أصعب مهنة في العالم .. تدريب المنتخب البرازيلي

وليد رمضان

في البرازيل سوف تكتشف أن كل سكانها يعشقون كرة القدم فهى لغتهم وهم الماء والغذاء والهواء .. هي كل حياتهم وسوف تكتشف أن أكثر من 200 مليون برازيلى يتحدثون في تكتيك وتشكيل وخطط كرة القدم والمنتخب البرازيلى واختيارات مدرب المنتخب البرازيلي الذى يجلس فوق كرسى أخطر أصعب مهنة في العالم .
ومدرب المنتخب البرازيلي رجل لا يعرف الراحة أو النوم الطبيعى فهو مطالب بالفوز بكأس العالم وإذا لم يتحقق هذا يكون مصيره الرحيل وعليه منذ أن يجلس على هذا الكرسى أن يتحمل النقد القاسى من النقاد والإعلام الرياضى والكروى في البرازيل وخارجها وعليه أن يتحمل هتافات الجماهير إذا لم يقدم النتائج الرائعة والإداء المبهر والكرة الجميلة التي تحتوى كل فنون الكرة من مهارات وأهداف وجمل تكتيكية جديدة .
عندما تقوم بتدريب المنتخب البرازيلي سوف تجد نفسك أمام مليون مشكلة بداية من متابعة مئات اللاعبين البارعين الذين يلعبون خارج البرازيلى وبالطبع داخلها وعليك أن تختار عدداً محدداً من اللاعبين لكل مباراة أو بطولة ووقتها سوف تجد نفسك أنك لم تضم عشرات اللاعبين المميزين وأن الإعلام والجمهور يعاتبك لإنك لم تضم اللاعب الفلانى أو أكثر من لاعب وسوف تنعت بالغبى والحمار والفاشل والجاهل وغيرها من الصفات المنبوذة لإنك فشلت في مواصلة المشوار أو قد المنتخب البرازيلي الأداء الذى لم يطرب عشاق السامبا حول العال .
لقد لاقت أسماء كبيرة الكثير من النقد والتطاول اللفظى والإقالة من المنصب المرموق حتى بعد أن حققوا النجاح وهل نفس ما قدمه ماريو زاغالوا الأسطورة البرازيلية لاعبا ومدربا فقد فاز لاعبا بكأس العالم عاممى 1958 و 1962 ثم قاد البرازيل مدربا في مونديال 1970 بعد خيبة الأمل في مونديال 1966 لكن زاغالو تعرض للإقصاء بعد فشله في الفوز بكأس العالم عام 1974 عندما اكتفى بالمركز الرابع والغريب أنه عاد ليعمل مساعداً مع كارلوس باريرا في مونديال 1994 الذى حققته البرازيل وفى مونديال 1998 تولى زاغالو المهمة لكن البرازيل خسرت المباراة النهائية (صفر/3) أمام فرنسا فتعرض المدرب للنقد القاسى لأنه لم يضم هداف الفريق الخطير رومايو وفشل في مراقبة زيدان ثم كان زاغالوا مساعداً لبريرا في مونديال 2006 والخسارة أمام فرنسا بالدور ربع النهائي.
وفاز كارلوس باريرا بمونديال 1994 بركلات الترجيح أمام إيطاليا فأصبح بطلا لكن باريرا تعرض للنقد والإقالة بعد مونديال 2006 بعد الخسارة أمام فرنسا بالدور ربع النهائي وفى مونديال 1982 قدم المنتخب البرازيلي كرة رائعة مع تيلى سانتانا في الدور الأول ثم الفوز على الأرجنتين لكن خسارة البرازيل التي كانت تحتاج للتعادل فقط أمام إيطاليا .. أطاحت بسانتانا لقد دفع العديد من المدربين الثمن بسبب الأخطاء التي وقعوا فيها فكلفت البرازيل الخروج من البطولة مبكرا أو خسارة اللقب الذى كان قريبا من البرازيل ففي مونديال 1950 بالبرازيل فشل فلافيو كوستاف التعادل رغم تقدم البرازيل على الأوروجواى في المباراة النهائية لتخسر البرازيل بنتيجة (1/2) وكان نظام البطولة يمنح البرازيل اللقب الأول في تاريخها إذا فازت أو تعادلت مع الأوروجواى وسط أكثر من 200 ألف متفرج برازيلى. وفشل بيمنتا في التأهل للمباراة النهائية لمونديال 1938 بعد أن ترك هدافه الخطير ليونيداس على الدكة لتكتفى البرازيل بالمركز الثالث .
وحققت البرازيل أول ألقابها في المونديال عام 1958 مع فيسنت فيولا الذى قدم مباريات رائعة مع النجوم الأسطورية بيليه وجارنيشيا وديدى وفاخا وزاغالوا وزيتو ثم حققت اللقب الثانى عام 1962 مع إيمورى موريرا بعد رحيل فيولا بسبب المرض لكن فيولا فشل في المحافظة على اللقب في مونديال 1966 بل أن البرازيل خرجت من الدور الأول في مفاجأة صارخة بعد الخسارة أمام المجر والبرتغال
وبعد فشل فيولا في مونديال 1966 جاء الصحفى والمعلق التليفزيونى جوسالدانا سليط اللسان ليفشل في إقامة علاقة جيدة مع اللاعبين ليرحل بسرعة بعد أن تعرض للنقد القاس بسبب كذبه وإدعاء أن بيليه مصاب بلغط في القلب .
لقد فشلت أسماء عظيمة مع منتخب البرازيل مثل دونجا ولازارونى وسانتانا وسالدانا ولوكسينبورج وإيمرسون لياو وباولو فالكاو وماسيد وغيرهم فهل ينجح دوريفال جونيور في تحقيق أمل جماهير السامبا والفوز باللقب السادس في مونديال كأس العالم 2026 ؟
لقد أخطأت بحق تيلي سانتانا عندما قاد ااسحرة قي مونديال اسبانيا 1982. نعم كان يحتاج للتعادل امم ايطاليا باي نتيجة ولكنه خسر اللقاء وخرج من البطولة ولكنك اخطأت بقولك انه تم الاستغناء عنه. كان يجب ان تعلم ان تيلي سانتانا هو المدرب الوحيد في تاريخ اابرازيل الذي لم تتم اقالتة من اتحاد الكرة والدليل انه بعد خروجة من نونديال اسبانيا قاد البرازيل مجددا في مونديال مارادونا في المكسيك.. ورغم خروجه بضربات ترجيح في ثمن النهائي امام فرنسا بلاتيني تلك المباراة التي اعتبرت مدرسة كروية واضاع اساطير الكرة من الغريقين ضربات الترجيح ومع ذلك لم تتم اقابة سانتانا انما هو من اراد الابتعا.د. للعلم سانتانا المدرب الوحيد في تاريخ البرلزيل الذي اراد كل نجوم جيل 82 ان يستمر في تدريب الفريق وتم استقباله مع الفريق استقبال ابطال العالم وهو لم يفز باللقب.
سانتانا المدرب الوحيد الذي قال عنه جيل 82 انه الوحيد الذي جعلهم يشعرون بمتعة كرة القدم
البرازيل منذ عقد من الزمن فريق جد عادي بل ان هناك فرق من محيطها كالاكوادور والارجواي اصبحت تفوز على البرازيل رغم ان الاىجواي سبق وقهرت البىازيل في عقر دارهافي 1950.
البرازيل لاتبحث عن نجوم إنما هي بحاجة لايجاد هوية يستشعرها كل من يرتدي قميص المنتخب داخل مربغدعات الملعب.
كل الاجيال السابقة الفائزة باللقب من البرازيل كانت لديها هوية وضف إلى ذلك إستقرار في التشكيل وقبله في الجهاز الفني والاداري. كان اللاعب البىازيلي يتمنى ارتداء قميص المنتخب يوما ما.. وعندما يرتديه كان يتمنى ان يلعب وعندما بلغب يتمنى ان يسجل وعندما يسجل يتمنى ان يفوز وعندما يفوز يتمنى ان يحرز لقب.
كل هذة المشاعر والمعطيات بمثابة الهوية الضائعة التي تفتقدها الكرة البرازيلية في اللاعب البرازيلي.
المشكلة تكمن في الجهاز الفني الغير مؤمن بقدراتة وقدرات من معه ولكنه قبل المهمة كنوع من الوطنية المعلنة والزهو وفي الاخير يخرجون من الباب الضيق في ستاذ الماركانا اكبر ملاعب العالم.
برازيل 82 كانوا سحرة وامتعوا العالم ولليوم يذكرونهم اكثر من ذكرهم لمجموعة بيلية 70.. ومع ذلك لم يحققوا اللقب ولكن سكنوا قلوب ملايين العشاق من مختلف بقاع الارض باللرازيل.