، وشمل الكتاب كل ما يتعلق برحلة الأسطورة العلاجية وعودته لأهله وناسه، وجاء الكتاب في ثوب جميل وكان يوزع بعشرة ريالات، وقد نفذت الكمية المطبوعة كلها ووصلت إلى عشرة آلاف نسخة، وكانت خطة الأستاذ سعد الرميحي أن يتم العمل على إصدار كتاب شهري عن أبرز النجوم العرب، ولكن للأسف تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث فرضت الضرورة إغلاق مجموعة من المجلات وكان من بينها مجلة الصقر في أغسطس “آب” 1986″.

*ما هي الجوائز التي نالها فايز عبد الهادي طوال سنوات الخدمة التي عمل فيها كصحفي سواء في الصقر، أو في غيرها؟ وماذا عن جائزة اتحاد الثقافة الرياضية العربية لعام 2023. وما هو السرّ وراء هذا التكريم الذي يليق بصحافي كبير؟

ـ الحمد الله فقد حالفني التوفيق بحصولي على العديد من الكؤوس والدروع من قبل كثير من الاتحادات والأندية واللجنة الأولمبية، بالإضافة إلى جوائز التميّز الرياضي خلال الحفلات السنوية لتكريم أفضل الرياضيين، كما اخترت عام 2006 في الألعاب الآسيوية لحمل الشعلة والاحتفاظ بها ونلت شهادات تفوق ومشاركة في مئات البطولات الرياضية التي شاركت فيها داخل وخارج قطر، ومنحنى الاتحاد العربي للثقافة الرياضية برئاسة الزميل الأستاذ أشرف محمود في أبريل “نيسان” الماضي درع الاتحاد تكريماً لي في احتفالية كبيرة بالقاهرة حضرها عدد كبير من الرموز القيادية الرياضية العربية ممثلة بمعالي الدكتور أشرف صبحي وزير الرياضة المصري، وسعادة محمد يوسف المانع نائب رئيس اللجنة الأولمبية القطرية.

عودة الصقر بنسخة إلكترونية

*ولادة مجلة الصقر تصادف قبل أشهر من الآن، أي في شهر آذار لعام 1977، وما بين هذا التاريخ واليوم بون شاسع، ومعه جرت أحداث كثيرة، وآخرها توقفها عن الصدور واحتجابها عن الصدور بصورة نهائية، وآخرها منذ نحو 17 عاماً، ومنذ بداية العام الحالي 2024 عادت الصقر، فأقلعت من جديد، ولكن بصورة مختلفة تماماً، وبصيغة إلكترونية بعيداً عن رائحة الورق. كيف قرأتم هذه التجربة؟

ـ طبعاً كل الحزن على إغلاق مجلة الصقر في الحقبة الأولى ما يزال يعبّر عنه حتى الآن العدد الأسود الذي صدر عام 1986 وما يزال يسعى قرّاء الصقر في كل البلاد العربية إلى البحث عنه واقتناؤه كذكرى تاريخية لم تحدث لأي مطبوعة حتى الآن، وعندما عادت الصقر إلى الصدور مرة أخرى عام 2000 حاولنا بقدر الإمكان أن تعود مثل زمان ولكن قل للزمان ارجع يا زمان.

فقد تغيرت الظروف وأقحمت الفضائيات كل الإعلام الورقي، وغاب وخاب الدعم بشكل من الصعب مقاومته في عصر النت ووسائل الاتصال، ورغم كل المخاطر استبشرنا خيراً بإشرافك كرئيس تحرير بإمكانية نجاح تجربة عودة الصقر بصورة حضارية مختلفة، وبصيغة إلكترونية بعيدة عن رائحة الورق، ووجدت الفكرة رواجاً كبيراً خاصة من رجال الإعلام والصحافة تحت عنوان لسه الأماني ممكنة، وجذبت الأعداد الأولى الأنظار وبدا الجميع يسألون عن العدد الجديد تلو الآخر، فقد أشاد الجميع بالجهود المبذولة في إنتاج وإعداد المجلة في ثوبها الجديد الذي كنت أشفق فيه على أصحاب الشأن وأهمية الدعم، وتغطية نفقات التحرير والإخراج والمتابعة والتنسيق.

*كلمة أخيرة تحب أن توجهها؟

ـ أعتزّ جداً بأن الله منحني أخاً وصديقاً وزميلاً ومديراً ومبدعاً وداعماً لي على مدى 50 سنة، هو الإعلامي الشهير الأستاذ سعد محمد الرميحي رئيس المكتب القطري للصحافة حالياً، ورئيس تحرير مجلة الصقر وكل من صحيفتي الراية والشرق، ومدير تلفزيون قطر ورئيس لجنة الإعلام الرياضي والشباب سابقاً. أسعدني بكلمات حب ترفع المعنويات في جروب نجوم الإعلام العرب. حيث كتب قائلاً:

الصحافي الكبير فايز عبد الهادي

“فايز عبدالهادي، هو هرم الصحافة الرياضية العربية، أستاذاً وزميلاً ومربياً للأجيال ،،

وصفه الرياضي الكبير الأستاذ سلطان بن خالد السويدي يوماً ما بأنه عملاق الصحافة الرياضية العربية ،،

لم أرَ في حياتي رجلاً يَعمل ٢٠ ساعة في اليوم دون أن يطلب أجراً لقاء جهده وعمله، بل يتركُ ذلك لتقدير صاحب العمل ،،

وفي كل مرة عاتبته على ذلك ،، خوفاً من ضياع حقوقه، ولكن فايز لا يتغير ولا يتبدل ،،

ديدنه حب مهنته يطغى كل شيء، حتى على الحقوق المادية.

عندما توقفت الصقر، تم تعييني مديراً لتلفزيون قطر، كان علي أن أحافظ على أبناء الصقر وأطمئن عليهم، وأنقل مَن رغب في البقاء في الدوحة بوظيفة تليق به وبحياة كريمة له ولأسرته،،

أما فايز عبدالهادي فكان جزء من مسيرتي المهنية، لذلك قررت ضمّه للعمل معي في التلفزيون، وفِي نفس الوقت مُفسحاً له حرية الكتابة محلياً وخارجياً في جميع الصحف القطرية والعربية،،

فكان مكسباً طيباً للتلفزيون و للصحافة،،

لقد بلغني صدور قرار إيقاف إصدار “الصقر” في 2007. ولعل نجاح المجلة في إصدارها الأول هو الدافع لإعادة إصدارها مرة أخرى، لكن المتلقّي هذه المرة اختلف عن السابق.. في المرة الأولى حققت نجاحاً رائعاً من الصعب أن يتكرر.

Exit mobile version