آراء و مقالاتذكريات من الزمن الجميل

ذكريات من الماضي الجميل

سعد الرميحي

الفرق بين الصورتين ثلاثون عاماً،،

الأولى التُقطت عام 1993م، والثانية التُقطت مساء يوم الأربعاء 6 نوفمبر 2024. وهما تجمعانني مع الفنان الكبير عبدالمجيد مجذوب.

الصورة الأولى كانت في مكتبي عندما كنت مديراً لتلفزيون قطر، حيث استقبلته هناك أثناء زيارته الفنية لقطر، وتشرفت بزيارته للتلفزيون. أما الصورة الثانية، فكانت في الصالون الثقافي بمجلسي، حيث تحدث “بو خالد” لزوار الصالون عن مسيرته الفنية الطويلة وذكرياته في عالم الإعلام والفن، مشيداً بقطر، قيادةً وشعباً، لما لقيه من حفاوةٍ وتقدير منذ أول زيارة له لقطر قبل خمسين عاماً. كما أثنى على الكفاءات الإعلامية والإدارية القطرية التي عرفها خلال مشواره المهني الطويل.

الذين تابعوا مسيرة هذا الفنان الكبير يدركون مدى افتتانه باللغة العربية وحرصه الشديد عليها، وهو ما يعززه صوته الجميل، مما جعل أدائه في الدراما وإلقاءه للقصائد موضع حب وتقدير وإعجاب جمهوره الكبير. وقد أجاد دوره بكفاءةٍ عاليةٍ في عمل درامي تناول حياة الشاعرين الكبيرين أبو الطيب المتنبي وامرؤ القيس. ساعده في ذلك عشقه للغة العربية، مما مكنه من التألق في إلقاء القصائد العمودية باللغة العربية الفصحى وبصوت جميل.

وللحق، من النادر أن تجد مناصراً للغة العربية في ميدان عمله، يهتم بها ويحرص على التعلق بها لاعتبارات كثيرة ومتنوعة. كنت ألمس أثناء حديث الأستاذ عبدالمجيد معنا كم هي عزيزة عليه لغة الضاد، وكم هو فخور بها. كانت فرصة وجوده بيننا ممتعة، حيث ألقى بعض القصائد بصوته الجميل ليُمتع الحضور بهذا الفن الرائع، شارحاً معاني بعض هذه القصائد وأبياتها.

سعد الرميحي مع الممثل اللبناني عبد المجيد مجذوب الأولى في عام 1983 والثاني في عام 2024

إنه عشق كبير لفنان عربي شق طريقه في ميدان الإعلام والفن، فترك بصمة ما زالت عالقة في أذهان محبيه وعشاق فنه.

مرحباً بك يا “بو خالد”، داعياً المولى عز وجل أن يحفظك، ويمد في عمرك، ويمتعك بالصحة والسعادة.

***

لهذه الصورة قصة لا بد أن أرويها،،

حافظ النجم القطري “أكرم عفيف” على لقبه كأفضل لاعب كرة قدم في آسيا للمرة الثانية بعد فوزه به عام 2019م، وهو لقب يستحقه نظير ما قدمه للمنتخب أو لناديه السد طوال الموسم الماضي. و”أكرم” جدير بأن ينال هذا الشرف، ليسجل اسمه واسم قطر في روزنامة الكرة الآسيوية كأحد أبرز نجوم القارة في كرة القدم، إلى جانب زميليه “خلفان إبراهيم” عام 2007م و”عبدالكريم حسن” عام 2018م.

وفي نفس اليوم، أُعلن عن فوز النجم الإسباني “رودري”، لاعب منتخب إسبانيا ونجم فريق مانشستر سيتي، بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم لهذا العام، وسط جدل كبير، حيث كانت الترشيحات تصب لصالح البرازيلي “فينيسيوس جونيور” لاعب ريال مدريد.

ذكرتني هذه الجوائز بالسنين الماضية، وبالتحديد في ثمانينيات القرن الماضي، عندما كنا نقدم في نادينا الاتحاد (الغرافة حالياً) جوائز لأفضل اللاعبين في الموسم. وكان لأندية الدرجة الثانية نصيب في ذلك، خاصةً أن فريقنا وقتها كان يلعب في الدرجة الثانية.

