مقالات

جريمة في الدوري التركي

حسن المستكاوي

** الحكم هو الشخص الوحيد في الملعب الذي لا يمكن أبداً في لحظة اتخاذ القرار أن يقول: لا أعرف.. أو أرجوكم انتظروا دعوني أفكر!

** أكيد أخطاء الحكام جزء من لعبة كرة القدم، وكل أخطاء الحكام لا تعني أبداً قبول ما جرى في الدوري التركي، أو في غيره من المسابقات..

** كان المشهد مؤلماً لمحبي كرة القدم. تقدم فاروق كوكا رئيس نادي أنقرة جوجو إلى حكم مباراة فريقه خليل ميلير، ووجه إليه لكمة قوية بقبضة يده أسقطت الحكم أرضاً وأصابته، وكان ذلك بعد انتهاء مباراة أنقرة جوجو مع فريق تشايكور ريزا سبور بالتعادل 1/1 ضمن مباريات الأسبوع الـ 15 من الدوري التركي. وحركت لكمة رئيس النادي مشاهد الفوضى في الملعب وبين المسؤولين واللاعبين والإداريين، وتم نقل ميلير بعد تلك الواقعة للمستشفى لتلقي العلاج ووضع رئيس النادي تحت الحراسة.

** والأمر الجيد في تلك الدراما السوداء أنه بعد الواقعة مباشرة دون انتظار لجان وتحقيق لمشهد مشهود على الهواء قرر اتحاد كرة القدم في تركيا تعليق جميع مباريات الدوري، والواقع أنّ ذلك القرار السريع جاء بعد إدانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لسلوك رئيس أنقرة، وقال في بيان له: «أدين الهجوم على الحكم خليل ميلير، وأتمنى له الشفاء العاجل». وأضاف «الرياضة تعني السلام والأخوة. الرياضة لا تتوافق مع العنف. لن نسمح أبداً بحدوث أعمال عنف في الرياضة التركية». وقد كان أردوغان لاعباً وممارساً سابقاً لكرة القدم بالمناسبة.

** لماذا اعتدى رئيس أنقرة جوجو على الحكم؟

** كان خليل ميلير طرد لاعباً من كل فريق خلال اللقاء، الذي شهد تقدم أنقرة جوجو 1 / صفر، قبل أن يدرك ريزا سبور التعادل في الدقيقة السابعة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع للشوط الثاني. ولعل هذا الوقت الضائع كان وراء غضب رئيس أنقرة، مع أن قواعد الفيفا وكرة القدم تفرض احتساب الوقت الفعلي الضائع، بعد أن زادت مظاهر إهدار الوقت وإيقاف اللعب من جانب الكثير من الفرق التي تتقدم أثناء المباراة..

** اتحاد الكرة التركي أصدر بياناً شديد اللهجة أدان فيه سلوك رئيس أنقرة جوجو، ووصف هجومه على الحكم بأنه هجوم دنيء من نتائج الثقافة السامة المستمرة منذ سنوات تجاه الحكام، والتي عزّزها العديد من اللاعبين ومسؤولي الأندية.

** القصة لم تنتهِ عند إدانة رئيس تركيا لسلوك رئيس أنقرة جوجو ولا ببيان اتحاد كرة القدم، فعلى الفور تقرر بدء تنفيذ الإجراءات الجنائية اللازمة ضد المسؤولين والمحرّضين على هذا الهجوم الإنساني. وبالفعل ألقت السلطات التركية، القبض على فاروق كوكا، رئيس نادي أنقرة جوجو واثنين آخرين.

** أدان نادي ريزا سبور واقعة الاعتداء، وتمنى لميلير الشفاء العاجل، ومن جانبه، اعتذر نادي أنقرة جوجو عن ارتكاب رئيسه تلك الواقعة، وأصدر بياناً جاء فيه «نشعر بالحزن بسبب الحادث الذي وقع. نعتذر لجمهور كرة القدم التركي والمجتمع الرياضي بأكمله عن الحادث المحزن الذي وقع بعد مباراة تشايكور ريزا سبور في ملعب إريامان».

** رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، أدان الحادث أيضاً، حيث قال لا يوجد مكان على الإطلاق للعنف في كرة القدم، سواء داخل الملعب وخارجه والأحداث التي وقعت في أنقرة «غير مقبولة على الإطلاق وليس لها مكان في رياضتنا أو مجتمعنا».

** يعد ميلير 37 عاماً أحد أبرز الحكام فى أوروبا، حيث تم إدراجه بقائمة النخبة في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، سبق له إدارة عدد من المباريات ببطولة الدوري الأوروبي، كما أدار مباراة ويستهام يونايتد الإنجليزي ضد ألكمار الهولندي في ذهاب قبل نهائي بطولة دوري المؤتمر الموسم الماضي.

** ما جرى كان جريمة في الدوري التركي..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى