Site icon المزمار الجديد

فواصل منقوطة

عبد الكريم البليخ

خسارة الفريق الألماني لكرة القدم أمام اليابان في مباراته الودية قبل الأخيرة بأربعة أهداف مقابل هدف واحد خلّف نقمة غير مسبوقة على المدرب واللاعبين، لا سيما أنّها الخسارة الرابعة لـ “المانشافت” في آخر خمس مباريات خاضها بعد خروجه مبكراً في نهائيات كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في قطر، عندما خسر أمام اليابان في مباراته الافتتاحية بهدفين مقابل هدف، وتعادله أمام إسبانيا بهدف لهدف، وفوزه المستحق على منتخب كوستاريكا بأربعة أهداف مقابل هدفين. خسارة ألمانيا أمام اليابان في المونديال عجلت برحيل المدرب هانزي فليك الذي فشل في دفع المنتخب الألماني في بلوغ الأدوار المتقدمة في البطولة العالمية، ما سبقها من نتائج مخيبة للآمال منذ نهائي عام 2014، وكثيراً ما أثار المنتخب الألماني في الخروج من المسابقات الرسمية من الدور الأول، ما يعني ذلك ترك عديد من التساؤلات حول هزائمه المذلة والقاسية أمام بلجيكا، وتلتها خسارته أمام بولندا وكولومبيا، فاليابان وبأربعة أهداف، واستغربها الشارع الألماني الذي يقرأ ويتابع ويسمع، ومعرفة الأسباب الداعية إلى السقوط، والنتائج الهزيلة!.

لم يصمد الاتحاد الألماني لكرة القدم أمام هذه السقوط المروّع، والنتائج غير المقبولة لفريق كبير مثل ألمانيا، والانتقادات التي واجهها، فضلاً عن موجة الغضب التي أشار إليها الإعلام الألماني والجماهير العاشقة لكرة القدم، هذه الموجة من الغضب في الأوساط الإعلامية والجماهيرية دفعت اتحاد الكرة إلى إقالة المدرب فليك، وهذه هي المرة الأولى بالنسبة للاتحاد الألماني الذي يقوم فيها بإقالة مدرب تحت ضغط الجماهير.

 الاتحاد الألماني كلف طاقماً مؤقتاً بقيادة رودي فولر في خوض المواجهة الودية. أما فرنسا التي فاز بها بهدفين مقابل هدف واحد. الألمان يعرفون تماماً أنّ منتخبهم يعيش أزّمة حقيقية، والجميع يتحمّل مسؤوليتها.

المشكلة تكمن في اتحاد الكرة الألماني لكرة القدم الذي جدّد الثقة بالإبقاء على المدرب هانزي فليك، بالرغم من إخفاقه في نهائيات كأس العالم 2022 في تحقيق نتائج ترضي الجماهير العاشقة للكرة.

وعقب فوز الفريق الألماني أمام الفرنسي ارتفعت أصوات الجماهير التي بقيت تنادي رودي فولر 63 عاماً مدرباً للفريق، غير أن الأخير يستبعد هذا الخيار وخاصة بعد فوز الألمان على الفرنسيين. النتيجة الأخيرة للمانشافت أعادت الثقة للاعبين بعد نتائج سيئة، وهذا ما تسبب في استبعاد هانزي فليك المدير الفني للفريق الأول.

المدرب رودي فولر ليس لديه الرغبة في إكمال مشواره التدريبي مع المنتخب الألماني، وإنما سيسعى جاهداً لإيجاد المدرب الذي يمكنه الوصول بالفريق إلى تحقيق نتائج عشاق الكرة المستديرة الألمانية في كل مكان. والمعروف أن فولر الفائز بكأس العالم كلاعب في عام 1990 وهو الذي حصد المركز الثاني كمدرب مع المنتخب الأول في مونديال 2002 الذي أقيم في كل من كوريا الجنوبية واليابان، وخسر أمام المنتخب البرازيلي بهدفين مقابل لا شيء، عاد لقيادة المانشافت الألماني عقب إقالة هانزي فليك، وفوز الفريق في مباراته أمام المنتخب الفرنسي أظهرت وبشكل جلي أن الفريق لديه القدرة على الصمود، وأنه يمكن أن يُقدم الكثير على عكس ما أظهره سابقاً تحت قيادة المدرب فليك.

وفي اللقاء الأخير أسهم فولر من منح الفريق الاستقرار الدفاعي الذي يحتاجه، إلا أنه يعتذر كمدير فني إكمال دوره كمدرب حتى بطولة كأس أمم أوروبا التي ستحتضنها ألمانيا في العام المقبل.

وفي الفترة الأخيرة تم تكليف جوليان ناغلسمان مدرب بايرن ميونخ السابق لتدريب الفريق الذي خاض لقاءين وديين أمام كل من تركيا والنمسا اللذين خرجا منهما من المولد بلا حمص بنتائج هزيلة لم يسبق للكرة الألمانية أن تعرضت لها.

وتزايد الانتقادات للمنتخب بعد الهزائم الأخيرة، حيث وجه فيليكس ماغاث، المدرب السابق بالدوري الألماني لكرة القدم، انتقادات عنيفة لمنتخب بلاده، وقال: إنَّ الفريق فقد بريقه، وأن مستواه متواضع في أعقاب خسارة الفريق للمبارتين الأخيرتين أمام النمسا بهدفين، وأمام تركيا بثلاثة أهداف مقابل هدفين.

ويشير على أن المنتخب الألماني ليس قادراً على المنافسة، على الرغم من أن الفريق لديه العديد من الأفراد الجيدين، لكنهم لا يلعبون من أجل الفريق ولا مع بعضهم البعض. الجاهزية للعمل والإرادة غير المشروطة للدفاع يجب أن تكون أولوية بالنسبة للفريق.

الكرة بصورة عامة تطورت وبشكل لافت، وليس بغريب على المنتخبات التي لم يكن لها حساب من أن تتغلب على منتخب عريق مثل ألمانيا، فها هي كوريا واليابان تخرجان ألمانيا في الدور الأول من نهائيات كأس العالم. وكذلك بلجيكا، وبولندا وكولومبيا التي حققت فوزاً ثميناً على ألمانيا. الأنظار تتوجه إلى مستقبل الكرة الألمانية، وإلى التغيير الذي ينتظره عشاق الكرة لتغيير وجه الكرة في ألمانيا على يد المدرب الجديد جوليان ناغلسمان رغم تعثره أمام فرق مستواها متدنية.

الفريق ينتظره تجاوز معضلة ما زال يعاني منها الإعلام الألماني والجماهير الغاضبة، فضلاً عن اتحاد الكرة الذي يحاول الخروج من عنق الزجاجة لإرضاء عشاقه.

***

توماس توخيل المدرب الحالي لنادي بايرن ميونيخ الذي حل قبل عام من الآن، آذار  2023 بديلاً لـ يوليان ناغلسمان بهدف تصحيح مسار الفريق البافاري، وجاء توخيل لتحقيق الأمال التي سبق أن افتقدها النادي الكبير والذي تأسس في العام 1900، أي أن عمر النادي 123 عاما، والاستعانة بالمدرب الجديد بعد أن فقد النادي لقبي كأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا، واحتفظ على الدوري المحلي “بوند سليغا” بصعوبة بالغة.

البايرن الذي كانت نتائجه على عكس ما رسم له المدرب توخيل، ففي مبارياته الثلاثة الأخيرة كان قد خسرها ولأول مرة منذ عام 2015. خسر أمام نادي ليفركوزن بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، وأمام لا تسيو الإيطالي بذهاب دور ثمن النهائي بدوري الأبطال بهدف، وكذلك أمام بوخوم بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وسبق لبايرن أن تغلب عليه في دوري الذهاب بـ 7 ـ 0. وجماهير البايرن تخشى من تكرار سيناريو موسم 2010 ـ 2011 إذ خسر كل البطولات في تلك الفترة. وكان يشكك المدرب في المباريات التي يخوضها، ونتائجها لم تكن تعجب جماهير النادي، وكان قد علق أحد اللاعبين على هزيمة الفريق الثالثة التي تلقاها، بقوله: ” نبدو كأننا نعيش فيلم رعب لن ينتهي”. وسبق للنادي أن حقق نتائج إيجابية. فقد فاز على دورتموند 4 ـ 0، وعلى غلطة سراي التركي في دوري الأبطال 2 ـ 1، وتغلب على هايد نهايم 4 ـ 2، وعلى كولن 1 ـ 0، وعلى شتوتغارت 3 ـ1، وعلى فولفسبورغ 2 ـ 1، وعلى هوفنهايم 3 ـ 0.

وكان هاري كين الذي انتقل للعب في صفوف البايرن في العام الماضي عزز صدارته في البوندسليغا هذا الموسم حيث سجل هدفه الـ 25 في المسابقة من أصل 22 مباراة في موسمه الأول في النادي أمام بوخوم، وهذا لم يكن كافيا في انقاذ الفريق الألماني من السقوط في فخ الخسارة.

البايرن مهدد حاليا من الخروج من الموسم الكروي لأول مرة منذ 12 عاما، بالاضافة إلى خروجه من كأس ألمانيا بعد تعرض فريقه لخسارة أمام ساربروكن بهدفين مقابل هدف واحد.

وأكد الرئيس التنفيذي لنادي البايرن يان كريستيان دريسن المدرب الحالي توماس توخيل سيكون على أساس القيادة الفنية للفريق في مباراته أمام ضيفه لايبزيغ، ولقاء العودة أمام لاتسيو .

نادي البايرن سبق أن فاز ببطولة الدوري 33 مرة، 20 مرة في كأس ألمانيا، و6 مرات في دوري الأبطال، وفي كأس السوبر الأوروبي مرة واحدة، وفي كأس العالم للأندية مرتان، كما فاز ثلاثة مرات متتالية ببطولة كأس أوروربا بين 1974 ـ 1976 بقيادة نجمه الراحل فرانتز بيكنباور، وعلى مستوى الوارداتا فالنادي يعد الرابع على المستوى العالمي، ويصل عدد أعضائه إلى نحو 200 ألف عضوا، ويخوض النادي مبارياته الرسمية منذ موسم 2005 ـ 2006 على ملعبه الأليانز أرينا الذي يتسع لأكثر من 71 ألف متفرج.

***

ماذا يعني انتقال كيليان مبابي النجم الفرنسي، من صفوف سان جيرمان إلى النادي الميرينغي؟ وهل سيطفئ الضجة التي سبق أن أثيرت حوله، مع نهاية عقده الذي سينتهي مع بداية الصيف الحالي؟ وهذا ما يعني أن سيناريو النجم الفرنسي ابن الخامسة والعشرين ربيعاً ستنتهي اثارته بعدما دامت لأكثر من عامين، بعد أن رغب مبابي من الانتقال إلى نادي ريال مدريد قبل عامين من الآن، أي في عام 2022 عندما حاول الانتقال إلى النادي الملكي، إلا أنَّ الإجراءات في وقتها باءت بالفشل، فأعاد اللاعب ارتباطه مع سان جيرمان بتجديد عقه من جديد ولمدة عامين.

كيليان مبابي سجل خلال مسيرته مع النادي الباريسي التي امتدت لنحو سبع سنوات 222 هدفاً بالقميص الباريسي، وسبق له أن انضم إلى فريق العاصمة الفرنسية في عام 2017 قادماً من نادي موناكو الفرنسي في سن الثامنة عشرة مقابل 180 مليون يورو. وسبق للنادي الباريسي أن ضم في صفوفه النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي انتقل في الصيف الماضي إلى نادي إنتر ميامي الأميركي، كما انتقل اللاعب البرازيلي نيمار هو الآخر إلى نادي الهلال السعودية، وظل اللاعب الفرنسي مبابي رهن النادي الباريسي، ورفض الانتقال إلى الدوري السعودي في الصيف الماضي، واللعب في صفوفه عندما عرض عليه مبلغ 300 مليون يورو للانتقال إلى الهلال، وأكثر ما يغري اللاعب الفرنسي هو فوز فريقه بدوري الأبطال، كما سبق أن وعد به الفريق الباريسي إلا أنه لم يحقق هذه الرغبة، وانطفأت في ظل بريقه الذي أضفى عطاء غير محدود، وسيسعى مع فريقه الملكي إلى النجاح الذي ينشد في حال الانضمام إليه في الصيفي الحالي تحقيق الرغبة التي يطمح ساعياً إليها، كما يطمح بالفوز بالكرة الذهبية، وهذا حلم يسعى تجسيده إلى واقع.

المعلومات تشير إلى أن نادي الريال من المرجّح أنّه سيعرض على اللاعب راتباً أقل مما كان يتقاضاه أثناء وجوده في باريس سان جيرمان، وإن راتبه سيصل إلى نحو 30 مليوناً، |إلا أنّ ذلك سيقابله الحصول على حوالي 100 مليون يورو مكافأة التوقيع على عقد الانتقال للعب في صفوف النادي الملكي.

 اللاعب الفرنسي سجل خلال فترة مسيرته الدولية في 75 مباراة دولية 46 هدفاً، وتصدّر اللاعب الفرنسي لائحة هدافي الدوري الفرنسي برصيد 20 هدفاً للموسم الحالي، كما سجل مبابي 243 هدفاً مع 93 تمريرة حاسمة في 290 مباراة مع باريس سان جيرمان، كما كانت بصماته لا يمكن أن تنسى في تتويج فريقه بخمسة ألقاب في الدوري.

وعن رأي الصحف الإسبانية في النجم الفرنسي، أكدت أنه يُعد من أفضل اللاعبين في العالم اليوم، مشيرة إلى أن الفرنسي كيليان مبابي بلا شك أفضل لاعب على هذا الكوكب، ولم يقصّر رئيس النادي القطري ناصر الخليفي الذي قام بدفع رواتب مرتفعة للاعب المذكور لقاء الاحتفاظ به، وترغيبه في البقاء في النادي الباريسي لمواسم قادمة، إلّا أنّه رفض كل الاغراءات المقدمة له.

فالنادي القطري بعد فقدانه النجم الفرنسي مبابي سيسعى جاهدا للتعاقد مع لاعبين كبار لسد النقص في تقوية صفوف النادي واعتلاء المنصات، في البطولات المقبلة، وتركيز النادي على سوق الانتقالات التي ستشهد تنافسا مثيرا في تلك الفترة المقبلة من كل عام.

رئيس التحرير

Exit mobile version