Site icon المزمار الجديد

هل تضبط “فيسبوك” منشوراتها؟!

عبد الكريم البليخ

صرنا نقرأ، للأسف، في الفترة الأخيرة الكثير من الكتابات التي لا طعم لها ولا لون ولا رائحة، خصوصاً المنشورات الشخصية التي يتم نشرها بلا أي ضابط أو معيار يبرر هذا التدفق غير المنصف!

هذه المنشورات عكست، وبصراحة، الخواء الداخلي الذي نعاني منه، ما دفع العديد من الأصدقاء والزملاء، وكذلك العامة من أصدقاء الأصدقاء، إلى الإسراع في نشر أي شيء يخطر على البال، لمجرد النشر فقط. هذا ما جعل من موقع هذه الشبكة المحترمة يتراجع، وبشكل مرعب!

نعلم جميعاً أنَّ النشر الصحفي، مهما كان حجم المادة المنشورة أو ما يُعرف بـ”البوست”، يجب أن يكون معبراً عن قضية ما ويخدم شريحة واسعة من الناس، لا أن ينغمس في مهاترات وعبارات جوفاء بلا مضمون، وينتهي بتكريس حالة خاصة لا هدف لها ولا قيمة تذكر.

إنَّ النشر بهذه الطريقة، عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، الذي أتاح مساحة واسعة من الحرية للجميع وبدون استثناء، لا يعني أن نكتب أي شيء ونسارع إلى نشره مهما كانت المبررات.

أيها الزملاء.. أيها الأصدقاء

نأمل اختيار الموضوعات بدقة وعناية، بحيث تخدم العامة، لا أن تكون مجرد استسهال للنشر. فالاستسهال في النشر، كما يقول أحد أدبائنا الضليعين، مضر وكريه، وينعكس سلباً على المحتوى العام، ما يؤدي إلى الإساءة للموقع وإفراغه من مضمونه.

والضرورة تقتضي من إدارة الموقع أن تعمل على مراقبة كل ما يُنشر، وحذف المحتويات المسيئة سواء للموقع أو للأفراد. يجب أن تكون المنشورات ذات قيمة وهدف، لا أن تُستغل لنشر قضايا شخصية، أو صور لا معنى لها، أو حكايات فارغة لا تضيف شيئاً للقارئ.

فلنتذكر أنَّ منصة “فيسبوك” أشبه بجريدة لحظية هدفها الوصول إلى جميع شرائح المجتمع بما يُثري عقولهم ويخدم اهتماماتهم. يجب ألا نحوله إلى جريدة مستهلكة، مترهلة، خالية من القيمة. وعلى كل من يكتب وينشر أن يعتبر نفسه بمثابة رئيس تحرير، يتحمل مسؤولية ما ينشره.

إنَّ التسرع في النشر من أكبر الأخطار التي تواجهنا اليوم، لذلك علينا إعادة النظر في المنشورات قبل نشرها. وهذا ما يعني الترفع عن السطحية والبحث عن الأهداف السامية التي يمكن تحقيقها من خلال حرية النشر المتاحة لنا اليوم. هذا ما يُشجع الكثيرين على متابعة “فيسبوك”، المنصة الأكثر شهرة ومرونة، بشرط أن يكون المحتوى مفيداً ونافعاً.

ما نرجوه من إدارة “فيسبوك”، العمل على مراقبة كل ما يُنشر، واتخاذ إجراءات صارمة حيال الحسابات التي تسعى للإساءة للموقع أو للأشخاص أو للجهات العامة أو الخاصة. يجب حذف هذه المنشورات فوراً، ومنع تكرارها.

ومن هنا، نناشد القائمين على هذا الموقع، الذي لعب دوراً كبيراً في لم شمل الأهل والأصدقاء، أن يواصلوا تطويره والاهتمام به أكثر فأكثر.

ما علينا نحن إلا العمل بما يرضي ضمائرنا أولاً، وتوجيه الشكر لإدارة الموقع على جهودها المستمرة في تطوير تقنياته وأبوابه، وتحسين صورته بما يخدم القارئ والمتلقي في كل مكان.

يبقى دورنا الأساسي هو الحفاظ على هذا المنبر الإعلامي الكبير، الذي لعب دوراً هاماً في الحياة العامة، ولا يزال وسيبقى كذلك.

19/1/2025

Exit mobile version