الدوحة تدّق أبواب استضافة اولمبياد 2036

اللجنة الأولمبية الدولية تثمّن الرغبة القطرية “عروس الشرق الاوسط “

محمد عاصم

** لا حديث في أروقة ومجالس البيوت والصالونات الفكرية بين أفراد الشعب القطري، من رياضة وآداب واقتصاد وفن وسياسة، إلّا حول متى تستضيف الدوحة الأولمبياد الصيفية؟!

** يغفل كثير من الرياضين وصنّاع الرأي العام وغيرهم بالقول الخطأ من خلال ربط استضافة الأولمبياد بهوية الدولة المستضيفة، والحقيقة الأصح هو ربط استضافة الأولمبياد بعاصمة الدولة المستضيفة، ونقول أولمبياد لوس انجلوس، أولمبياد برلين، أو أولمبياد برشلونة، أولمبياد بكين، أولمبياد فرنسا، أولمبياد روما، وليس صحيحاً أن نقول أولمبياد أمريكا، أو ألمانيا، أو إسبانيا، أو الصين، أو فرنسا، أو إيطاليا، علينا ربط استضافة الأولمبياد بعاصمة الدولة التي تستضيف الحدث.

** المشهد يشهد الآن أن الملف القطري جاهز بقوّة للترشّح لاستضافة أولمبياد 2036، ، بعد أولمبياد 2024 إلى باريس التي تقام في يوليو القادم 2024، وأولمبياد 2028 في لوس أنجلوس، أولمبياد 2032 في العاصمة كانبرا في استراليا.

  ** المؤكد أن لعاب اللجنة الأولمبية الدولية يسيل أمام الملف القطري، حتى تكون الشرق الأوسط على موعد مع الاستضافة القطرية لأول مرة، والتخلص من ظلال الحروب التي تطل على المنطقة، وكثرة النزاعات المسلحة، ومحاولة نشر السلام والمحبّة  بين دول المنطقة.

** اللجنة الأولمبية الدولية – صاحبة الولاية في تحديد عاصمة الأولمبياد – هي التي تحدّد وتختار هوية العاصمة، ويشترط في طلب التقدّم والترشّح من الدولة التي تنوي الاستضافة أن توافق العاصمة مع طلب الدولة أيضاً، في حال عدم اقرار العاصمة علي الموافقة، لا يَعتدّ بطلب الدولة الأم، وأمامنا مثال الأولمبياد الذي كانت إيطاليا تنوي استضافته عام 2024، وحينما همّت إيطاليا تقديم الطلب إلى اللجنة الأولمبية الدولية، أعلنت الحسناء الإيطالية “فيرجينيا رادجي” مغربية الأصل” ولم تكن تصل الأربعين عاماً حينئذ، وتم انتخابها عمدة روما عام 2021، فيرجينيا عمدة روما حينئذ رفضت الاستضافة، تم وقف الطلب الإيطالي إلى اللجنة  الأولمبية الدولية، لأن العاصمة الإيطالية رفضت، وعند الرفض لا يَعتدُّ بالطلب.

** لماذا؟

** لأن العاصمة في أي أولمبياد هي التي تستضيف الحدث العالمي، العاصمة وحدها بعيداً عن مشاركة أي مدينة أخري داخل الدولة، هي التي تكون مسرحاً للألعاب، تهدف اللجنة الأولمبية الدولية من ذلك، إلى تواجد الرياضيين في مكان واحد، يتمّ التعارف والتلاقي بين الرياضيين مختلف الدولة، وتقارب المسافات للتنقل بين الجماهير ومشاهدة المنافسات الأخرى تلو الأخرى، في وقت قصير، وتنقل الجماهير داخل العاصمة بدون مسافات طويلة، أيضاً لأن العاصمة تكون بها كل الامكانيات “اللوجستية”، لتخطي أي طارئ في الازدحام والفنادق والميادين والحدائق، وأماكن السهر واللهو والاسترخاء، والأسواق التجارية الكبرى، وأماكن السينما والمسرح، كل هذه العوامل تكون متوافرة في العاصمة، ومن هنا يتمّ اعتماد العاصمة لتكون عروس استضافة الأولمبياد.   

** في الدوحة “العروس الحسناء في الشرق الأوسط”، العاصمة القطرية، المشهد يشهدُ أنَّ الدوحة تدقّ أبواب الأولمبياد الصيفي  2036، وهناك رغبة داخل اللجنة الأولمبية أن تكون الدوحة هي أول عاصمة تحتضن الأولمبياد في الشرق الأوسط ، على غرار مونديال 2022 الذي أقيم لأول مرة في قطر، وكانت قطر أول دولة تحتضن المونديال في الشرق الأوسط ، وخلّف إرثاً ما زالت تتحدث عنه الأجبال داخل قطر.

** سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، عضو اللجنة الأولمبية الدولية، يحظي بثقة المجتمع الدولي في كل خطواته، ويحرص أن تكون الدوحة سفيرة السلام بين شعوب العالم من خلال الألعاب الرياضية، وأن تكون لغة المنافسات الرياضية هي روح التحدي من أجل بناء الأوطان، ونشر السلام ونبذ العنف والتطرف من أجل التنمية المستدامة بين الشعوب.

** سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية يبذل جهوداً طيّبة مع اللجنة الأولمبية الدولية، ومع الأسرة الدولية في كل الاتحادات، وهو يتمتع بثقل كبير داخل أروقة المحافل الدولية، حتى يتحقق الهدف، وأن تكون الدوحه عرس الأولمبياد.

** لكن، ما هي أوراق الضغط التي تستخدمها الدوحة مع اللجنة الأولمبية الدولية، وداخل أروقة الاتحادات الرياضية الدولية، لكسب الرهان؟

** تملك الدوحة كثير من أوراق الضغط والاقناع داخل أروقة اللجنة الأولمبية الدولية من أجل أن تحظى الفوز بنجاح التصويت في أولمبياد 2036، باعتبار أولمبياد باريس 2024 يقام في يوليو القادم، وأولمبياد 2028 في لوس أنجلوس، وأولمبياد 2032 في العاصمة الاسترالية كانبرا.

** أوراق الضغط التي تملكها العاصمة القطرية والتي تشكل الارث القطري من مونديال 2022 ومنها:

 ** طيلة أكثر من 10 سنوات كانت قطر تسارع الزمن من أجل تنفيذ جميع المشاريع التي تخدم بطولة كأس العالم، التي شكلت شبكة متطورة في البنية التحتية من طرق وكباري أو أنفاق وميادين، من الطرق السريعة والرئيسية، للوصول لجميع ملاعب البطولة والمرافق الرياضية الأخرى، والأماكن الحيوية بالدولة، إضافة إلى الحدائق والشواطئ والمنشآت العامة، ونجحت  في إنجاز شبكة طرق متكاملة بمعاييرعالمية تخدم جميع مناطق الدولة، وربط المدن الرئيسية والمناطق السكنية، وتمهّد الطريق للوصول للملاعب، وتم الانتهاء من كافة المشاريع، والتي وصل إجمالي طولها إلى 1791 كم، إضافة إلى 207 جسور و143 نفقاً في الكباري العلوية وشوارع المشاة والمتنزّهات، وكلها مجاناً، وخلال مونديال  2022، تم انشاء 100 ألف غرفة فندقية على سطح البحر.

 ** نجاح تنظيم بطولة كاس آسيا لكرة القدم التي استضافتها الدوحة في يناير وفبراير الماضيين 2024، والاحتفاظ باللقب الآسيوي للمرة الثانية على التوالي، وحضور رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ، والسويسري جيفاني رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، والاشادة بالتنظيم، يضع يداً في الطلب القطري لاستضافة أولمبياد 2036 في الدوحة، والدوحة ضمن أجمل العواصم نظيفة البيئة وعدم التلوث.

** الأحداث الرياضية في قطر تمشي مثل بندول الساعة، خلال مباريات مونديال 2022 أقيمت 64 مباراة لم تتأخر ثانية واحده عن الموعد المقرّر من قبل الفيفا، وخلال بطولة آسيا التي أقيمت في ملاعب الدوحة (يناير وفبراير 2024)، أقيمت 51 مباراة سارت بالتوقيت المحدد من الاتحاد الاسيوي.

** الملاعب والصالات وحمامات السباحة وميادين الرماية وخطوط المسافات جاهزة بقوّة، وطبقاً للمواصفات الدولية.

** المكافآت جاهزة من اللجنة الأولمبية القطرية لمكافأة من يُحقّق الأرقام القياسية الفردية والجماعية، واستضافة وفود بعض الدول الغير قادرة مادياً على التواجد في الأولمبياد، وتملك قطر سلسلة طويلة من الفنادق العالمية مختلفة الدرجات.

** الأمن في قطر له مهارة عالية في بسط السلام والمودة بين الجميع، والدوحة من بين أفضل العواصم العالمية أمناً على مدار الساعة.