الشؤم.. يطارد الكرة السورية!

عبد الكريم البليخ

خسارة المنتخب السوري في لقائه قبل الأخير في أمم آسيا أمام المنتخب الأسترالي بهدف وحيد، كانت القشّة التي قصمت ظهر البعير، وإن كان ما زال في الأفق يلوح بعض التفاؤل في حال فوز الفريق على نظيره المنتخب الهندي. شارك المنتخب السوري بلاعبين أغلبهم من الشباب، ولم يتح الوقت التعرف إلى بعضهم البعض بعد بشكل كاف، وتم إغلاق كل الخطوات أمام أي صعاب تواجههم، وتذليلها أمامهم في المشاركة التي كنا نتمنى أن تحقق لسوريا وشعبها البسمة، والنتيجة التي تخوّلها الصعود إلى الدور الثاني في ظل المدرب الأرجنتيني كوبر الذي أكثر ما أساء للكرة السورية في إدارته للمباراة، وزادها فشلاً، بالإضافة إلى اتحاد الكرة الذي فشل هو الآخر تماماً في تهيئة الفرصة ليخرج المنتخب بنتيجة ترضيه. وهذا ما كرّس كل جهد ورؤية بذلها من خلال مشاركة اللاعبين الذين لعبوا في مباراة أستراليا بالاعتماد على الدفاع عن المرمى، وتشتيت الكرات كيفما شاءوا في ظل غياب خط الوسط ورأس حربة يمكن الاستفادة من الفرص المتاحة لجهة استثمار النتيجة لإرضاء جماهير الكرة السورية العاشقة والمحبة والمواكبة للعبة، إلا أن النتائج جاءت ـ وللأسف ـ على عكس ما تشتهي السفن.. وجاء استبعاد عمر السومة من المشاركة في البطولة مفاجأة للجميع، والذي كان لحضوره ومشاركته ضرورة مهمّة، في حال تحققت، لفريق يفتقد لرأس حربة مشاكس، وهو المهاجم السوري الوحيد الذي تظل له مكانته ونجوميته ويعرف الجميع، وللأسف انه استبعد بذريعة لا أساس لها من الصحة.
الكرة السورية تعيش في دوامة من الأمنيات بعيداً عن الركض عن الفوز. لا ننكر أن عناصر الفريق بذلوا جهوداً كبيرة لجهة تحقيق نتيجة ترضي العاشقين للعبة. فالواقع شي وساحة الميدان التي ظهر عليها الفريق شيء آخر.
كرة القدم السورية تعيش إحباطات غريبة، ولم يستفد اللاعبون من أخطائهم فلماذا هذه النتيجة، وهذه الخسارة التي كنا نأمل أن يكون الفوز من نصيبهم؟.
فهل بهذه الروح التي ظهر عليها اللاعبون الجدد، وإدارة المدرب وتبديلاته الخجولة الذي يعتمد اعتماداً على الدفاع عن المرمى، تاركاً كل ما من شأنه أن يُحقق للمنتخب النتيجة التي يحلم بها أهل سوريا، واتحاد كرة القدم الذي يظل بلا حول له ولا قوة، في ظل إدارات مترهّلة، والحكم على اللاعبين إطلاق أحكام في غير مكانها.
ما السبيل إلى تلك النتيجة التي خرج منها منتخبنا، بخفّي حُنين، والذي لعب وشارك في لقاءات ودية خجولة قبل قدومه إلى الدوحة، والواقع أظهر الغثّ من السمين!
الإمكانات التي يملكها اللاعبون السوريون بالتأكيد جيدة، ولا يمكن أن ننكر ما سبق أن قدموه في لقائهم الثاني أمام الأسترالي، ولكن تمنينا أن يُقلع المدرب الأرجنتيني عن خطة الدفاع التي طالما نتمسك بها، وهو يؤكد على أن اللاعبين بذلوا جهداً واضحاً في الهجوم وعدم استغلال الفرص المتاحة ما أبقى النتيجة في غير صالح المنتخب السوري.
الأمل يظل معقوداً في لقاء الفريق الختامي أمام الهند متأملين تحقيق النتيجة التي ترضي عشاق المستديرة، وما أكثرهم.