خارج أسوار الملاعب

زيارة تاريخية من الخطيب لنادي الزمالك

الأهلي فوق الجميع.. أصبح طي الماضي

للمرة الثالثة في 124 عاماً .. لقاء رئيسي قطبي الكرة المصرية

محمد عاصم

**في مصر، 3 أندية رياضية لها ثقل جماهيري، لها أيضاً امتداد خارج مصر.

**النادي الأهلي تأسس في القاهرة 1907، وأفضل ناد في أفريقيا، شعاره “الأهلي فوق الجميع”.

**النادي الزمالك تأسس في القاهرة 1911، ويطلق عليه “مدرسة الفن والهندسة”.

**النادي الإسماعيلي تأسس في مدينة الإسماعيلي 1924، يطلق عليه “برازيل أفريقيا”، نسبة إلى جمال أدائه الفني، وطريقة مهارات لاعبيه الفردية والجماعية، وهو أول فريق عربي ومصري يفوز ببطولة أفريقيا  لكرة القدم عام 1969.

لقاء تاريخي

**شهدت مدينة القاهرة حدثاً تاريخياً، حينما استقبل مجلس إدارة نادي الزمالك في مقره ميت عقبة، مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة محمود الخطيب، لقاء تكرر للمرة الثالثة على مدار 124 عاماً، بين رئيسي الناديين، وكان في 18 فبراير2024، وكان حديث الإعلام الداخلي والخارجي، قوبل بالترّحاب الشديد على الصعيد الشعبي والرسمي.

**السؤال الذي يتردّد في كل مكان، لماذا قام مجلس إدارة نادي الزمالك باستضافة مجلس إدارة النادي الأهلي في هذا التوقيت؟

**لماذا بادر الزمالك بالاستضافة، ولم يَقُم الأهلي بالمبادرة؟

**لماذا تأخر هذا اللقاء سنوات طويلة؟

**كيف تمت الترتيبات بين الأهلي والزمالك لبدء الخطوة، على أن يتلوها استضافة الأهلي أيضاً لمجلس الزمالك؟

كيف كان رد الفعل الرسمي والشعبي بين الجماهير وصنّاع الرأي العام داخل مصر؟

**هل تمّ استخدام سياسة (العصا والجزرة) لتحقيق هذه المصالحة بين قطبي الكرة المصرية؟، لأن الخروج عن النص يَعني استخدام العصا، والرضا بالنص يعني مكافأة الجزرة، وهي نظرية الثواب والعقاب بشكل آخر.

العصا والجزرة

**اللقاء الذي استضافه نادي الزمالك في عقر داره مع مجلس الأهلي في 18 فبراير 2024، هو الثالث على مدار تاريخي الناديين، كان الأول في منتصف السبعينات بين الفريق كامل مرتجي رئيس الأهلي، مع المهندس حلمي زامورا رئيس الزمالك حينئذ، ثم تكرر اللقاء الثاني بين رئيسي الناديين، كل من صالح سليم رئيس الأهلي مع حلمي زامورا، وكانا اللقاءين في مدرجات الملاعب، وفي مقابلة تليفزيونية مشتركة، وإدارة اللقاء المذيعة نجوى إبراهيم.

**يُمكن القول إنه تم استخدام العصا والجزرة لتقارب رئيسي الناديين، خاصة في ظل ظروف التعصب الرياضي، وهي سياسة الترغيب والترهيب، بعد فترة طويلة، كان العداء بين رئيسي الناديين، لأن الشَحن الجماهيري يؤدي إلى العنف والتطرف والشحن السلبي والعداء والتوتر، وكلنا نتذكر العنف الجماهيري في المدرجات، الذي أدى إلى “تقنين وتقليل التواجد الجماهيري”، واشتراط الموافقة الأمنية للحضور الجماهيري في أي مباراة للفريقين.

**في النادي الأهلي كان شعاره “الأهلي فوق الجميع”، ظلّ هذا الشعار فترة طويلة، وهو يعني أن مصلحة الأهلي فوق مصلحة أعضائه ومحبيه، لكنه كان شعاراً غير مرغوب فيه، لأن مصلحة مصر فوق الجميع، ومن هنا رأينا اختفاء هذا الشعار نهائياً من الملاعب، وأدرك الأهلي الرسالة بالعصا، وتمّ إخفاء هذا الشعار الرياضي، وهي العصا التي كانت إشارة إلى الجزرة، حتى تستقيم الأمور، ويتمّ تذليل الطريق أمام مجلس الأهلي في الدورات القادمة، واستجاب الأهلي للرسالة، وقام بتلبية دعوة الزمالك وزيارته.

**في الزمالك، كان لسان حاله في توتر مع الخطيب رئيس الأهلي، ووصل التراشق اللفظي، حتى وصل إلى المحاكم، وفي سابقة تعد الأولى من نوعها، قام الخطيب برفع دعوى ضده من رئيس الزمالك “سبّ وقذف”، تم فيها السجن والغرامة لرئيس نادي الزمالك، ومع امتداد الأحكام القضائية من حكم إلى آخر، كانت الرسالة بإبعاد رئيس الزمالك أكثر من مرة، لكنه كان يعود بالحكم القضائي، حتى استجاب رئيس الزمالك للرسالة، وانسحب من المشهد؛ لأنه يُدرك ما يدور خلف الكواليس.

**حسين لبيب رئيس الزمالك الحالي، كان قد تولّى رئاسة اللجنة المؤقتة لإدارة نادي الزمالك في 1921، بعد حل مجلس الزمالك حينئذ، وكانت الخطوة الأولى له في ظهوره على المشهد داخل النادي، وحين الانتخابات كان في منتهى الذكاء، لم يتناول ما حدث داخل النادي، وكان طي الكتمان، وجمع أقطاب الزمالك في ندوات داخل النادي قبل الانتخابات، ومنهم الدكتور كمال درويش رئيس الزمالك الأسبق، الذي تحدث في ندوة ودعا أنصاره إلى الوقوف مع مجلس حسين لبيب.

**لبيب رئيس الزمالك فهم “رسالة العصا”، ويحرص على الهدوء الجماهيري، وعدم التراشق أو الاحتقان بين جماهير الأهلي، ومن هنا يحصد ثمار “الجزرة”، والرضا داخل  قرار الدولة الرسمي.

**أما مسألة التوقيت: هناك حالة من الغضب في الشارع الرياضي بعد خروج المنتخب المصري من بطولة أمم أفريقيا الأخيرة مبكراً، وكان لا بد من إزالة الاحتقان الجماهيري، وجاء اللقاء المشترك بين مجلسي الأهلي والزمالك ليرسل الأمل في طي صفحة الماضي واستنفار الهمم لإحياء الأمجاد الكروية.

** سياسة العصا والجزرة لها مفعول الترغيب أم الترهيب؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى