
محمد الشيخ
قبل أن يمضي العام ٢٠٢٣م، يهدينا أجمل تكريم للصحفي المصري الأستاذ فايز عبد الهادي المدير العام لمجلة الصقر الرياضية كبرى المجلات الرياضية في تاريخ العرب،
وعميد الإعلاميين الرياضيين العرب في الخليج.
ألف مليون مبارك أستاذنا الغالي الفوز المستحق بجائزة اتحاد الثقافة الرياضية العربية للإعلام لعام ٢٠٢٣ م.. تكريم يليق بإنسان عاشق لصاحبة الجلالة حيث تفانى في دروبها عبقري مخلص، وهو أنموذج متفرّد في عالم الصحافة الرياضية العربية.. سفير فوق العادة للإعلام المصري في الخليج العربي منذ عقود.
الأستاذ فايز عبد الهادي أحد روّاد العمل الصحافي الرياضي في مصر والوطن العربي في العصر الحديث، حتى أصبح عميد الإعلام المصري فـي الخليج.
هو أحد الصحفيين العاملين في الخليج من أجل الإسهام في تنميته وتطوره إعلامياً يؤكد مقولتنا عطاء كبير يقدمه في حب كبير وإنكار ذات.
في مصر له مسيرة صحفية متميزة توجها بالمشاركة في تأسيس جريدة الكورة والملاعب من أشهر الصحف المصرية الرياضية، وفي قطر ساهم بكتاباته ذات المضامين المختلفة في دعم شعبية “مجلة الصقر” القطرية لدى الشباب العربي من الخليج إلى المحيط. وفي عصر الصورة عندما توقفت “مجلة الصقر”، تحوّل إلى شاشة التليفزيون القطري معداً ومذيعاً للبرامج، قدم عدداً من البرامج الجماهيرية التي نالت الشعبية واستحسان المشاهدين في دول الخليج أشهرها “الناس في رمضان”.
– ولد فايز عبد الهادي في بلقاس في 3 فبراير 1954م، حيث يقول عنها:
“لـ بلقاس حق عليّ سأعوضه إن كان لنا عمر في قادم الأيام”. عشق منذ نعومة أظفاره مزاولة الرياضة بصورة عامة، وكرة القدم خاصة في النادي الأهلي، ولكن مفهوم الدراسة أولاً جعل أولوية العلم تاتي في المرتبة الأولى، ويتوقف عن استمرار مشواره الكروي.
وعبر مراحل التعليم المختلفة تبلور في وجدانه، وتنامى في ذاته رؤيته لمسيرة حياته، وقد شكلت شقيقته مربية الأجيال فريال عبد الهادي المغازي رحمها الله. يقول عنها:
“رسمت ملامح وجهي وسلوكياتي ومشوار حياتي أنا موقن بقدرة الله، ولكن فراق كيان كبير كان يشعرك بقمّة العطاء الحنان والألفة والاحتواء بالنسبة، وكل أفراد أسرتي أمر صعب وشاق جداً.
لم تكن مجرد أخت، ولكن حياة بكل ما تحمله الكلمة من معان، أتمنى أن أسير على مبادئها السامية في حبّ كل الناس بقلب أبيض لا يعرف الرمادية”. ويتحول الاهتمام من مزاولة الرياضة إلى العمل الرياضي الصحفي بعد حصوله على بكالوريوس الصحافة والنشر من كلية الإعلام بجامعة القاهرة عام 1976 م.
وقبل تخرجه من الجامعة في عام 1971 – 1974 عمل بعدها بالأقسام الصحفية المختلفة: الحوادث .. الطب ..العلم، فضلاً عن التحقيقات بجرائد المساء.. العمال وروزاليوسف.
يعتزّ جداً بأنه تلميذ مجتهد ومكافح في مدرسة الأستاذ عبد الوهاب مطاوع رحمه الله، فقد تعلم منه عملياً الكثير من فنون العمل الصحفي عندما عمل معه لمدّة خمس سنوات في بداية حياته.
كان رئيساً للقسم الرياضي بجريدة العمال تحت إشراف أ. أحمد حرك – ابن بلقاس – رئيس التحرير، وشغل منصب نائب رئيس قسم الرياضة بجريدة مصر. وعندما أرادت مؤسسة التحرير إنشاء جريدة رياضية شارك مع الأستاذ حمدي النحاس كعضو مؤسس لجريدة الكورة والملاعب في 16 فبراير1975.
وعن بلوغ الجريدة أربعين عاماً، يقول: “سعيد ببلوغ الجريدة الرائدة بداية الأربعين من عمرها تحية للأستاذين جلاء جاب الله رئيس مجلس إدارة الدار، والأستاذ خالد كامل رئيس التحرير الحالي. أعتز جداً بجريدة الكورة والملاعب، فقد كنت أول محرر لها خلال الـ 4 سنوات الأولى من فكرتها وميلادها وتأسيسها بدعم من أستاذي حمدي النحاس، والأستاذ عبد الفضيل طه، والمخرج مختار أمين، والمترجم العظيم عم حسن رحمهم الله، ورسام الكاريكاتير أ. مصطفى كامل.
كنت أتواجد في النادي الأهلي من التاسعة صباحاً إلى الثانية عشرة مساءً بناء على توجيهات ذكية من الأستاذ حمدي بأن يكون المانشيت والأخبار الرئيسية والعصفورة أسبوعياً من النادي الأهلي، وكان ذلك سبباً في رواج الكورة والملاعب، وحققت توزيعاً هائلاً أمام صحف الأهلي والأهلاوية والزمالك وغيرهم من المجلات الأسبوعية وقصة نجاح الكورة رواية طويلة لها أسرارها. مبروك العيد الجديد للكورة والملاعب، ومبروك للأستاذ خالد كامل رئيس التحرير الحالي وطبعاً مبروك للأستاذ الصديق الغالي جلاء جاب الله رئيس مجلس الإدارة الذي تابع نجاح الكورة منذ عام 1976.
الكورة والملاعب أكاديمية إعلامية تخرّج منها مئات الصحفيين والكتاب ورسامي الكاريكاتير والمراجعين والمصححين والمخرجين والمنفّذين وغيرهم ممن يملؤون المطبوعات العربية في كافة أنحاء الوطن العربي، والكل يعتزّ بكفاءاتهم وإنجازاتهم”.
رشح فايز عبد الهادي من قبل نقاد في مصر للعمل في “مجلة الصقر” القطرية، أوسع المجلات الرياضية العربية انتشاراً التي تطبع في قطر، وتوزّع في ربوع العالم أجمع.
بدأت رحلته مع “مجلة الصقر” في 13 فبراير 1978.
وعن مشواره في الصقر يقول:
“الأستاذ حسن عثمان المحرّر العام لـ “مجلة الصقر” تعاقد معي للعمل معه، وكان نعم الأخ والصديق والأستاذ، وبكرمه الواسع هو الذي فتح بيته نجتمع معاً يومياً في ود وألفة مع أسرته العزيزة وكافة الأصدقاء الصقر جامعتي الجديدة التي لا تمنح شهادات كبقية الجامعات؛ لأن الدراسة بها غير محددة المدة، ولا يملك الطالب بها إ‘لّا الاستمرارية بالدراسة.. فمواد التخصصات الرياضية دائماً في تزايد وتشابك وتطور في الصقر لم نتعلم فنون الصحافة فقط لكن تعلمنا كيف نتعامل مع الحياة، مع الصعاب.. مع العقبات مع نفسيات المصادر ومطلوب منك أن تتداخل معها بمثالية وحساسية وبرفق ولين”.
لم يكن حب الصقر هو الوحيد في قلب وعقل الأستاذ فايز عبد الهادي، ولكنه أحب وطنه العربي وهو بحق عروبي صميم، وأحب البلد التي تصدر الصقر، ومنها تحلق في ربوع العالم العربي.
يقول: “الدوحة.. كم هي مدينة جميلة.. كم أحببتها وسعدت بأيامها.. وهدوئها ونضارتها وكورنيشها. عشقت اللون الأخضر المبهج الذي أصبح يزداد تألقاً يوماً بعد يوم.. حفظت ملامح الدوحة ونبضات قلبها فهي تفتح ما أجمل أن تعيش في أمان وطمأنينة.. عندما أردد أنني أعيش في قطر سعيداً؛ لأنها وطني الثاني”.
وعن الحب يقول:
“نحن في هذا الزمان أحوج ما نكون للحب من أي وقت مضى.. فالحب وحده هو الذي يحرّك أعمق وأجمل ما في الإنسان. ففي داخل الإنسان قوى هائلة لا تحركها.. إلا كلمة السرّ الحب”.
كانت “مجلة الصقر” القطرية تشكل ملامح حياته، وقد تكيّف في حياته مع هذه الأجواء وارتبط بها، كان يرى أن الصقر تسكن في أعماق.. أعماق قلبه ومشاعره وعواطفه.. كل لحظات سعادته وشقائه. كل التعب والجهد أن يراها تنمو وتزدهر.. لذلك كان صعباً عليه فراقها.. ويؤكد الأستاذ فايز قائلاً:
“لا بد أن تشرق “مجلة الصقر” وسأنتظرها!!
مشكلتي.. حالياً مع كل مجلات العالم التي أطالعها.. أنني أرى وجه حبيبتي الوحيدة تطل من أعين كل الأغلفة، وهي تتأملني وتناديني”.
ومن أشهر إنجازات الأستاذ فايز عبد الهادي الصحفية توثيق الرياضة القطرية بالأرقام والإحصائيات، ومشاركته في إعداد كل الصحف التي صدرت عن الصقر في أثناء البطولات، وأسس مع زملائه جريدة الصقر الرياضي، وهي فرع من المجلة الأم، وشغل في الاثنتين منصب المحرر العام، وأسهم في تحرير وتأسيس مجلة قوس قزح.
أيضاً تستعين به الاتحادات الرياضية والأندية لـعمل الكتب الخاصة بالبطولات الرياضية التي تنظم في قطر ومهرجانات اعتزال نجوم الرياضة القطرية، وله ما يربو على 25 كتاباً رياضياً متنوعاً.
فلسفة الأستاذ فايز في الحياة يقدمها للراكضين نحو المادة قائلاً:
“أنا من المؤمنين بأن معظم الذين يحسبون الحياة من خلال جدول الضرب يفقدون الحياة بسرعة، ويفقدون جوهر الحياة بالسرعة التي يستسلمون بها الى حساب الحياة بهذه الطريقة”.
وبعد إغلاق “مجلة الصقر” عيّن في التليفزيون القطري كمقدم ومعد برامج رياضية، ومع تزايد خبراته أصبح يقوم بإعداد وتقديم البرامج العامة، ومن أشهر برامجه: أضواء على الدوري العام، من الملاعب، المجلة الرياضية، برامج عن أبطال المسابقات المحلية كل موسم، برامج اعـتزال اللاعبين. وقام بإعداد النشرة الرياضية اليومية، وبإعداد الفـوازير الرياضية”.
ومن برامجه العامة الجماهيرية: تحت المداولة، لمن يهمه الامر، الكاميرا المتحركة وعالج فيها ما يزيد عن 50 مشكلة اجتماعية واقتصادية وفنية في قطر.
ومن برامجه الأخرى: يعتبر أول معد في دول الخليج قام بإعداد برنامج جماهيري يومي لمدة ثلاثة أشهر لتغطية كافة الأحداث اليومية في الدوحة عن طريق اللقاءات الخارجية، وهو برنامج (دليل الدوحة). أضف، إلى كونه صاحب أشهر برنامج قدم في شهر رمضان في دول الخليج.. برنامج (الناس ورمضان)، وظل يقدمه طوال أيام رمضان لمدة خمسة أعوام متتالية.
وأثناء عمله في التليفزيون لم يتخلَّ عن عمله الصحفي، فعمل منذ 1986 رئيساً لقسم الرياضة بمجلة أخبار الاسبوع، وكاتباً غير متفرّغ بجريدة الراية، وله صفحة أسبوعية عن الحب والزواج تصدر كل جمعة.
كما أنه المراسل الرسمي لـ جريدة الحياة اللندنية لتغطية الأحداث الرياضية في قطر، وعمل مراسل للأخبار الرياضية المصرية القاهرية، والرياضة والشباب الاماراتية، والجيل، الرياضيون السعودية، النصر بدبي. كما عمل أيضاً محرراً مؤسساً لجريدة الشرق في بداية إصدارها.
وفي يناير 2012 كرّم فايز عبد الهادي، ومنح وسام الإعلام الرياضي العربي كعميد للإعلاميين الرياضيين في الخليج عامة ودولة قطر بصورة خاصة. كما كرم من قبل نقابة الصحفيين المصرية.
وقبل عامين تعرض الأستاذ فايز عبد الهادي لإجراء جراحة في العاصمة القطرية الدوحة.
والحمد لله شفي وأطل علينا بابتسامته المعهودة، وهي مصدر تفاؤلنا، وتفاؤل أسرته ومحبيه في العالم العربي.
وعن انتماء الأستاذ فايز عبد الهادي للنادي الأهلي، يقول الصحافي المصري الكبير مصطفى جمعة:
“يؤكد دائماً، وفي كل المناسبات، وبالفم الملآن، بأنه كعضو عامل بالنادي الأهلي، ومعه ثلثي الشعب المصري العاشق لهذا الكيان الأحمر العملاق، يقف خلف نادي القرن في قارة إفريقيا، وأعظم أندية مصر والأمة العربية، ومجلس إدارته برئاسة الأسطورة محمود الخطيب “بيبو” في كل قراراته التي تعلي من قيمة النادي الأشهر، وتحافظ على مكانة “القلعة الحمراء” ضمن أندية القمة في العالم”.