شعر

تغريدة أموية.. إلى قمر دمشقي

فهد الحسن

في دمشق …

يكون ظل السيف وارفاً أكثر

كي نطل منه على الذرى

في الروابي البعيدة والقريبة

لنرى نبوءة العرافين

على أرض معلقة بين السماء ونجمة

قمر تهدّج ضوئه فاهتز المدى

حتى لاصقت جبهة الماء القصائد

ما تتبعنا أثر القوافل

ولا كنا نباري (القرمطي)

في غيه المأفون

ولم نؤجج ثأراً قديماً

في الساحات والمدائن

كانت دمشق هوىً للفؤاد

بين ذؤابتين

من جمر وماء

وكان الحِداد يرصّع الفوضى في تلك النبوءات اللقيطة

ودمشق قصيدة من مواسم وأزاهير

ومعلقات

وزهر الغوطتين بساتين أعناب

و لوز وياسمين

كصبية كانت من ماء سماوي

عبر بها الأثير إلى الضفاف القصية

فابتلت ضفائرها بالماء المقدس

في بردى

وصارت معاني من استمالات وغواياتٍ

وشهدٍ وشرائع نهدت نأيها القرمزي

كأميرة سمرقندية أنكرتها القوافل

وتواطأ الركب حتى اعتلى القرمطي صبوتها

أيها القرمطي

قم وتوسد نوافل الكلم المقدس

وادلف إلى زمان الصمت الجنائزي

للمدائن والأمكنة

كي يتحرر الخارجون على نتوء السيف والطاعة العمياء

وكي يلوحوا للقوافل الآتية

من كل فج عميق

أن أمكثي في تلك الفيافي

فلا تُشمّ رائحة الشواء الآدمي ولا تعلو أحزان الأمهات الثكالى

وكن خيمة في قلب الفناء والعدم

وأطلق عواءك على صباح ما ليدلنا على ابيضاض أجنحة المدى

ليتآخى الدم مع السيف

حتى يلوح في سماء دمشق

وميض للبرق وأشرعة للندى.

فنان تشكيلي سوري مقيم في الدوحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى