منتخب أفريقيا في البرازيل

( 3 من 3 )
محمد العباسي
أستمرت إقامة منتخب أفريقيا في مدينة سلفادور دي باهيا التي تعتبر عاصمة البرازيليين الأفارقة الأصل من أجل خوض المباراة الأخيرة أمام منتخب كولومبيا الذي كان يبحث عن ذاته تحت قيادة المدرب اليوغوسلافي تودور فيسلينوفيتش ..
منتخب أفريقيا ظهر هذه المرة أكثر تماسكاً وتفاهماً وهو أمر بديهي وطبيعي بعد إزدياد اللحمة والتجانس بين عناصره مع الأخذ في الإعتبار الفارق الشاسع وصعوبة تكوين منتخب يمثل القارة الأفقر في العالم رغم تباين الفوارق في التكوين والثقافة واللغة وبقية العوامل المختلفة وهو أمر يختلف كلياً بالطبع عن تكوين منتخب وطني لبلد واحد ذو خصوصية معينة ونسيج إجتماعي متماسك نابع من قومية واحدة ..
منتخب أفريقيا لم يحتاج أكثر من سبع دقائق حتى أحرز هدفه الأول بواسطة المهاجم الإيفواري الفذ لوران بوكو بعد تمريرة سحرية من الغاني سام أكواه وبعدها بنصف ساعة يسجل نجم أولمبيك مرسيليا الفرنسي جان بيير توكوتو الهدف الثاني بتسديدة رائعة قبل أن يعزز توكوتو نفسه الفوز بهدف ثالث بعد عشر دقائق من بداية الشوط الثاني ..

*الحارس التونسي عتوقة
وبصفة عامة المستوى الذي قدمه الأفارقة في البطولة كان بمثابة صك إعتراف لا غبار عليه بجودة كرة القدم في القارة السوداء خصوصاً بعد المستوى المبهر الذي قدمه المنتخب المغربي قبل عامين في ميادين مونديال مكسيكو 70 وهي التي عانت طويلاً من تعنّت الإتحاد الدولي في منحها بطاقة منفردة في نهائيات بطولات كأس العالم ..

*البرازيلي جيرزينيو أهدى البرازيل اللقب بهدف قاتل
الصحف البرازيلية هللت وأشادت بمنتخب أفريقيا مؤكدة إنّه كان من الأفضل في البطولة وذكرت صحيفة ( Gazeta Esportiva ) اليومية أن المنتخب الإفريقي أظهر مستوى غير متوقع وكان يستحق أفضل بكثير من حلوله بالمركز الثالث في مجموعته بعد الأرجنتين وفرنسا ولتأكيد الإنطباع الرائع الذي خلفه المنتخب الإفريقي في بلاد السامبا تم إختيار جان بيير توكوتو وبيتيت سوري ضمن التشكيلة المثالية للبطولة كلها ..
•• بطاقة المباراة
25 / 6 / 1972 (ملعب فونتي نوفا في سلفادور دي باهيا)
منتخب أفريقيا × كولومبيا ( 0/3 ) 0/2
الحكم خوسيه رومي كانيتي ( باراجواي )
سجل لمنتخب أفريقيا/ لوران بوكو ( 7 ) جان بيير توكوتو ( 39 و 55 )
مثل منتخب أفريقيا/ عتوقة _ سام أكواه _ طاهر بن فرحات _ جون إيشون _ هاني مصطفى _ لويس جوميز _ مكسيم كمارا _ شحته الإسكندراني ( نويل مينجا ) _ بيتيت سوري _ لوران بوكو ( جابر مالك ) _جان بيير توكوتو ..
مثل منتخب كولومبيا/ فيكتور كانون _ جيراردو مونكادا _ أوسكار أورتيجا _ خايمي رودريجيز _ لويس جارسيا _ أدولفو أندرادي ( كارلوس بينيروس ) _ اليخاندرو براند _ خايمي مورون _ اليخاندرو لوجو _ خيسوس روبيو ( الفارو كالي ) _ فابيو إسبينوزا ..
وبعد إنتهاء المغامرة الأفريقية في بلاد السامبا أكتملت البطولة في الدور النهائي بصعود منتخبات الأرجنتين والبرتغال ويوغوسلافيا كأوائل المجموعات الثلاثة في الدور الأول ليتم تقسيم المنتخبات الثمانية في الدور النهائي على مجموعتين ضمت الأولى منتخبات البرازيل ويوغوسلافيا وإسكوتلندا وتشيكوسلوفاكيا وضمّت الثانية منتخبات البرتغال والأرجنتين والإتحاد السوفييتي وأوروجواي على أن يتأهل أول كل مجموعة إلى المباراة النهائية مباشرة كما أشرنا لذلك من قبل ..

*كأس الاستقلال التي فازت بها البرازيل وتوجد في متحف الفيفا الآن
وإستطاع المنتخب البرازيلي الفائز بكأس العالم قبل سنتين مع مدربه القدير ماريو زاجالو (أول شخص يفوز بكأس العالم لاعباً ومدرباً)، ولاعبيه الكبار ريفيلينو وتوستاو وجيرزينيو والحارس لياو من إعتلاء قمة مجموعتهم بعد فوزين على يوغوسلافيا وإسكوتلندا وتعادل مع تشيكوسلوفاكيا وحذا المنتخب البرتغالي بقيادة لاعبه الموزمبيقي الأصل أوزيبيو حذو منتخب البلاد التي إستعمروها أكثر من ثلاثة قرون بفوزين على الأرجنتين والإتحاد السوفييتي وتعادل مع أوروجواي ليتأهل المنتخبين إلى المباراة النهائية ..
أقيمت المباراة النهائية يوم 9 يوليو (تموز) على ملعب ماراكانا الشهير بحضور مايزيد عن 170 ألف متفرج وتمكن خلالها راقصي السامبا من إنتزاع الفوز بشكل دراماتيكي في الأنفاس الأخيرة من المباراة بهدف لجيرزينيو ( 89 ) بعدما حسم منتخب يوغوسلافيا المركز الثالث لصالحه بفوز عريض على نظيره الأرجنتيني ( 2/4 ) بعد تألق لافت لمهاجمه دوزان باجيفيتش الذي نال لقب هداف البطولة برصيد 13 هدفاً ..
وبعدها بأقل من عامين وتحديداً في يوم 11 يونيو (حزيران) عام 1974 وخلال كونجرس الفيفا الذي عقد في مدينة فرانكفورت الألمانية حقق جواو هافيلانج مبتغاه الذي خطط له بكل دقة وحنكة وإنتزع مقعد رئاسة الفيفا بفوزه في الجولة الأخيرة على منافسه الإنجليزي سير ستانلي راوس ( 68 مقابل 52 ) ليصبح أول رئيس للإتحاد الدولي لكرة القدم من خارج القارة الأوروبية ويبدأ في تغيير جذري وثوري قلب الكثير من المفاهيم رأساً على عقب في عالم اللعبة ..