Site icon المزمار الجديد

فارس قره بيت: الكاريكاتور ليس فن النخبة

رياض أحمد

من وجهة نظره هناك بين الكاريكاتور والصحافة علاقة جدلية قوامها الحرية والديمقراطية، وتطور الحالة التقنية لهذا الفن مرهون بتطور العملية الإعلامية، يبتعد عن النمطية ويحصر همه بالغاية الوظيفية للعمل والتأثير الآني للوحة بعيداً عن منطق ديمومة العمل الفني من عدمه.

الرسام الكاريكاتوري فارس قره بيت مؤمن بدوره ودور فن الكاريكاتور الذي يجده فن الشعب، ومنه أراد اقتران الصفة بالمكان فكانت صالة الشعب للفنون الجملية فضاءً بانورامياً لمعرضه الذي أقامه.

يقول في معرض رده على أعماله «أطرح بالكاريكاتور فكراً ينطوي على سياسة وحدث سياسي، ولعلني هنا أعتبر نفسي محظوظاً من حيث توافق الحدث السياسي الراهن وسخونته. الكاريكاتور ينمو في جو السخونة لا في جو الهدوء والسكينة».

يتابع فارس قره بيت فيما يتعلق بوجهة نظره بوصفه فناناً وقبلها إنساناً: «وجهة نظري واضحة في أعمالي حيث تجد شيئاً له علاقة بالهم اللبناني والفلسطيني والعراقي والوحدة العربية وبعض المواقف المتعلقة بقضايا اجتماعية وعمومية وقضايا إنسانية، ويمكنني القول إن معرضي هذا يمثل وجهة نظري بوصفي إنساناً حول كل ما يجري من أحداث، فأنا لا أعتبر نفسي صاحب وجهة نظر سياسية ولكن يمكنني القول إنني صاحب وجهة نظر إنسانية».

حول سؤالنا له عن طاقة اللوحة الكاريكاتورية وقدرتها على الاستمرار والديمومة مقارنة مع اللوحة التشكيلية أو الصورة الضوئية، يقول قره بيت «كل أنواع الفنون لها زمن تعيش فيه، إن كانت منحوتة فهي مرهونة بعمر الحجر المصنوعة منه، فمنطق ديمومة العمل الفني مرهونة بكثير من الأشياء وأهمها الزمن الذي نؤدي فناً فيه.

«الفن الفرعوني عمل عظيم في وقته، لكنه اليوم تحول إلى إرث تاريخي وأصبح خارج إطار الفن وبالتالي عندما نتناوله فإننا نتحدث عنه تاريخياً، وبمعنى أكثر دقة لا يهمني اليوم قدرة اللوحة والفكرة على الاستمرار والبقاء بقدَر ما يهمني تأثيرها في هذه اللحظة».

يضيف فارس قره بيت: «عموماً بما أن الكاريكاتور فن صحفي فذلك يعني أن ديمومته تتعلق بالحدث ذاته. هناك شيء عن القضية الفلسطينية وهو حدثٌ عمره أكثر من خمسين عاماً، إذاً ديمومة العمل الفني مرهونة بظروف كثيرة أهمها الغاية الوظيفية من العمل الفني ذاته».

حول سؤالنا عن أن الفن الكاريكاتوري مغبون قياساً بالفنون الأخرى يقول قره بيت «الفنون تحسد بعضها أحياناً فمثلاً أنا أحسد موسيقياً لأجده يحسد مسرحياً وهكذا، عموماً يمكنني القول إن الفنون جميعها مهمة ومؤثرة وأهم شيء هو أن يكون الفنان مؤمناً بدوره وأهميته، وأعمالي دليل على كوني مؤمناً بأن هذا الفن للناس وليس للنخبة بالمعنى المادي، وإنما يقدم لإنسانٍ مسحوق لديه معاناة، وأنا موجود لهذا السبب وسعيد بهذا الموقف».

حول ما إذا كانت المباشرة في الطرح وتقديم الفكرة تُفقد الكاريكاتور خصوصيته وحالته الفنية، يقول فارس قره بيت «بعيداً عن كل التصنيفات النصر في النهاية هو للفكرة التي تأتي في وقتها المناسب، فدائماً هناك توقيت لكل شيء وهو ما يحدد النجاح، وحينئذ لا يهمني إن كانت مباشرة أو غير مباشرة، فلسفية أو عميقة أو سطحية».

Exit mobile version