
لن نبالغ إذا قلنا إنَّ القنبلة التي فجّرتها دولة قطر باحتضانها عرس الكرة العالمي لم تصحُ على اثرها بعد الدول التي
سبق لها أن لفقت لها الأكاذيب والتحريضات الإعلامية المسيئة بهدف سحب تنظيم البطولة منها، ووقفت تلك الدول ضد احتضان الدوحة لمونديال عرس الكرة العالمي الذي أبهر العالم، وفاجأهم بالإعداد والتنظيم، والحضور الجماهيري الكثيف الذي أتى ومن كافة دول العالم ومدنه، وهذا ليس بجديد على دولة عربية ساهمت وبكل إمكاناتها لجهة احتضان هذه البطولة ولأوّل مرة، بل سبق لقطر على الرغم من صغر مساحتها أن احتضنت الكثير من البطولات وآخرها احتضانها لبطولة كأس العرب التي أقيمت في الدوحة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى غاية 18 ديسمبر/كانون الأول 2021 وشارك فيها 16 منتخباً، وكانت بطولة تجريبية نظمت قبل المونديال وفاز ببطولتها الجزائر.إلّا أنَّ الشموخ الذي يوازي ذلك والرغبة، فضلاً عن الدعم السخي الذي قدمته الحكومة القطرية ممثلة بقائد مسيرتها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أسهم وبصورة مباشرة في دعم مسيرة هذا العطاء، وتسهيل كل ما أمكن لأجل نجاح هذه البطولة العالمية التي يتنافس على شرفها 32 فريقاً.
دولة مثل قطر، وشعب محب وعاشق ومتيّم بالكرة لم يقصّر في دعم مسيرة النهضة التي شهدتها سواء في إنشاء وتحديث الملاعب الضخمة والحديثة، ناهيك بالاهتمام المتزايد في مجالات أخرى، وبصورة خاصة الخدمية التي كان لها دورها في تحسين واقع بلد بأكمله، كما أسهمت النهضة العمرانية في تغيير صورة قطر بصورة عامة نحو الأفضل. نهضة لم يسبق لأي دولة مماثلة أن خطت خطواتها بقوة. الدعم الذي تلقته فاق كل تصور.
في دوحة الخير زيّنت الشوارع بالعلم القطري، كما ظهرت جميع أعلام الدول المشاركة في كل مكان في الدوحة، أضف إلى ذلك المجسمات والأعمال الفنية التي تجسّد اللعبة الرياضية.
الأعلام رفعت على المباني والمواقع السياحية والثقافية، ولم تترك بقعة في الدوحة إلّا وكان لـ “الأدعم” مكانه وحضوره أضف إلى اللافتات المبهجة التي لفتت نظر الجماهير المتابعة للحدث العالمي الكبير، تلك اللافتات التي تحمل عبارات الود والإخاء والترحيب بضيوف العرس الكبير الذي شهد انطلاقة كبيرة لم يسبق أن شهدتها دولة غيرها.
إنَّ تنظيم المونديال يُعد مشروعاً قومياً بامتياز التفّ حوله جميع أبناء الوطن ليكون خير داعم للنهوض بكافة قطاعات الدولة. فالنتائج كانت مذهلة بإنجاز كافة الملاعب الرياضية المخطط لها، وشبكة الطرق المتطورة، وخطوط المترو الذي حل مشكلة النقل في مدينة الدوحة، إذ يربط الوجهات الرئيسة مع بعضها البعض، ويخفف إلى حد بعيد من شد الازدحام الشديد الذي تشهده الدوحة، والملفت هو تميز ملاعب المونديال بقرب المسافة فيما بينها.
ما تحقق في قطر في الواقع فخر لكل عربي، وهذا ما يجعلنا أيضاً فخورين ومعتزين بما أنجز. هذا الإنجاز لم يكن له أن يرى النور لو لا توجيهات ومتابعة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى. الإنجاز يفوق الخيال، وما شهدته قطر في هذا الميدان هو فخر لكل مواطن عربي.
عبد الكريم البليخ