سـمائي

إبراهيم النمر

أنا عاشقٌ أبَدِيُّ،
والأنثى نبوءتِيَ الأكيدةُ،
فِي زمانِ الْمُعْجزاتِ
فَتَمَدَّديْ بُسْتَانُ قلبِيَ وارفٌ
وَلدَيَّ مُتّسَعٌ من الأشواقِ،
يا أنثى حياتِيْ
أنا عاشقٌ أبَديُّ،
رَاوَدَنِي هواكِ،
وَكُنْتِ أبعدَ من مَجَالِ العَيْنِ،
أقربَ من مَجَالِ القلبِ،
وانتَفَضَ الذي يُدعى فؤادي،
حينَ داهَمَنِي الْحَنَانْ
أنا عاشقٌ أبَديُّ،
أغرقَنِي هواكِ،
وكنتُ أمهرَ من فُراتْ!
آ .. يا سهولَ الوردِ،
يا أنتِ التِي لا تُنكَرينَ،
لقد تَمَدَّدَ ظِلُّ قَامتِكِ الرّفيعةِ،
مثلَ حورٍ،
واستحالَ إلى أغانٍ،
ردَّدَتْها العاشِقاتْ
فلَعَلّ قُربَكِ سُبْحَتِي
وغرامَ لُقياكِ اليدانْ
أنا سندبادٌ،
والقصائدُ كلّها مُدُنٌ،
فلا تتعجَّبِيْ إنْ قلتُ فيكِ قصيدةً
وغَمَسْتُ حِبرَ هوايَ،
فانتشرَ الكلامْ
أنا عاشقٌ بَحَّارُ،
أدركتُ البِحارَ جَمِيْعَهَا
وعَرَفتُ فيكِ الرِّحلةَ البيضاءَ،
فِي بَحرِ الْهيَـامْ
فإذا هَرَبْتِ من الشّباكِ،
وكنتِ أبعدَ من هوايَ،
فردِّدي قَوْلِيْ: (على الدّنيا السَّلامْ)
آهٍ على لُقياكِ،
كمْ فتَحَتْ جراحي،
ثُمّ داوتْنِي بعطفٍ،
ثُمّ كانَ العِشْقُ خاتِمةَ الْجِراحْ
آهٍ على روحي التِي
غَرِقتْ ببحرِ هواكِ،
فاشتدّتْ بلُقياكِ،
العواصفُ والرّياح
إنّي أسيرُ مودّتِي
أسعى إلى نَيْلِ الودادِ،
وأستعيرُ من الْمَحبّةِ نورَها
حتّى يَمُرَّ اللّيلُ،
أو يأتِي الصّباحْ
أرجوكِ لا تتردّدي
فأنا الذي خَلّفتُ قافلةَ النّساءِ،
وراءَ ظهري،
وارتديتُ هواكِ،
فاكتملَ الْهَناءُ،
وصارَ عشقي كالْهَواءْ
أنا مَنْ أعادَ إلى الرّبيعِ بَهَاءهُ
حين التقيْتُ بِمَنْ،
يُساوِرُنِي هواها،
عندَ فاتِحةِ الضّياءْ
أنا سيّدٌ
مَلَكَ الذي لَمْ يَمْلكوهُ،
فحاولوا قَتْلِيْ على مرأى السّماءْ
أرجوكِ يا ناري التِيْ
بينَ الضّلوعِ،
تَحَوَّلِيْ بَرداً على
أنا لستُ أوّلَ عاشقٍ
عَرفَ الغرامَ وما سَلا
قلبِيْ ملاكٌ أبيضٌ
ما جارَ يوماً أو قَلىَ
فتَمَسّكي قبلَ انفلاتِ الوقتِ،
بالعشقِ العظيمِ،
وردّدي دونَ الْمَلا
لا كأسَ فوقَ العشقِ،
يا روحي عَـلا
ضُمّي على قلبِيْ اليدينِ،
وحاولِيْ رَسْمي بثغرِكِ،
حينَ يشتعلُ الكلام
ضُمّي على روحي هواكِ،
وبَدّدي
من ضوءِ عينيكِ الظّلامْ
إنّي أسيرُكِ منذُ أوّلِ لَحْظةٍ
والشّاعرُ الْمِسكينُ،
فاجأهُ الغرامْ
عفواً إذا جُنَّ القصيدُ،
وما عَقَل
هذا زمانُ العشقِ،
يأفُلُ كُلُّ شيءٍ ما عداهُ،
وما أفَل
قومي إلى قلبِي،
وحيّيْ فيهِ موقِفَهُ الْجَلَلْ
لولاهُ ما ابتدأ الذي
بينِي وبينَكِ يا سماء
ولا اكتملْ
لولاهُ ما كنتِ على
مَدّ القصيدةِ قُبلةً
بيضاءَ
أو حَمْراءَ،
تنسِجُها الْمُقَلْ.
شاعر سوري مقيم في تركيا