في موسم 80/1981م، فاز نجم فريق نادي النهضة “طارق النعيمي” رحمه الله بجائزة أفضل لاعب في ذلك الموسم. فقد قاد فريقه للصعود إلى الدرجة الأولى، وكان أول لاعب من أندية الدرجة الثانية يتم اختياره للعب في صفوف المنتخب القطري للشباب، ليفتح الباب بعدها لباقي اللاعبين. فقد كان لاعبنا “خليفة الرميحي” رحمه الله ثاني لاعب ينضم لصفوف المنتخب القطري للشباب.

لقد لعبت الأندية في تلك السنوات دوراً مهماً في العديد من النشاطات الرياضية والاجتماعية، ناهيك عن الرعاية التي كان يوليها المجلس الأعلى لرعاية الشباب واتحاد كرة القدم لمثل هذه الأنشطة. ولم يقتصر الدور على ذلك، بل كانت هناك دورات وندوات وأنشطة ثقافية صيفية. كانت الأندية روافد تغذي المنتخبات الوطنية في شتى الألعاب والمسابقات.

الصورة المرفقة تُظهرني وأنا أسلم النجم الراحل “طارق النعيمي” هدية تقديرية خلال الحفل الذي أقامه ناديه النهضة لتكريم فرقه. كنت ضيف الشرف في ذاك الحفل، بدعوة من أخي العزيز “سيف السليطي”، رئيس النادي وقتها، حيث سلمت الجوائز للاعبين. في الصورة يظهر أيضاً الأخ “راشد الأنصاري”، سكرتير النادي.

رحم الله اللاعب الخلوق والمحامي الناجح “طارق النعيمي”، وأسكنه فسيح جناته.

***

التقطت هذه الصورة عام 1982م في نادي السد الرياضي، وهي تجمعني مع سعادة الأخ العزيز عبدالله بن حمد العطية، رئيس النادي، وبيننا ابن العم العزيز سعادة السفير أحمد بن غانم الرميحي، الذي سبق له أن تولى رئاسة الاتحاد القطري لكرة السلة بعد إشهار الاتحاد عام 1979م. لكن اختياره سفيراً لقطر في السودان عام 1980م حال دون إتمام مهمته الرياضية، فحل محله الأخ العزيز ناصر مبارك العلي رئيساً للاتحاد القطري لكرة السلة.

أحمد ينتمي إلى أسرة رياضية؛ فشقيقه محمد هو نجم النادي الأهلي ومنتخب قطر، والحائز على جائزة أفضل لاعب في دورة الخليج العربي الثالثة، التي أقيمت في الكويت عام 1974م. أما شقيقه الأصغر يوسف، فهو أحد نجوم نادي السد، لكنه اعتزل اللعب مبكراً بسبب سفره إلى فرنسا لحضور دورة عسكرية لمدة أربع سنوات.

الصورة تعود الى عام 1982م في نادي السد الرياضي، وتجمع الرميحي مع سعادة الأخ العزيز عبدالله بن حمد العطية، رئيس النادي، وبينهم ابن عم الرميحي سعادة السفير أحمد بن غانم الرميحي

قبل سفره، كان ليوسف موقف طريف في إحدى المباريات؛ إذ كان على فريق نادي السد الفوز على الأهلي قبل توقف الدوري استعداداً لدورة الخليج الخامسة في بغداد، مارس 1979م. وبالفعل، أُقيمت المباراة على استاد خليفة الدولي، وفاز السد بهدف أحرزه يوسف غانم الرميحي، ليكون هذا الهدف الأخير في مسيرته.

ليفوز نادي السد بالدوري قبل نهايته بثلاثة اسابيع، وكان الدوري يومها قد خلا من مشاركة فريق نادي الريان بسبب إيقاف الفريق، فافتقدت مباريات الدوري، بغياب الريان، نكهة المنافسة، خاصة وأن الرهيب يومها كان هو بطل الموسم الماضي ،،

إنها صور من الماضي الجميل الذي ما زال يطل علينا بين الحين والآخر. أتصفحها وأتذكر تلك الأيام بكل تفاصيلها. دعواتي لكم جميعاً بموفور الصحة وطول العمر.

1/12/2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى