مقالات رياضية

سليمان في قفص الاتهام. أين وزير الرياضة؟

عيد فؤاد

مهزلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، تلك التي أقدم عليها أحمد سليمان، عضو مجلس إدارة نادي الزمالك والمشرف العام على الكرة، باستصداره قرارًا من ناديه بتحريضه على عدم إرسال لاعبيه إلى المنتخب الوطني، اعتراضًا على عدم تقديرهم في المباريات الدولية وحرمان البعض الآخر من المشاركات الرسمية.

سليمان ابتدع طريقة جديدة في التحريض على المدير الفني لمنتخب بلاده حسام حسن، وتشجيع لاعبي الزمالك الذين يقع عليهم الاختيار على التمرد وعدم الاستجابة لاستدعاءات المدير الفني للفريق الوطني. وهو أمر بالغ الخطورة يستوجب التحرك الفوري من قبل وزير الشباب والرياضة، الدكتور أشرف صبحي، الذي يجب عليه وضع حد لتصرفات عضو مجلس إدارة نادي الزمالك، الذي “يشطح” دون حساب، واتخاذ موقف رادع حياله حتى لا ينفلت العيار وتصبح الدنيا “سداح مداح”.

ما فعله سليمان، الذي لم يكن يعرفه أحد قبل تعيين حسن شحاتة مديرًا فنيًا لمنتخب مصر في يناير 2005 خلفًا للإيطالي ماركو تارديللي، المدير الفني الأسبق للفراعنة، والذي جاء به ضمن أعضاء الجهاز الفني للمنتخب الوطني آنذاك، يؤكد أنه يفضل مصلحة ناديه على مصلحة منتخب مصر. وهو أمر غير مقبول على الإطلاق من أي مصري وليس الزملكاوي فقط، نظرًا لأن الهدف من إقامة وتنظيم المسابقات المحلية هو خدمة المنتخبات الوطنية بمراحلها السنية المختلفة.

بل ويتطلب ذلك وجود لائحة واضحة لدى لجنة الانضباط أو وزارة الشباب والرياضة، وكذلك اللجنة الأولمبية المصرية، لمعاقبة أي من المسؤولين بالأندية الذين يخرجون عن النص، ومحاسبتهم على تصريحاتهم التي تصنع وتشجع على الفتنة وتثير الاحتقان في الشارع الكروي وبين جماهير الأندية المختلفة، في وقت نحن أحوج فيه إلى “لم الشمل” وليس تفرقته بتصريح غير موفق من شخص غير مسؤول.

ولعل السؤال الذي يراودني حاليًا: لماذا لم يمنع مجلس إدارة نادي الزمالك زميلهم أحمد سليمان من الظهور في وسائل الإعلام المختلفة، سواء المرئية أو المسموعة أو المقروءة، إذا كان يحرص على استمرار العلاقة الجيدة بين النادي وباقي الأندية الأخرى، وأيضًا المحافظة على العلاقة الطيبة مع مجلس إدارة اتحاد الكرة، المنوط به تنظيم مسابقات كرة القدم في مصر، بدلًا من تركه يشعل الأجواء ويتسبب في توترها بطريقة مستفزة؟!

أعتقد أنه إذا أقدم مجلس إدارة نادي الزمالك على هذه الخطوة الجريئة والقوية – وإن كنت أشك في ذلك بشدة – حينها يمكن أن تقل حدة الاحتقان في الشارع الكروي المصري، خاصة أن الكلام الصادر على لسان المسؤول يختلف عن الذي يخرج من ألسنة الجماهير.

ووجهة نظري الشخصية أن صدور مثل هذا القرار سيحافظ أولًا على استقرار نادي الزمالك من ناحية، ومن ناحية أخرى سيغلق الباب مستقبلاً أمام أي مسؤول بالمجلس يمكن أن يحذو حذوه. مع الوضع في الاعتبار أن هذا إذا ما حدث، سيعني حرمان سليمان من “السبوبة” التي يحصل عليها من إحدى القنوات الفضائية العربية، نظير “البوقين” الذين يخرج بهما في كل حلقة ليغيظ بهم المنافسين أو يقلل منهم ومن نجومهم وأولهم النادي الأهلي.

حيث يسير على نفس درب وطريقة بعض نجوم الزمالك القدامى الذين يعيشون على “الترند” في السوشيال ميديا، بحثًا عن التربّح المادي بكثرة المتابعين بوضع “اللايك والشير”، مثلما هو الحال بالنسبة لرضا عبد العال، وأسامة حسن، وعفت نصار، وطارق السيد، وأحمد حسام ميدو، وجمال عبد الحميد، الذين يعتقد كثير من جماهير الأبيض أنهم يدافعون عن الزمالك. ولكن ما خفي كان أعظم، والمصلحة تبدو هي الأهم بالنسبة لأي منهم!! 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى