طاهر أبو زيد

هداف كأس العالم للناشئين ووزير الرياضة لـ “الصقر”:

الهداف لا يُصنع بل يولد هدافاً بالفطرة

عادل نصيح

هو إحدى أساطير كرة القدم المصرية مثله مثل العديد من نجوم الكرة المصرية أمثال النجوم: حسن شحاته، فاروق جعفر، محمود الخطيب، علي خليل، علي أبو جريشة، مصطفى عبده، وشيكابالا وغيرهم من النجوم الكبار الذين قدموا لمصر ومتخباتها وكل لناديه الكثير، والنجم الكبير طاهر أبو زيد نجم مصر والأهلي قدم لمصر وللأهلي الكثير من الجهد والعرق، وتولّى وزارة الشباب والرياضة المصرية في حكومة حازم الببلاوي بداية من 16 يوليه 2013 م حتى أول مارس 2014 م.

الكابتن طاهر أبو زيد سيد عامر من مواليد أول إبريل عام 1962 م في مدينة البداري التابعة لمحافظة أسيوط.

وحكايته مع الكرة بدأت في البداري وشوارعها مثل كل المحبين لكرة القدم، وكان عمره 9 سنوات، وبعد عام انتقلت الأسرة إلى العاصمة القاهرة، وكان عمر طاهر 10 سنوات وهو في هذه السن توجّه إلى نادي إسكو المجاور لسكن العائلة، وأعجب به عصمت قينون لاعب القناة والأهلي السابق، وكان مدير قطاع الناشئين بنادي اسكو، وطلب منه العودة في اليوم التالي والتوقيع على كشوف الانضمام إلى قطاع الناشئين باسكو (واسكو كان أحد الأندية التي لعبت في الدوري الممتاز المصري)، إلا أن والده رفض أن يتركه للعب الكرة خوفاً عليه لصغر سنه وإمكانية تعارض لعب الكرة مع مستقبله المدرسي.

وكاْن القدر كان يُخبئ للموهبة القادمة مفاجأة بعد أن رآه الكابتن شاكر عبادة أحد كشافي النادي الأهلي، واصطحبه إلى النادي الأهلي لأول مرة يوم 15 يونيه 1973م ورآه الدكتور عمرو أبو المجد مدير مدرسة الكرة في النادي الأهلي وقتها، وضمه لفريق 13 سنة بالنادي. وفي ديسمبر 1973 م انضم إلى فريق الناشئين تحت 14 سنة، وأهلته موهبته المتدفقة إلى الاشتراك مع النادي الأهلي في دوري فرق الناشئين تحت 15 و17 سنة رغم صغر سنه، وساهم خلال مشاركاته في فوز الأهلي بكل بطولات الناشئين، وسجل 159 هدفاً بمفرده.

في عام 1979م انضم إلى الفريق الأول بالنادي الأهلي، وعمره لم يتجاوز الـ 17 عاماً بعد أن لفت نظر المدرب المجري (هيديكوتي) في مباراة الأهلي والزمالك تحت 17 سنة، وسجل يومها هدفي فوز الأهلي على الزمالك، وضُمّ للفريق الأول بعد أن أحرز مع فرق الناشئين بالأهلي 240 هدفاً في خمس سنوات، كما سجل في موسم 1975 – 1976 رقماً قياسياً من الاهداف بلغ ( 49 هدفاً). وهو رقم قياسي لم يحققه أي ناشئ في مصر حتى الآن.

وكانت هناك مقولة للكابتن طاهر أبو زيد في أحد أحاديثه لإحدى القنوات الرياضة ووقتها قال: إن الهداف لا يُصنع، بل يولد هدافاً بالفطرة؛ حيث إن الموهبة هي الأهم في تكوين الهداف، ثم يتم تنمية الموهبة بالتدريب. ويكمل: أن لاعباً مثل مارادونا لا يمكن صناعته بالتدريب، وأكد على أنّه يعتزّ جداً بلقب مارادونا النيل الذي أطلق عليه.

بداية تألق طاهر أبو زيد: في عام 1981 م قاد طاهر أبو زيد منتخب مصر للشباب في كأس العالم التي أقيمت بأستراليا تحت قيادة المدير الفني وقتها الكابتن هاني مصطفى رحمه الله، ولم يكن طاهر مجرد لاعب عادي، فقد كان كابتن هذا المنتخب، وفاز بالحذاء الفضي، ولقب ثاني هدافي البطولة بأربعة أهداف متساوياً مع صاحب الحذاء الذهبي لكنهم قرروا منح أبو زيد الحذاء الفضي؛ لأن أحد أهدافه أحرزها من ضربة جزاء . ومنتخب مصر في هذه البطولة حقق الفوز على ألمانيا التي فازت بالبطولة، وتعادل مع إسبانيا والمكسيك، وصعد كثاني المجموعة مع ألمانيا أول المجموعة إلى دور الثمانية للبطولة.

وواجه منتخب إنجلترا، وتقدم في الشوط الأول 2 -0 وفي الشوط الثاني تمكّن اللاعبون الإنجليز من إحراز 4 أهداف ليفوزوا 4 – 2 تخرج مصر من البطولة.

وقد تم اختيار طاهر أبي زيد ومحمد حلمي لاعب الزمالك للانضمام لمنتخب العالم للشباب كا أفضل لاعبي البطولة. وبعد انتهاء البطولة توجه الفريق القومي المصري مباشرة إلى الصين للمشاركة في دورة سور الصين العظيم، وكانت كل الفرق مشاركة بفريقها الأول ما عدا مصر التي شاركت بفريق الشباب، وحقق المنتخب المصري نتائج جيدة، وحصل طاهر أبو زيد على لقب هداف البطولة ب 4 أهداف. وكان منتخب مصر وقتها يضمّ نخبة من اللاعبين: محمد عاشور، فوزي ماير (حراس مرمى)، طاهر أبو زيد كابتن الفريق، محمد حلمي، علاء ميهوب، حمادة صدقي، محمد حشيش، أسامة عباس، خالد الأمشاطي، شريف الخشاب، عاطف جعفر، هشام صالح، خميس حسن، علاء نبيل،

خالد القماش، طارق سليمان (بيو)، خالد أبو الفتوح، شحتة دسوقي، ومصطفى أبو الدهب.

والكابتن طاهر أبو زيد ظل يلعب لمنتخب مصر الأول أكثر من 10 سنوات،  وكانت البداية في أكتوبر عام 1982 م ولعب أول مباراة دولية له أمام زامبيا في الاحتفال باليوبيل الفضي لمرور 25 عاماً على إنشاء الاتحاد الأفريقي لكرة القدم،  وأحرز أول أهدافه الدولية في هذه المباراة؛ حيث إنه أحرز هدفين، ولعب مع مصر في كأس العالم 1990 بروما وكان هداف مصر في بطولة كأس الأمم الأفريقية في ساحل العاج عام 1984 م وأحرز 4 أهداف، كما أنه حقق مع منتخب مصر بطولة أمم أفريقيا التي أقيمت في مصر عام 1986 م وكان عامل أساسياً في صعود مصر للمباراة النهائية أمام الكاميرون بهدفه القاتل الذي أحرزه بتسديدة صاروخية في مرمى بادو الزاكي حارس مرمى المغرب الشقيق، وفازت به مصر، وكانت المرة الأولى منذ ما يقارب الـ 30 عاماً لم تفز مصر على المغرب.                                                  

وشارك مع منتخب مصر القومي في الدورة الأوليمبية بلوس أنجلوس عام 1984 م .

وكأس العالم للكرة الخماسية عام 1997 م ولعب 59 مباراة دولية مع منتخب مصر. وسبق له الفوز بجائزة أفضل لاعب عربي  عام 1987 م في استفتاء صحيفة الوطن الكويتية. ومع النادي الأهلي لعب أول مباراة رسمية له مع الفريق الأول في بطولة الدوري العام أمام السويس، وفاز الأهلي 1 – 0 ولعب وسط جيل العمالقة: صفوت عبد الحليم، طاهر الشيخ، مصطفى عبده،  والخطيب وعقب هذه المباراة قام جده لأمه الأستاذ محمد نفادي أبو العرندس بإهدائه سيارة فيات 128 لمشاركته لأول مرة مع الفريق الأول، وكانت هدية قيمة جداً وغالية على الكابتن طاهر أبو زيد.

ومع النادي الأهلي حقق طاهر أبو زيد إنجازات عديدة حيث فاز مع الأهلي بالدوري 7 مواسم، وكأس مصر في 5 مواسم، وفي بطولة الأندية أبطال الدوري حقق بطولتين أفريقيتين، وفي أبطال الكؤوس 3 مرات، والكأس الأفرو آسيوية مرة واحدة وكأس الاتحاد المصري مرةً واحدة.

اعتزل اللعب عقب الفوز ببطولة كأس مصر 1992 م وكان سبباً رئيسياً في إحراز البطولة، وبعد اعتزاله اللعب تم انتخابه عضواً لمجلس إدارة النادي الأهلي في دورتين متتاليتين. كما اُخْتِير وزيراً للشباب والرياضة المصرية في حكومة حازم الببلاوي من 16 يوليه 2013 حتى أول مارس 2014 م.

ولمعالي الوزير الكابتن طاهر أبي زيد مارادونا النيل 4 أبناء منهم 3 أولاد ذكور، وهم: محمد، يوسف، وحسام. وبنت وحيدة هي مريم طاهر أبو زيد..

هذه كانت حكاية واحد من أساطير الكرة المصرية على مدار تاريخها المشرف.