ساحل العاج تتربع على عرش أفريقيا

تربع منتخب السنغال على عرش أفريقيا بعد ما نال شرف الظفر بكأس الأمم للمرة الثالثة في تاريخه، في نسخة استثنائية.
عادت كوت ديفوار المضيفة نهائياً “من الموت” بإحراز لقب كأس أمم أفريقيا لكرة القدم للمرة الثالثة بتاريخها، اثر فوزها المتأخر المستحق على نيجيريا 2-1 الأحد في المباراة النهائية في أبيدجان.
كانت كوت ديفوار الأفضل بكل شيء في الشوط الأول ما عدا التسجيل، إذ نجحت نيجيريا تقريباً من فرصة واحدة بهزّ الشباك برأسية قائدها تروست-إيكونغ إثر ركنية، لكن في الثاني، ابتسم الحظ لمنتخب “الفيلة” الذي عادل عبر لاعب الأهلي السعودي فرانك كيسييه ومهاجم بوروسيا دورتموند الالماني سيباستيان هالر العائد من مرض السرطان، وتوج باللقب الثالث بعد 1992 و2015.
واستهلت كوت ديفوار النهائيات الحالية بين المرشّحين، لكنها تلقت صفعة تلو الأخرى. هزيمة مذلّة أمام غينيا الاستوائية 0-4 جعلتها تودّع نظرياً دور المجموعات بخسارتين إحداهما أمام نيجيريا بالذات 0-1. قدّم لها المغرب هدية بفوزه على زامبيا، فتأهلت كأسوأ أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث.
على وقع إقالة المدرب الفرنسي جان – لوي غاسيه وتعيين مساعده إيميريس فاييه، استمرت الرواية العجيبة مع إقصاء السنغال حاملة اللقب بركلات الترجيح، بعد هدف تعادل متأخر من كيسييه.
فصلٌ جنوني آخر تحقق في ربع النهائي، عندما عادل المنتخب البرتقالي مالي في الدقيقة الأخيرة رغم لعبه منقوصاً منذ الدقيقة 43، ثم اقتنص هدف الفوز في الوقت البدل عن ضائع من الشوط الإضافي الثاني، فيما جاءت مواجهته الأخيرة مع الكونغو الديموقراطية في نصف النهائي أقل صخباً، حسمها العائد إلى التشكيلة الأساسية بعد تعافيه من الإصابة هالر.
وأصبحت كوت ديفوار أوّل دولة تخسر بفارق أربعة أهداف ثم تحرز اللقب، وأوّل دولة مضيفة تتوّج باللقب منذ مصر في 2006. وعلى سبيل المفارقة، فإن فاييه (40 عاماً)، لاعب وسط نانت الفرنسي السابق الذي اعتزل بعمر الثامنة والعشرين بسبب التهاب في الوريد ولم يسبق له تدريب أي فريق، فاز كلاعب مع منتخب فرنسا عام 2001 بلقب كأس العالم تحت 17 سنة، بعد خسارة المباراة الأولى ضد نيجيريا ثم فاز عليها في النهائي.
علّق هالر صاحب هدفي الفوز في نصف النهائي والنهائي على رحلة التعافي من السرطان “المشاعر قوية، من الصعب التفكير في كل هذا”، وعن تعافيه خلال البطولة من الإصابة “كان من الممكن أن أخوض مباراتي الأولى، كاحلي لم يتعاف بعد بشكل كامل، لكن أردنا تقديم كلّ شي والشعب يستحق هذه الفرحة”.
في المقابل، تجمّد رصيد نيجيريا عند ثلاثة ألقاب حصدتها في 1980، 1994 و2013، بعد أن اعتمدت أسلوبا دفاعيا في هذه النهائيات كاد يحوّل مدربها البرتغالي جوزيه بيسيرو بطلاً، بعد محاولة الاتحاد المحلي إقالته قبل النهائيات بسبب البداية السيئة في تصفيات مونديال 2026.
على ملعب “الحسن واتارا، رئيس البلاد الذي كان حاضراً في المدرجات، وهو الأحدث في البلاد التي تنظّم البطولة مرّة ثانية بعد 1984، عاد إلى تشكيلة كوت ديفوار المدافعان الأساسيان سيرغ أورييه وأوديلون كوسونو، والمهاجمان البديلان عمر دياكيتيه وكريستيان كواميه بعد انتهاء إيقافهم.