Site icon المزمار الجديد

ذكريات من الماضي الجميل

سعد الرميحي

وأنا أغادر بلدي الثاني “الكويت”، لا بد لي أن أسجل كلمة شكر وتقدير للكويت قيادةً وشعباً، وأخص بالشكر وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، والوكيل المساعد لشؤون التلفزيون تركي المطيري، وفريق العمل الذي عمل معه، على ما حظينا به جميعاً من حسن استقبال وكرم الضيافة طوال مدة إقامتنا، للمشاركة في تغطية مسيرة دورة كأس الخليج العربي رقم 26.

وكل ما أتمناه أن نكون عند حسن الظن بنا، وأن نكون قد قدمنا للمشاهد ما يسعده ويفيده.

كما أشكر أخي العزيز ومقدم البرامج الشهير الأستاذ محمد المسند على جهوده الكبيرة في تقديم برنامج “رواد الخليج”. لقد كان “بو مشعل” هو الدينامو الذي أدار الحوار في البرنامج مستنداً إلى تجربة طويلة استمدّها عبر مشواره الجميل في مسيرة الإعلام الرياضي الكويتي.

لقد أتاح لي البرنامج فرصة اللقاء مع نجوم الكرة الكويتية، الذين ما زالت أسماؤهم محفورة في الذاكرة ولم تطوها صفحات النسيان. والشيء بالشيء يُذكر، فقد كانت لي فرصة مشاركة نجوم الخليج الذين أطلوا على المشهد في السنوات السابقة مثل محمد عبدالجواد، وخليل شويعر، وعبدالرحمن محمد، الذين تشرفت بمعيتهم في البرنامج.

وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي عبد الرحمن المطيري

كما كانت إطلالة المؤرّخين “راشد الحيان” و”معن الرشيد” إضافة مميزة للبرنامج، لما يملكان من معلومات جميلة وأرشيف ذهني رائع لمسيرة كرة القدم الكويتية والخليجية على وجه الخصوص.

لقد أمتعتنا دورة الخليج، بجمال تنظيم الكويت لها، ثم بمبارياتها الشيقة وسط الأجواء الباردة.

والتهنئة لجمهور كرة القدم في مملكة البحرين ومنتخبها الوطني الذي نال شرف الفوز باللقب عن جدارة، لمستواه الثابت في المباريات التي لعبها، ولمنتخب سلطنة عُمان الذي حصد لقب الوصيف.

وإن كانت هناك من كلمة فهي لأهل الكويت، أهل الجود والكرم، الذين أتحفونا بكرمهم وحسن تعاملهم. فلهم كل الشكر والتقدير والاحترام، داعياً المولى عز وجل أن يحفظ الكويت وأهلها من كل شر، ويديم عليها نعمة الأمن والأمان.

والفيلم المرفق هو لكلمتي في الحلقة الأخيرة لبرنامج “رواد الخليج”، الذي كنت ضيفاً فيه طوال أيام دورة كأس الخليج العربي. وكان يبث عبر القناة الرياضية الكويتية ما بين الساعة الثانية عشرة حتى الثانية ظهراً كل يوم.

**

احتفلت سلطنة عُمان بالعيد الوطني الرابع والخمسين، الذي يوافق 18 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام.

في عام 1940، وبالتحديد في تاريخ 18 نوفمبر، رُزق السلطان سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي آل سعيد – رحمه الله – بابنه البكر “قابوس”. يُروى أن بعض أصحابه اقترحوا عليه، أي على السلطان سعيد، أن يُسمي ابنه باسم “أحمد” ليكون “أحمد بن سعيد الثاني”، تيمناً بأحمد بن سعيد، أول سلطان من أسرة “آل سعيد” الكريمة التي تحكم عُمان منذ سبعينيات القرن الثامن عشر. لكن السلطان سعيد اختار لابنه اسم “قابوس”، وهو من الأسماء التاريخية النادرة عند العرب، مما يدل على ثقافة السلطان سعيد واطلاعه على التاريخ العربي القديم. وهذا ما تم.

في عام 1970، وبالتحديد يوم 23 يوليو، أُعلن في عُمان عن تولي الشاب “قابوس بن سعيد” مقاليد السلطة، لتبدأ هذه البلاد مرحلة من التطور والبناء، وقفزات سريعة نحو المستقبل المشرق الذي تستحقه هذه البلاد الكبيرة بتاريخها العريق وحضارتها المتجذرة على مر السنين. وقد حققت عُمان في سنوات قليلة ما عجزت دول كبيرة عن تحقيقه.

الرميحي داخل دار الأوبرا السلطانية العمانية

زرت سلطنة عُمان مرات عدة، وفي كل مرة تفاجئني هذه النهضة وهذا التطور الذي يتحقق في هذا البلد. ولكن الشيء الذي أبهرني هو ما شاهدته في “دار الأوبرا السلطانية العمانية”، التي يقال إن السلطان قابوس – رحمه الله – هو الذي أشرف عليها وتابع خطوات بنائها حتى اكتملت بهذه الصورة البديعة، فأصبحت إحدى معالم السلطنة التي تستحق الزيارة. ولا يقتصر الأمر على جمال المبنى وروعة تصميمه، بل يمتد إلى وجود فرقة عُمانية تؤدي العروض بقيادة مايسترو عُماني.

لقد زرت هذه الدار واستمتعت بما شاهدته من جمال وروعة التصميم، وحضرت إحدى أمسياتها الموسيقية.

إنني أدعو الله أن يحفظ سلطنة عُمان، ويحفظ صاحب الجلالة السلطان “هيثم بن طارق” وشعبه الطيب الكريم، وأن يعيد عليهم هذه المناسبة المباركة وهم في تطور ونماء وازدهار.

وكل عام وعُمان وأهلها بخير.

والصور المرفقة وأنا في دار الأوبرا السلطانية في مسقط، خلال زيارتي لها في شهر مايو 2022م.

**

مع انطلاقة الموسم الرياضي في قطر لهذا العام، تكون أغلب فرق الأندية قد استعدت الاستعداد المناسب، لعلنا نشاهد هذا العام موسماً استثنائياً بين الفرق المشاركة. ما أتمناه أن يكون التوفيق حليف فريقنا الكبير “الغرافة”، الذي يشهد له القاصي والداني بما قدمه للكرة القطرية من إنجازات ولاعبين وإداريين خدموا الكرة القطرية. ويشهد للغرافة سجله الجميل في لوحة الشرف للأندية التي نالت شرف الفوز بالبطولات الكبيرة.

ومن الأشياء الجميلة التي أسعدتني جداً هو عودة ملاعب المونديال لتتزين بمباريات الدوري، وتشهد صراع الأندية من أجل الفوز.

لحظات أستذكر فيها تلك البدايات المتواضعة، عندما شرعنا في تأسيس نادينا، وكيف كانت الملاعب وقتها وكيف أصبحت اليوم!

الصورة تعود إلى عام 1979 للكابتن زكي مدرب الغرافة ومساعدهعبد الرزاق ضاحي والاداري شخبط المري ويظهر في الصورة بعض من لاعبي النادي

إنها مرحلة جميلة لرحلة شاهدنا فيها كيف كنا وكيف أصبحنا. فالحمد والثناء لله عز وجل، الذي أنعم على هذا البلد بالخيرات، والتي جعلته، بحسن إدارته، واحداً من أفضل دول العالم استثماراً في الرياضة كقوة ناعمة أدخلتنا في ميدان كان حكراً على الآخرين. وها نحن نشاهد أشقاءنا في المملكة العربية السعودية ينهجون نفس المنوال، بإدخال الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص لتكون بوابة دخول كرة القدم العربية إلى الساحة العالمية.

الصورة هذه أُخذت في مايو 1979م، على ما أعتقد، بعد نهاية دورة الخليج الخامسة في بغداد، لحصة تدريب الفريق الأول لنادينا “الاتحاد” (الغرافة حالياً) على أحد الملاعب الرملية، وقبل قرار إشهار النادي رسمياً. وقد خاض الفريق بعض المباريات الودية من أجل الوصول إلى التشكيلة المناسبة التي ستمثل فريق النادي عند إشهاره. ويظهر في الصورة الكابتن زكي، مدرب الفريق ولاعب النادي الإسماعيلي المصري، ومعه مساعده الكابتن عبدالرازق ضاحي، والإداري شخبط المري، وبعض اللاعبين مثل زعل النعيمي، راشد الأنصاري، عبدالواحد وعلي لعبيدلي، ومانع سعود، لاعب منتخب قطر سابقاً.

Exit mobile version