على طبق من ذهب

في كل إصدار جديد من “المزمار”، نطمح إلى تقديم الأفضل من خلال اختيارات مدروسة بعناية، أو من المواد التي يرسلها لنا الأصدقاء المهتمون، لنعيد صياغتها وتقديمها كوجبة فكرية شهية. نسعى لأن تكون هذه المواد وجبة تُشبع نهم القارئ، وترضي تطلعاته، فتلامس وجدانه وتُغذي عقله وروحه بما يعزز علاقته بالكلمة المكتوبة.
الهدف الذي نضعه نصب أعيننا في “المزمار” هو أن نقدم مواد صحفية متميزة، تُعرض “على طبق من ذهب”. وهذا النهج هو ما نسعى لتحقيقه بكل جدية في كل عدد. نحن نؤمن بأن مجلتنا وُجدت لخدمة قرائها ومحبيها، من عشاق الكلمة الصادقة والبسيطة التي تلامس الضمير والوجدان. نحن نخاطب الإنسان بعفوية، ونرتقي معه بما يتناسب مع مستواه الثقافي والمعرفي.
في “المزمار”، لا نسعى لتقديم المواد “الثقيلة” المعقدة التي تتعمق في بطون الكتب الأدبية العريقة، أو التي تتناول تحليلات مغرقة في التجريد لقصيدة شعرية أو قطعة موسيقية. كما أننا لا نتجه إلى تناول قضايا تبدو بعيدة عن اهتمامات القارئ العام. هدفنا هو تقديم محتوى خفيف، بلغة سهلة وواضحة، يتسم بالبساطة والعمق معاً، ليصل إلى القارئ من مختلف التوجهات الثقافية، دون تعقيد أو غموض.
رؤيتنا في “المزمار” تقوم على الانحياز إلى الإنسان أياً كان موقعه. إننا نقدم محتوى يتسم بالشمولية، لا نخضع فيه لأي تمييز أو تحيز. لا نُفضل فناناً تشكيلياً على آخر، ولا نُبرز أديباً على حساب موسيقي، ولا نُعلي من شأن رياضي على شاعر. جميعهم لدينا في مرتبة واحدة، لأنهم يشتركون في مهمة واحدة: التعبير عن روح المجتمع ووجدانه.
رسالتنا في “المزمار” هي خدمة الجميع. هذه الرسالة تنبع من إيماننا بأن مجلتنا ليست حكراً على فئة بعينها، بل هي فضاء مفتوح يتيح للجميع فرصة التعبير والمشاركة.
“المزمار” تهدف بالدرجة الأولى إلى النقد البناء، وإلى نقل الواقع كما هو دون إساءة لأحد. نحن نحاول أن نضع يدنا على الجرح، ونسلط الضوء على القضايا المهمة بموضوعية وصدق، حتى وإن لم يُرضِ ذلك بعض الأطراف. هدفنا الأسمى هو الصدق مع أنفسنا ومع جمهورنا.
نحن أيضاً لا ننسى الدور المحوري الذي تؤديه المرأة في المجتمع. إنها تمثل الدعامة الأساسية للتطور والتقدم، وهي الشريك الأول في بناء مجتمع متماسك ومبدع. لهذا، نوليها اهتماماً خاصاً ونبرز دورها في مختلف المجالات.
“المزمار” ليست مجرد مجلة، بل هي صوت العقل، صوت الحقيقة والعدل والإنصاف. نؤمن بأن الكلمة الصادقة لها القدرة على إحداث الفرق، وأن الحقيقة ستبقى دائماً أقوى من أي محاولة للتجاهل أو التزييف.
هيا بنا نقلب صفحات هذا العدد الجديد، آملين أن يكون عند حسن ظن عشاق ومحبي الكلمة، وأن يقدم لهم ما يلهمهم ويثري عقولهم وقلوبهم.
عبد الكريم البليخ