قطر أبهرت العالم!


بعدَ جهدٍ مضنٍ طال لأكثر من اثني عشر عاماً احتضنت الدوحةُ العام الماضي في مثل هذه الأيام عرس الكرة العالمي، حيث جمعت فيه أنصارها وعشاقها بشغفٍ
شديدٍ عبر حفل الافتتاح المَهيب في إستاد البيت في مدينة الخور، حيث انتظر ساعة الصفر الصغير قبل الكبير، وتجسّد حلم محبّي الكرة من قبل عشاقها الكثر بعد أن أنفقت قطر لقاء احتفائها بهذا المونديال أكثر من 220 مليار دولار على البنية التحتية والمنشآت الرياضية، وهي منشآت تعجز الدول الغنية الكبرى عن توفيرها من أجل إقامة هذه البطولة التي يحتفي بها العالم كل أربع سنوات، وكل ذلك من أجل تحضيرات خدمية وسياحية ورياضية لفتت إليها أنظار العالم، فكان الحدث العالمي الذي دُعي إليه العديد من قادة الدول العربية والمسؤولين الكبار، فكان المونديال الأفضل في افتتاحه الذي شهد تميزاً واضحاً أشاد به كل من تابع وشاهد فعالياته.
التحدي الكبير هو ما سبق برنامج التحضيرات التي هيأت لها قطر إمكانات ضخمة عجز العالم عن تأمينها، لأنه في الواقع فاق التوقع والخيال، وكل ذلك التحدي الكبير لجهة النهوض بهذه البطولة التي استمرت الحكايات حولها، ورغم أنه لحظنا الكثير من الجهات الرسمية في العالم كانت تمارس دورها وبكل خسّة من أجل رسم ما يمكن أن يسيء إلى سمعة قطر وإبعادها عن احتضان البطولة، وعرقلة مسيرة التقدم والنهضة التي شهدتها طوال سنوات مضت، وخلال فترة قصيرة تمكنت من إنجاز الكثير من المشاريع العملاقة، سواء في مجال بناء الملاعب الضخمة التي أشاد بها الجميع، وكانت محط أنظارهم، وزادت تكلفتها عن الـ 7 مليارات دولار، فضلاً عن ـ وهذا الأهم ـ عن إقامة المشاريع الأخرى من طرق خدمية، ومترو الأنفاق، وغيرها في عديد من المجالات المهمة كمجال تحسين وتجديد وسائط النقل، وغير ذلك.
إنَّ ما صرف على مونديال قطر لإظهاره بهذه الصورة التي شاهدها وتابع مجرياتها العالم من خلال حفل الافتتاح المبهر يفوق النسخ السابقة لمنافسات كأس العالم، وكل ذلك كان يتمّ بإشراف اللجنة العليا للمشاريع والإرث التي انتهجت سياسة إنفاق مدروسة، وكانت تهدف إلى رؤية قطر عام 2030 الاستراتيجية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحويلها إلى مجتمع عالمي، وتوفير مستوى معيشي يرقى إلى أن يجعل من قطر دولة مثالية، وجعلها مركزاً تجارياً وسياحياً له مكانته في المنطقة، علاوة عن تحديث مرافقها وتوسيع نطاق مبادراتها في مجال النقل والتجارة والاقتصاد والخدمات بصورة عامة. لا شك في أن احتضان قطر المونديال بنسخته الـ 22 هذا يعني إنعاش ونمو الاقتصاد القطري وبنسبة كبيرة، وسيسهم في تحسين الوجهة السياحية والترفيهية.
إنَّ الهجمة التي سبق أن تعرضت لها قطر منذ فوزها بشرف استضافة كأس العالم لكرة القدم كانت مجرد حملة لتشويه صورتها كبلد مستضيف لهذه البطولة، وهي حملات ظلت تتواصل وتتسع، فيما وصار الكل يتساءل عن الأسباب التي دفعت تلك الدول لهذه الهجمات الكيدية وتلفيق الأكاذيب بحقها.
عبد الكريم البليخ