أيام لا تنسى

القطري علي يوسف المحمود.. رمز العمل التطوعي والإنجاز الرياضي

إنجازات كبيرة وسيرة مشرقة ترفع لها القبعة

بقلم / محمد عاصم

*من السهل أن تحب الناس من حولك، لكن أن تجتمع الناس على حبك، فهذا يؤكد أن الشخصية المحبوبة لها قيمة وقامة، قيمة أخلاقية وأدبية وإنسانية. هذه القيم النبيلة هي نتاج عطاء طويل عبر السنوات، عطاء من أجل النهوض بالوطن في كثير من المجالات.

*في مدينة الوكرة القطرية تجد رجالاً لهم تاريخ ناصع البياض. مدينة تقع على الساحل الشرقي الجنوبي لدولة قطر، مدينة ساحلية كانت تشتهر بصيد الأسماك واللؤلؤ. أهلها ينعمون بروح صفاء ماء الخليج العربي، وطعم عصير الرمان، ورائحة عطر الزمان. رجال يجتمعون حول حب قطر والقيادة الرشيدة فيها. أهلها يعشقون الأخلاق الجميلة العالية التي تعلو بالقيم، قيم تغرد في عنان السماء.

*مدينة الوكرة القطرية تتميز بموقع جغرافي مميز، حيث تجمع بين الهدوء والسكينة ليلاً ونهاراً. وجاءت كلمة الوكرة من “وكر” الطيور التي كانت تتخذ من أرض وسماء الوكرة بيتاً لها. الوكر هو بيت الطيور، ومنه جاءت تسمية الوكرة.

*الأستاذ علي محمد يوسف المحمود شخصية قطرية يحبها الجميع. سنوات طويلة من العمل التطوعي والأهلي دون مقابل مادي. خدم في أكثر من مجال واستطاع خلال مشواره أن يكون نموذجاً قطرياً جميلاً أعطى الكثير لوطنه. ولد في مدينة الوكرة عام 1952، حيث نشأ في بيت عبد الرحمن بن سعد آل سعد. ويعد أحد كبار رجالات التعليم في مدارس قطر بمراحلها المختلفة. امتهن التدريس في عدة مدارس، كما كان من القيادات القطرية الأولى التي خدمت في إدارة رعاية الشباب والرياضة لعدة سنوات منذ أوائل السبعينيات من القرن الماضي.

*عمل أيضاً إدارياً في شباب نادي الوكرة الرياضي لكرة القدم عندما كان مقره في منطقة (أم غويلينة) إحدى ضواحي العاصمة الدوحة. كما عمل في عدة لجان رياضية، منها عضوية الاتحاد القطري لكرة القدم لفترة من الزمن في السبعينيات، وشغل كذلك منصب رئيس نادي شباب الدوحة.

التعليم والمسيرة المهنية

*تلقى الأستاذ علي محمد يوسف المحمود تعليمه في عدة مدارس منها:

مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية بالبدع (الأول ابتدائي)، مدرسة عمر بن عبد العزيز الابتدائية بالوكرة، مدرسة الدوحة الإعدادية، مدرسة قطر الإعدادية.

*بعد المرحلة الإعدادية، التحق بدار المعلمين التي كانت تعادل المرحلة الثانوية في ذلك الوقت. تخرج منها في قطر عام 1970م، ثم أكمل دراسته الثانوية بنظام الثلاث سنوات بالدوحة الثانوية الليلية. كما درس بنظام الانتساب في جامعة بيروت العربية عام 1979/1980 وحصل على ليسانس الحقوق.

النشاط الكشفي

*عمل في النشاط الكشفي منذ أن كان طالباً في مدرسة رأس بوعبود الإعدادية (الأول والثاني الإعدادي)، التي كانت قريبة من مدينة الوكرة حيث عاش معظم حياته. تميز بنشاطه الكبير في هذا الميدان مع مجموعة من طلاب المدرسة خلال تلك الفترة من الزمن الجميل الذي لا يُنسى.

*شارك في تأسيس جمعية الكشافة والمرشدات القطرية، التي ضمت رواداً من رواد الكشافة القدماء، ومنهم: إسماعيل زينل، موسى زينل، حسن علي حسين الصلات، إبراهيم عبد الله حسن العجيل، عبد العزيز علي آل إسحاق، محمد صالح الصرامي، حسين محمد عبد الله الأنصاري، فرج دهام فرج السويدي، عبد الله مبارك إبراهيم السعيد، أحمد عبد الرحمن يوسف السبيعي، أمل علي خليفة الكبيسي، عبد الله حمّاد العبد الله، بدر فرج الحاج عبد الله، علي منصور عبد الله الخالدي، ريم محمد إبراهيم المهندي، بعد تخرج الأستاذ علي محمد يوسف المحمود.

*بعد تخرج الأستاذ علي محمد يوسف المحمود من دار المعلمين، توظف في وزارة المعارف (وزارة التربية والتعليم) وعمل في عدة مدارس، منها:

مدرسة روضة راشد الابتدائية، مدرسة الخليج العربي الابتدائية، كما شغل عدة مناصب إدارية:

سكرتير إدارة المناهج بوزارة التعليم.، رئيس مكتب مدير رعاية الشباب بإدارة رعاية الشباب، مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بالمجلس الأعلى لرعاية الشباب، مفتش إداري ومالي بوزارة التعليم، مدير إدارة الامتحانات وشؤون الطلاب بوزارة التعليم، مدير إدارة العلاقات الثقافية بوزارة التعليم، مدير إدارة تعليم الكبار ومحو الأمية بوزارة التعليم.

إنجازاته في كرة القدم القطرية

يظل الحدث الأبرز في تاريخ الكرة القطرية الإنجاز الدولي الكبير الذي حققه منتخب شباب قطر لكرة القدم عام 1981، حينما فاز بالمركز الثاني في بطولة العالم بأستراليا. ترأس البعثة القطرية الأستاذ علي يوسف المحمود، الذي نجح بامتياز في تحمل المسؤولية، وكان له دور كبير في ضبط إيقاع اللاعبين داخل المعسكر الذي سبق البطولة، ثم طيلة أيام البطولة.

تكون منتخب شباب قطر لكرة القدم من اللاعبين:

خالد سلمان وبدر بلال (السد)، علي زيد وإبراهيم خلفان ومحمد دهام السويدي وأحمد الماجد وخميس دهام السويدي (العربي). فرج عباس وعيسى أحمد وعادل أحمد وعبد الله مبارك (الأهلي). محمد عفيفه ويونس أحمد وجمال خليفة وخميس سلطان (الريان). ماجد بخيت (نادي قطر).

الأعمال التطوعية

عمل الأستاذ علي محمد يوسف المحمود في كثير من الأعمال التطوعية دون مقابل في العديد من الجهات، من أبرزها:

أمين سر نادي الوكرة الرياضي، أمين صندوق اتحاد كرة القدم، أمين سر اتحاد التنس والإسكواش، رئيس اتحاد الجمباز القطري، نائب رئيس جمعية الوكرة التعاونية، رئيس اللجنة التنظيمية للجمباز الخليجية، رئيس بعثة منتخب قطر لكرة القدم للشباب الفائز بالمركز الثاني على مستوى العالم عام 1981م في أستراليا.

الشخصيات الرياضية التي عاصرها

عاصر الأستاذ علي محمد يوسف المحمود بعض الشخصيات الرياضية البارزة في المجال الرياضي، مثل: الشيخ ثامر بن محمد آل ثاني، أحمد علي الأنصاري، سلطان خالد السويدي.

إسهاماته في جمعية بيوت الشباب القطرية

عمل الأستاذ علي محمد يوسف المحمود في جمعية بيوت الشباب القطرية (1986)، وكان أحد المؤسسين لها بجانب كل من:

الشيخ محمد بن عيد آل ثاني، محمد علي المهندي، عبد الرحمن عمير الجبر النعيمي، علي حسن مطر الربعان، صالح عبد الله المري، حمد عبد الرحمن عمرو الرميحي، حسين أحمد السادة، مبارك أمان العبد الله.

الأوسمة والتكريم

حصل الأستاذ علي محمد يوسف المحمود على العديد من الأوسمة وشهادات التقدير، منها وسام مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مجال القيادات الشبابية والرياضية عام 1999م.

إصداراته ومؤلفاته

*للأستاذ علي محمد يوسف المحمود عدة مؤلفات منها:

“أوراق في الأيام” (وهو أوّل الإصدارات).

“نبضات قلب”، “شموع تضيء”، “إضاءات قطرية على الساحة الرياضية” (جزءان)، “مسيرة كأس الأمير”، “طروحات وهمسات من الوجدان”، “مداد قلمي”.

خاتمة

تقتضي الأمانة في الكتابة أن أشير إلى اقتباس بعض الفقرات في هذا المقال عن العمل التطوعي والسيرة الذاتية للأستاذ علي محمد يوسف المحمود، من مقال للدكتور الراحل سعدون صباح الكواري، الذي نشره في مقال له سابقاً. اللهم اغفر له وارحمه واسكنه الفردوس الأعلى في الجنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى