عربية

اتحاد جدة والأهلي المصري.. من يحقق الحلم العربي في مونديال الأندية؟

تنتظر جماهير كرة القدم انطلاق بطولة كأس العالم للأندية في المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 12 إلى 22 ديسمبر الجاري، وتقام البطولة بمشاركة 7 أندية. وخلال النسخ السابقة تمكنت الأندية العربية من حصد 7 ميداليات، ما بين فضية وبرونزية، علما بأن مشاركاتها في البطولة بدأت عام 2000 عن طريق النصر السعودي والرجاء المغربي. ويستعد نادي الاتحاد السعودي للمشاركة في البطولة للمرة الثانية في تاريخه.

** تستضيف السعودية منافسات كأس العالم للأندية، للمرة الأولى في تاريخها، وتسعى لتحقيق نجاح استثنائي على مستوى التنظيم، إضافة إلى نجاح آخر على الصعيد الرياضي. ويمثل اتحاد جدة البلد المضيف في هذه البطولة، باعتباره حامل لقب الدوري السعودي، حيث سيخوض المباراة الافتتاحية أمام أوكلاند النيوزيلندي، بعد غد الثلاثاء، على أمل الانتقال إلى ربع النهائي.

وسبق لاتحاد جدة أن شارك مرة وحيدة في كأس العالم للأندية، عندما حل في المركز الرابع بنسخة 2005 التي أقيمت في اليابان. ويتطلع ممثل الكرة السعودية إلى تجنب مصير ممثلي قطر في المونديال، حيث تعد الأخيرة الدولة الوحيدة التي فشل ممثلوها في بلوغ النهائي خلال استضافتها البطولة العالمية. وتاريخيا استضافت 5 دول منافسات كأس العالم للأندية، فقد احتضنت البرازيل البطولة في نسختها الأولى، عام 2000.

وآنذاك فاز كورينثيانز باللقب، بتغلبه على مواطنه فاسكو دا غاما بركلات الترجيح 4 – 3، بعد انتهاء الزمنين الأصلي والإضافي بالتعادل 0-0. أما اليابان فتحمل الرقم القياسي في عدد مرات استضافة البطولة (8 مرات)، بيد أن فريقا يابانيا وحيدا صعد إلى المباراة النهائية في هذه البطولات، وهو كاشيما أنتلرز الذي خسر النهائي بصعوبة بالغة أمام ريال مدريد بعد التمديد بنتيجة 4 – 2 في عام 2016. ومن جانبها استضافت الإمارات كأس العالم للأندية 5 مرات، وكتب العين تاريخا مشرفا للكرة الإماراتية، عندما بلغ المباراة النهائية في عام 2018، قبل أن يخسر أمام ريال مدريد أيضا 4 – 1.

وأقيمت البطولة في المغرب 3 مرات، ونجح الرجاء في بلوغ النهائي، لكنه عجز عن مجاراة بايرن ميونخ الذي انتصر 2 – 0. في المقابل استضافت قطر المونديال مرتين، دون أن ينجح أي فريق منها في التأهل إلى المباراة النهائية. فقد خسر السد في ربع نهائي نسخة 2019 أمام مونتيري المكسيكي 2 – 3، كما وصل الدحيل إلى الدور ذاته في نسخة 2020، قبل الهزيمة أمام الأهلي المصري 1 – 0.

وستشارك 7 أندية في كأس العالم للأندية 2023، وهي مانشستر سيتي الإنجليزي بطل دوري أبطال أوروبا، وفلومينينسي البرازيلي بطل كوبا ليبرتادوريس، والأهلي المصري بطل دوري أبطال أفريقيا، وكلوب ليون المكسيكي بطل الكونكاكاف، وأوراوا ريد دياموندز الياباني بطل دوري أبطال آسيا، وأوكلاند سيتي النيوزيلندي بطل أوقيانوسيا، والاتحاد السعودي بطل الدوري السعودي.

نقاط القوة

خلال مشاركته الأولى في نسخة 2005 تمكن “العميد” من الفوز على الأهلي المصري 1 – 0 في الدور التمهيدي، ليخرج بعدها في نصف النهائي على يد ساو باولو البرازيلي بطل كأس ليبرتادوريس بنتيجة 3 – 2، وفي مباراة تحديد أصحاب المركزين الثاني والثالث خسر الفريق السعودي 3 – 2 أمام فريق ديبورتيفو سابريسا الكوستاريكي بطل الكونكاكاف، ليحتل بذلك الاتحاد المركز الرابع.

وأهم نقاط القوة التي سيعول عليها نادي الاتحاد السعودي لتقديم مشوار مميز في كأس العالم للأندية هي الخبرة الموجودة لبعض نجومه في هذه المسابقة، بالإضافة إلى خبرة مدربه الأرجنتيني مارسيلو غاياردو في “الموندياليتو”.

ويعول “العميد” على خبرة نجومه في هذه المسابقة من أجل الذهاب بعيدا في المسابقة وتحقيق نتيجة أفضل من المركز الرابع الذي تحصل عليه في نسخة 2005. ويملك “النمور” في صفوفهم نجما كبيرا بقيمة الفرنسي كريم بنزيمة الذي فاز بمونديال الأندية 5 مرات مع ناديه السابق ريال مدريد الإسباني، ويحوز “الحكومة” على أرقام تهديفية جيدة في مونديال الأندية بتسجيله 4 أهداف في 9 لقاءات.

وإلى جانب بنزيمة تتضمن تشكيلة الاتحاد اسم البرازيلي فابينيو الذي خاض “الموندياليتو” عام 2019، وتُوّج بلقبه مع ناديه السابق ليفربول الإنجليزي، وهو الأمر ذاته مع الفرنسي نغولو كانتي المتوج باللقب عام 2021 مع فريقه السابق تشيلسي الإنجليزي.

وبين الخشبات الثلاث يضم الهلال حارسا صاحب خبرة واسعة وكبيرة، هو عبدالله المعيوف (36 عاما) الذي سبق له خوض كأس العالم للأندية مرتين مع ناديه السابق الهلال السعودي. لذلك ستكون خبرة هؤلاء اللاعبين أملا حقيقيّا لمشجعي الاتحاد من أجل تحقيق نتائج جيدة في كأس العالم للأندية 2023، والذهاب إلى أبعد نقطة في مجرياتها، ولم لا الفوز باللقب؟ باستغلال عاملي الأرض والجمهور.

ويملك الاتحاد تشكيلة قوية في الخطوط الثلاثة يمكنها تقديم مستويات راقية في كأس العالم للأندية، والبداية بمباراة الدور الأول أمام نادي أوكلاند سيتي التي يتحتم على “النمور” الفوز بها للعبور إلى الدور الثاني. وأعلن “العميد” الأربعاء قائمة تضم 23 لاعبا سيمثلون قميصه في مونديال الأندية، ومن بينهم 10 لاعبين أجانب، أبرزهم كريم بنزيمة ونغولو كانتي وفابينيو والبرتغالي جوتا والمغربي عبدالرزاق حمدالله والمصري أحمد حجازي.

ولدى المدرب الأرجنتيني مارسيلو غاياردو العديد من الخيارات التي يمكنه الاعتماد عليها في “الموندياليتو” بداية من حراسة المرمى التي تضم البرازيلي مارسيلو غروهي والسعودي عبدالله المعيوف، ومرورا بخط الدفاع بوجود أسماء مثل حجازي والإيطالي لويز فيليبي والسعوديين حسن كادش وأحمد بامسعود. وفي خط الوسط يمنح الثنائي فابينيو وكانتي التوازن لـ”العميد”، ويضاف إليهما البرازيلي إيغور كورنادو، أمّا خط الهجوم فهو بمثابة القوة الضاربة للاتحاد بوجود أسماء ثقيلة أمثال بنزيمة وحمدالله وجوتا والبرازيلي رومارينيو القادرين على زعزعة أي دفاع. بالإضافة إلى امتلاكه لاعبين ذوي خبرات في المسابقة، يحوز نادي الاتحاد على المدرب مارسيلو غاياردو المتمرس في مسابقة كأس العالم للأندية بعدما قاد ناديه السابق ريفر بليت الأرجنتيني إلى المشاركة مرتين في هذه البطولة. وقاد غاياردو أو “نابليون” -مثلما يُلقَّب- نادي ريفر بليت إلى الحصول على المركز الثاني في نسخة 2015 بعد خسارته النهائي أمام برشلونة الإسباني، فيما نال غاياردو مع الريفر المرتبة الثالثة في نسخة 2018 بعد التغلب على كاشيما أنتلرز الياباني في المباراة الترتيبية.

ويتجلى من خلال كل هذه البراهين أن نادي الاتحاد يملك كل المعطيات والوسائل التي تسمح له بتقديم نسخة مونديالية استثنائية، من لاعبين أصحاب خبرة إلى تشكيلة قوية ومدرب محنك يُحسِن إدارة الأمور في مسابقة مثل كأس العالم للأندية.

سجل تاريخي

قال إيغور كورنادو، لاعب اتحاد جدة، “إن الأخطاء تسببت في خسارة الفريق أمام ضمك”. وأضاف كورنادو في تصريحات عقب نهاية اللقاء أن على فريقه نسيان تلك الخسارة والاستعداد لمونديال الأندية. ووعد كورنادو جماهير الفريق بالظهور بأفضل شكل ممكن في البطولة. من جانبه قال عمر هوساوي، مدافع الاتحاد، إنه يلتمس العذر من الجماهير بشأن عدم رضاها عن نتائج الفريق هذا الموسم، لافتًا إلى أن الاتحاد واجه العديد من الظروف الصعبة لاسيما على مستوى الإصابات.

أضاف هوساوي أن الإصابات جزء من كرة القدم، لكن الأمر أصعب في الفريق خاصة وأن الاتحاد لم يخض هذا الموسم أي مباراة بكامل نجومه. وأكد أن الاتحاد ستكون أمامه فرصة لتمثيل الكرة السعودية في مونديال الأندية، معربًا عن أمله في الظهور بمستوى يرضي الجماهير خلال البطولة. ويحتل الاتحاد المركز الرابع في الدوري السعودي برصيد 28 نقطة، وسيواجه أوكلاند سيتي النيوزيلندي في افتتاح مونديال الأندية يوم الثلاثاء المقبل.

وكانت الميدالية الأولى من نصيب الأهلي المصري عام 2006، حيث حصد بطل أفريقيا آنذاك الميدالية البرونزية، بعدما حل ثالثا خلف إنترناسيونال البطل وبرشلونة الوصيف. وحصد السد القطري الميدالية الثانية للعرب في مونديال الأندية عام 2011، حيث حقق الميدالية البرونزية أيضا بعد تتويج برشلونة بالميدالية الذهبية وسانتوس بالفضية.

ويعتبر الرجاء المغربي صاحب أهم وأكبر إنجاز عربي في مونديال الأندية، بعدما حقق فضية البطولة عام 2013، إثر خسارة المباراة النهائية أمام بايرن ميونخ. وعقب 5 سنوات عاد العين الإماراتي ليكرر إنجاز الرجاء ويضيف ميدالية رابعة إلى العرب في مونديال الأندية، بعد أن توج بفضية نسخة 2018، عقب خسارة النهائي أمام ريال مدريد.

وفي عام 2020 نجح الأهلي من جديد في تكرار ما حققه عام 2006، حيث حصد الميدالية البرونزية في البطولة التي أقيمت في قطر، بعد بايرن ميونخ البطل وتيجريس أونال الوصيف. وحقق الأهلي الميدالية الثالثة في تاريخ مشاركاته بالبطولة في العام التالي مباشرة 2021 بالإمارات، وكانت برونزية أيضا، حيث حل ثالثا بعد تشيلسي البطل وبالميراس الوصيف.

في عام 2022 بالمغرب تمكن الهلال السعودي من تحقيق الميدالية الفضية الثالثة للعرب في تاريخ مونديال الأندية، إثر الخسارة أمام ريال مدريد في المباراة النهائية. وبعد أيام قليلة ستنطلق نسخة 2023، وسيخوض الاتحاد مواجهة محتملة أمام الأهلي، حال تخطيه عقبة أوكلاند سيتي، فهل نرى الميدالية الذهبية لأول مرة على صدر العرب؟

وتُعد بطولة كأس العالم للأندية تكريما للفرق على تحقيقها لبطولاتها القارية، وفرصة لالتقاء الشرق بالغرب، والاستفادة من المدارس الكروية المختلفة. وزادت شعبية مونديال الأندية في السنوات الأخيرة خاصة في وطننا العربي، وذلك مع تطور كرة القدم كثيرا لاسيما في الخليج العربي، والنتائج الباهرة التي أحدثتها الفرق العربية في المسابقة.

هذا بجانب احتكاك كبار الفرق من المحيط إلى الخليج بالمدارس المختلفة، ومواجهتها لبعضها البعض، ما زاد من شعبية كأس العالم للأندية واستضافة بلدان عربية لعدة نسخ لها من قبل، وهي قطر والإمارات والمغرب. وعادة ما يبدأ تساؤل المتابع العربي لكرة القدم عن مونديال الأندية مع انتهاء بطولات دوري الأبطال في القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا، حيث يترقب الموعد المقبل لمواجهة يتمنى أن تكون قوية بين أحد الفرق العربية وأحد الفرق الأوروبية، أو حتى مواجهة عربية خالصة، لا تخلو من المتعة بلا شك.

تعثر مرعب

لم تنجح الأندية المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية في الظهور بشكل مميز قبل خوض غمار منافسات المونديال التي ستقام في مدينة جدة خلال الفترة من 12 إلى 22 ديسمبر الجاري. وخسر مانشستر سيتي بطل أوروبا مباراته الأخيرة أمام أستون فيلا 0 – 1، ضمن منافسات الجولة 15 من الدوري الإنجليزي.

وتكبد بطل آسيا، أوراوا ريد دايموندز الياباني، الخسارة أمام هانوي الفيتنامي 2 – 1، ليودع منافسات دوري أبطال آسيا من دور المجموعات. وسقط أوكلاند سيتي النيوزيلندي، بطل أوقيانوسيا، في فخ الهزيمة أمام ويلينغتون بنتيجة 2 – 3 في كأس نيوزيلندا. ولم يكن فلومينينسي بأفضل حال من بقية الأندية المشاركة في المونديال، حيث خسر في منافسات الدوري البرازيلي أمام غريميو 2-3. وتعرض بطل أميركا الشمالية كلوب ليون للهزيمة أمام كلوب أميركا 0-2 في منافسات الدوي المكسيكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى