بعد الستين.. ماذا علينا أن نفعل؟

مجدي جادو
الشباب فترة ممتعة ومثيرة من رحلة العمر، متعتها في الحرية والزهو بالعمل والنجاح والتباهي بالأسرة وشبكة العلاقات ونظرات الإعجاب التي تنهال من كل صوب انبهار بالحيوية والروح المجدولة بعشق الحياة والتطلع إلى مستقبل وردي تتحقق فيه الأحلام.
ويخشى الناس تقدم العمر والدخول في أزمات الوحدة والانطواء والعزلة وإهمال الأبناء والأقارب، وانحسار الأصدقاء، وأمراض الشيخوخة، وقضاء نهايات العمر على مقاهي المتقاعدين أو دور المسنين!.
والستين في أميركا وأوروبا بداية جديدة لعمر جديد، وتحقيق الأحلام والسفر والاستمتاع بالحياة. أثرياء العالم تجاوزوا الستين، ومنصب الرئيس الأمريكي قليل من الذين تقلدونه كانوا تحت الستين، والمشهد الحالي في الصراع الانتخابي الرئاسي الأمريكي خير دليل، وفي الإعلام والثقافة والأدب يتهافت العالم على الشيوخ ليستمعوا لهم، وينهلوا من خبراتهم وحكمتهم وتجاربهم الطويلة، بينما في بلاد العرب تتوقف الحياة بعد الستين.
ينبغي أن نكون سعداء بالوصول إلى مراحل متقدمة من العمر، ونفخر بما قدمناه طوال رحلة حافلة بالعطاء.
عند الستين سوف يتوقف اهتمامك بكل ما كان يشغلك في مراحل المراهقة والشباب من مقارنات مع الآخرين، وتقييم لنفسك وجلد للذات، ومشاعر قاسية كالإحباط والندم والخذلان، وسوف تشعر بأنك في ركن ملكي لا ترهقك أعباء الحياة وهمومها من حولك، ولا يحاصرك الخوف والقلق بشأن المستقبل، ستنظر في المرآة لترى العمر الطويل، وتتعايش مع الحياة الجديدة، وتتحول حياتك إلى فعل تعيشه باطمئنان وثقة دون ردود أفعال تزعجك.
الستون مرحلة الحكمة والثقة بعد خبرة كبيرة في الحياة لن ترجع مرحلة التردد والتجارب، وستدرك ما يرضيك ويعجبك ويحقق لك الراحة، وسوف تشعر بالأمان، وستجد الجميع يسعى إليك ليستمع ويتعلم منك، وتلتقي أصدقاء جدد يشبهونك وحياتهم تشبه حياتك، وستشعر بمزيج بين حكمة الشيوخ وطاقة وحيوية الشباب.