خيبة أمل كبيرة تلاحق كرة اليد السورية!

إبعاد لافت للخبرات والكوادر الرياضية!
نظام دوري التجمّعات أفقد اللعبة جماهيريتها!
المطلوب رصد المبالغ المالية للإقلاع بواقعها السيء!
كتب ــ عبد الكريم البليخ
خيبة أمل كبيرة تلك التي ترافق كرة اليد السورية التي تعاني أزّمة مالية خانقة، فضلاً عن التراجع المرعب الذي تعانيه نتيجة غياب التخطيط والإدارة التي تهيمن على سلطة القرار.. وعدم الاهتمام من المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، المعني بالرياضة في سوريا، والذي لم يَعُد يهتم باللعبة لا سيما أنّها لعبة جماعية، وسبق أن كان لها حضورها على الساحة الرياضية، ورغم ذلك حققت نتائج لم ترقَ إلى قيمة ومكانة اليد السورية التي حصدت في سابق عهدها نتائج مفرحة، ناهيك بالمكانة التي حظيت بها، وكانت تنافس بجدارة على البطولات العربية وحصد النتائج المفرحة، أما اليوم فإن اللعبة تعيش في سبات لافت، واحتضار مقيت!، والسبب هو غياب جمهورها الذي طالما يواكب نشاطها، وخاصة بالنسبة للمحافظات الشرقية والشمالية الشرقية، ناهيك بالمنشآت الخاصة بها، والمقرات التي تتبع لتلك الأندية التي تمارس اللعبة.

منتخب شباب سوريا
ما آل إليه الواقع الحالي للعبة، ينذر بواقع غير صحّي، والذريعة التي طالما يرفعها المعنيون في اتحاد اللعبة أنَّ المشكلة تتركز في غياب السيولة المالية، وإهمال الخبرات والرمي بهم بعيداً، وعدم الأخذ بآرائهم واستبعادهم كلياً من أي نشاط يَرقى باللعبة، والضرورة، كما يؤكدون ضرورة تخصيص الاتحاد بموازنة خاصة به بعيداً عن المنظمة الرياضية التي لا يعنيها الاهتمام باللعبة ولا بغيرها، ولا حتى بالكوادر التي اضطرتها ظروفها عن ممارسة اللعبة، لا سيما أنَّ اللعبة وبرامجها وأنشطتها وفعالياتها محصورة بشخص رئيس اتحاد اللعبة!.

كرة اليد السورية في عصرها الذهبي
وإذا ما وقفنا عند كثير من المعاناة التي تعاني وصارت حديث الرياضة السورية، هو التراجع اللافت الذي أصاب أسرتها، والتي لم تعد ترغب في ممارستها، أو حتى الالتفات إليها، وإلى أي نشاط يعنيها، والاكتفاء بدوري التجمّع لفرق الرجال في الدوري الذي يتألف من ستة أندية من أصل 400 ناد يمارس الرياضة في القطر بعيداً عن المشاركة بأي نشاط، في حين، وكما نوّهنا، أنَّ اللعبة كانت لها مكانتها بعد كرتي القدم والسلة، إلّا أنَّ بريقها أفل بسبب التسلط الذي تعانيه والذي يمارس من قبل القائمين عليها؛ مما أسهم في إبعاد الكثير من الخبرات عن إطارها واقتصار المشاركات على أندية بعينها لها تاريخها في هذا المحفل.

علي صليبي رئيس اتحاد اللعبة الحالي
سنتوقف عند ما سبق أن ورد من آراء مختلفة على ألسنة الكثيرين، تفاوتت في المحتوى والطرح، وبعضها نتفق تماماً في طرحه وما أشارت إليه الخبرات التي أدلت بدلوها.
أسماء كبيرة رسمت واقع لعبة كرة اليد السورية وتاريخها وأسماء لاعبيها الذين ما زالوا، في حال ما ذكروا، فإنهم ينعشون الذاكرة، ويغذّونها بعطاءاتهم وإنجازاتهم في ماضيها العريق، وظهور نجوم كثر أشرقت ساحات ملاعب كرة اليد بحضورهم، وفي استعراض للنتائج التي حققتها كرة اليد السورية، فإنها تظل لافتة للنظر طوال مسيرتها الماضية، إلّا أن اللعبة أفل بريقها تماماً، والكل يرمي أسباب ذلك إلى الواقع الاقتصادي والهزال الذي أصابها في الصميم!.
في “مجلة الصقر” الإلكترونية وجهنا عديداً من التساؤلات في الملف الذي نضعه بين يدي القارئ الذي، ومن بين الخبرات السورية توقفنا مع مدربين وحكام وإداريين ومسؤولين، وشارك فيه كل من علي صليبي رئيس اتحاد كرة اليد، والذي سبق له أن شغل رئاسة اتحاد اللعبة في أكثر من مرّة، وآخرها منذ نحو ثلاث سنوات، وهو من الخبرات التي لها مكانتها لكل من لعب كرة اليد، كما شارك في الملف محمد علي غازي رئيس اتحاد كرة اليد السابق للعبة الذي سبق له أن شغل رئيساً لاتحاد كرة اليد في عام 2021.. وهو عضو لجنة التدريب والأساليب في الاتحاد الآسيوي، وسبق أن أشرف على تدريب منتخب سورية للناشئين الذي شارك في بطولة كأس آسيا التي أقيمت في البحرين عام 2012، وحاصل على شهادة التدريب من الاتحاد الدولي المستوى A في عام 2011. إضافة إلى المدرب الخبير حسن أبي الفضل الذي يُعد من المخضرمين الذين أعطوا للعبة الكثير، وهو خريج معهد لايبزيغ في ألمانيا، وشغل رئيساً لاتحاد الرياضي في السويداء، ومن المدربين النخبة للعبة في سورية، ورئيس لجنة المدربين في دولة قطر، وسبق له أن أشرف على تأسيس وتطوير اللعبة في كل من ناديي الريان، الذي حصل معه على 48 لقباً، بالإضافة إلى نادي قطر الذي حصل معه على 16 لقباً.
خبرات متعددة الأوجه
ومن بين المشاركين:
ـ عبد الله الجاسم الحاج: لاعب ومدرب، وخبرة رياضية سبق أن أشرف على تدريب نادي الريان، وفرق عربية كثيرة.
ـ محمود عبد الكريم: لاعب دولي ومدرب وطني.
ـ فهد الوكيل: لاعب دولي سابق، ومن خبراء اللعبة المشهود لهم بالتميز.
ـ عصام دهمش: دبلوم تربية رياضية جامعة دمشق، لاعب منتخب سوريا، ومدرب نادي الجيش والمنتخب العسكري، كما أشرف على تدريب المنتخب الوطني للرجال.
ـ عصام مشرف: لاعب دولي سابق، وهو خريج معهد لايبزغ الألماني، وحكم دولي، فضلاً عن أنه عمل محاضراً معتمداً للعبة، وعضو الاتحاد السوري بكرة اليد لأكثر من عشر سنوات، كما شغل إداري لمنتخب سوريا الوطني للرجال والشباب.
ـ حسني عبود: حكم دولي، ومدرب درجة أولى بكرة اليد، وعضو المجلس المركزي للاتحاد الرياضي العام لأكثر من عشرين عاماً، كما شغل رئيساً للاتحاد الرياضي في الرّقة لمدة ١٦ سنة، ورئيس نادي الفرات من عام 1981 ولغاية ٢٠٠٦.
ـ عبد الستار ديواني: لاعب منتخب وطني، ومدرب وطني للرجال والسيدات. خريج معهد لايبزيغ بألمانيا أمين سرّ اتحاد اللعبة لعدة سنوات، ورئيس لجنة المدربين والحكام في اتحاد كرة اليد لعدة سنوات. كما شغل مدير تنفيذي في اتحاد اللعبة، وعضو لجنة تنفيذية بدير الزور للاتحاد الرياضي لأكثر من عشر سنوات.
ـ وليد الحافظ: لاعب سابق بكرة اليد، وعضو لجنة الحكام الرئيسية في اتحاد اللعبة.
ـ عارف فاتح: لاعب دولي سابق، وسبق أن شارك في العديد من الدورات التدريبية على مستوى عربي وإقليمي ودولي، وأشرف على تدريب فريق الرجال في نادي رأس الخيمة، ونادى الشعب في الشارقة، كما أشرف على تدريب فرق الشباب والناشئين في نادي شباب دبي، ونادي شباب الأهلي بدبي، ناهيك بالإشراف على تدريب نادي الوصل الإماراتي.
ـ حسين هلال، من الصحافيين والإداريين المتميزين.
“الصقر” تابعت بادرة بسؤال المعنيين عن ماهية موقع كرة اليد السورية اليوم على الساحة قياساً بالمنتخبات العربية؟.
توقفنا عند إجابة السيد فهد الوكيل الذي شرح لنا الواقع الحالي وبكل تجرد، فقال:

فهد الوكيل
دخلت كرة اليد إلى سورية من قبل مجموعة من المدرسين المصريين في عام 1959، وكانوا مقيمين في درعا، وسبق لهم أن لعبوا كرة اليد، وتعلمت الناس منهم. والقصة الثانية هي إيفاد مفتشون مهتمون بالرياضة من محافظات القطر إلى مصر وتحديداً بورسعيد واتباع دورات بكرة اليد ثم عادوا، وتم نشر اللعبة في المحافظات السورية. أذكر منهم طاهر داغستاني، حسين دهمش، صلاح قواف، طيب صفوة، توفيق مسالمة، فايز عداس، و سعيد نحلاوي، وتم نشر اللعبة على مستوى المحافظات، وعلى إثرها تم تشكيل أول اتحاد سوري لكرة اليد في عام 1963 برئاسة اللواء دانيال شكبازوف وفايز عداس، ومدير إطفائية دمشق.
وفي حينها تم تشكيل أول منتخب سوريا، وكان من المفروض أن يشارك في بطولة بمصر، ولكن ألغيت الرحلة، وكانت البعثة مؤلفة من رضا أصفهاني رئيساً، محمد خير بارودي إدارياً، ياسر نحلاوي مسؤول مالي، حسين دهمش مدرباً، والحكام فايز عداس ووليد الفقير، واللاعبون محمد خير خباز، إحسان صوان، أحمد عربشة، والحارس فهر ريس، وزياد عبدالباقي، فاروق طهاوي، هشام الشرع، فايز بجبوج، أحمد شعيب، عبدالله دباليز، غسان بيرقدار، كمال قسيس، وفؤاد خلف داوود، سلمان يوسف، زنداني مازن، زفري أنس ترعاني، نبيل مصري، وبشار مالح.
الدوري في سوريا بدأ في سبعينيات القرن الماضي، وكان فريق الشرطة مسيطراً عليه تماماً بعد إلغاء نادي الغوطة للعبة كرة اليد، وكان يضمّ لاعبين على مستوى أمثال: حمد النعمان، سليم دعاس، إحسان صوان، ماجد مولوي، أحمد عربشة، وفواز داوودي، ولكن اندثرت اللعبة فيما انتقلت اللعبة إلى نادي الشرطة والتي ضمّت مجموعة نارية، أمثال: وليد الآغا، محمد استانبولي، أحمد عربشة، نبيل هارون، وبقي فريق الشرطة محافظاً على بطولة الدوري حتى عام 1979.
1979 -1980 استطاع نادي النواعير الحصول على بطولة الدوري، بعد تنافس مثير مع الطليعة ليفوز بالذهاب 11-10 ويتعادل بالإياب 11-11 وبعدها تابع الجماهير الاستحقاق لغاية عام 1987 حيث كانت آخر بطولة يحققها بعد دراما كانت بينه وبين فريق الجيش، وانتهت بتغلب الطليعة على الجيش، ويثبت الجماهير بطل الدوري.
ولو رجعنا قليلاً إلى الوراء وتذكرنا لاعبين مروا بتاريخ اللعبة، ونبدأ من مدينة دير الزور حيث قدمت لاعبين على مستوى عال جداً أمثال: خطاب الحسن، نبيل الحسن، المدرب حسين دهمش، ولاعبين أمثال: عصام مشرف، عماد جراد، زهير حميري، مروان الحسين، وغيرهم، ليأتي جيل التسعينيات أمثال: النميري شيخ موسى، أيمن سفان وغيرهم، ومروراً بالرقة الحبيبة، ولا ننسى اللاعب الفذ خلف الزوّاد، والمرحوم أحمد شعيب، والأخوة مهدي وهاني وأيوب وفؤاد أبو الهدى، جمال حداد، والمرحوم صلاح فرواتي، واللاعب الخبرة عبود شعيب، تمام السيد أحمد، والحارس الكبير عبدالله الجاسم، والمرحوم مطر العلي، والنجم محمود عبدالكريم، وأكيد القامات الرياضية أمثال: حسني عبود، والمرحوم عبدالواحد دعدوع، والحكم الدولي وليد حافظ، والأسماء كبيرة وكثيرة، لتأتي بعدها حلب التي أنجبت لاعبين كبار أمثال: فوزي محمد، والحارس سلحدار، طلال ناصر آغا أسامة لطوف، جهاد لطوف، والمرحوم إسماعيل زيتوني، وفي مدينة اللاذقية نادي (حطين) حالياً حيث كان النادي يعتبر مدرسة في كرة اليد في تلك الفترة الزمنية التي بدأت بها اللعبة وخاصة بفضل وجود القادة الرياضيين والمدربين الكبار في تلك الفترة مثال: المرحوم الأستاذ مروان الريس، الذي حمل على عاتقه بناء هذه اللعبة. وأسس مجموعة ولا أجمل أحرزت بطولة أول دوري في سوريا، ونجوم تلك المرحلة عارف فاتح، قيس قيراطة، عبدالله دباليز، سعيد حنونة، غسان وبسام بيرقدار، وغيرهم من اللاعبين.
ولا بد من أن نذكر اللاعب أحمد شريتح، مصطفى وكيل، وغيرهم ولكن للأسف انتهت اللعبة بعد حصولهم على بطولة دوري عام 1975.
وفي مدينة درعا التي تعتبر من أهم المحافظات التي لعبت كرة اليد، وبدأت على يد توفيق مسالمة، والكبير فايز بجبوج، ولا ننسى تاريخها واللاعبين أمثال: أنس ترعاني، منذر محاميد، زيكار مسالمة، والحارس عدنان جبر، والنجم راتب حريري، وغيرهم.
لنطوي صفحة المحافظات بمدينة حماة حيث تم إدخال اللعبة من المرحوم طاهر داغستاني، وكان الجيل الأول فهر ريس، زياد عبد الباقي، عبد الكريم طلاع، حكم علواني، عبد المحسن بيطار، إضافة إلى بعض النجوم التي ظهرت في بداية الثمانينات أمثال: الحارس فهد الوكيل، تمام علواني، فيصل هبيان، حاتم سراقبي، وغيرهم لننهي حديثناً بلاعبي مدينة حمص التي أنجبت نجوماً أمثال: منقذ أتاسي، منجد حسامي، أحمد طيفور، وكان للسيد طيّب صفوة، كما ذكرنا، أيادي بيضاء بإدخال اللعبة.
الاتحاد الرياضي لا يَخدُم أحداً!
وأضاف اللاعب والمدرب الوطني عبد الله الجاسم: إنّ تاريخ كرة اليد السورية حافل بالنشاط والنتائج الجيدة. ففي عام 1975 حصلت سوريا على المركز الأول في البطولة المدرسية، وفي عام 1976 فازت بالمركز الأول في الدورة العربية الخامسة بمشاركة لاعبين متميزين.

عبد الله الجاسم
ومن أسباب النهضة التي شهدتها كرة اليد السورية؛ بسبب الخبرة الكبيرة التي كان يوليها وليد الفقير، وهو من أبرز الخبرات في اللعبة في تلك الفترة، بالإضافة إلى وجود نجوم كبار على المستوى العربي والآسيوي من أمثال: أحمد عربشة، عارف فاتح، عماد خلوف، بسام بيرقدار، طلال ناصر آغا، أسامة لطوف، جهاد لطوف، عبد الدرويش، مطر العلي، محمود عبد الكريم، ولحراسة المرمى الكابتن محمد إسطنبولي، هاني أبي الهدى، خطاب حسن، عبد الله خرابة، فريد سلحدار من حلب، مأمون بيرقدار، صفوان صافية، عدنان المسالمة، وتبعهم فهد الوكيل، سمير السراج.. وجلّ هذه الأسماء سبق لها الاحتراف في الخليج العربي، حتى عام 1980، وبعد هذا التاريخ ظهرت أسماء جديدة منها: عماد فتحي، مروان الحسين، عبود شعيب، تمام علواني.
في عام 1984 كان آخر فريق مثّل سورية في بطولة البحر المتوسط، وبدأ احتكار كرة اليد بنادي الجيش ما تسبب بانهيار اللعبة، والسبب سحب اللاعبين الجيدين من الأندية، وتكدّسهم بنادي الجيش، ثم أفل نجم كرة اليد السورية، والسبب هو الديكتاتورية التي تمارس داخل اتحاد كرة اليد، والسبب الآخر تدنّي مستوى اللعبة سواء على المستوى العربي، أو القاري لعدم قدرة الاتحاد على تسلية المستحقات المترتبة على تنفيذ أي رزنامة مستقبلية، ولعدم وجود خبير بالاتحاد يضع هذه الرزنامة، والأهم تنفيذها، وخلال فترة وجود الكابتن حسن أبي الفضل، وبعدها استبعد مع العلم أن سوريا لديها كوادر وخبرات فنية ولها اسمها، وتركت بصمة في دول الخليج، والكل محارب ـ وللأسف ـ من قبل اتحاد اللعبة، على الرغم من أن سوريا لديها مدرّبون من أكفّأ المدرّبين والخامات الخبيرة ما زالت تعمل، وإلى اليوم في الخليج العربي، وحققت فرقها نتائج تفاخر بها.. ومن بين الخامات: حافظ صنديد، حيدر خطاب، عبود السعيد، خالد كعكية في قطر، وفي الإمارات هناك: عارف فاتح، طلال ناصر آغا، عماد مخلوف، عبد اللطيف حمادي، علاء الدرويش، عبد الدرويش.
كما يوجد أعداد كثيرة منهم في أوروبا، أمثال: عبد الله الحسن، حازم الكبة، عبد الرزاق العاني، وليد سويحة، هشام شويخ، وغيرهم.
ويشير اللاعب والمدرب الجاسم إلى مسألة مهمّة جداً وهو أنَّ الاتحاد الرياضي العام بدمشق لا يَخدُم أيّاً كان لعدم قدرته على تنفيذ الرزنامة الموضوعة لمدة خمس سنوات، ولعدم توافر الميزانية الخاصة به.. لا سيما أنَّ ميزانية الاتحاد الرياضي العام تخصص من وزارة التربية، ويذهب أكثر من 80% للرواتب والأجور والمحروقات وإصلاح الآليات، وما تبقى يصرف على الألعاب وهي لا تفي بالحاجة.
إهمال الأندية للعبة!
وقال العميد علي صليبي رئيس اتحاد كرة اليد السورية: إنَّ تراجع كرة اليد السورية سببه إهمال الأندية للعبة، والاهتمام بصور رئيسة بلعبتي كرة القدم والسلة مع أن لعبة كرة اليد كانت من الألعاب الرئيسية، وتمارس في ناديي الطليعة والنواعير في مدينة حماة، والشعلة في درعا، وغيرها من الأندية. وهي من الألعاب التي يعشقها كثير من الجماهير التي تتابع بطولاتها وبشغف.
وهناك أندية غابت إلى حد ما عن ممارسة اللعبة، التي كانت نبع عطاء من الكوادر والخبرات واللاعبين ليس على مستوى سوريا فحسب، وإنما على مستوى الوطن العربي وأثبتت جدارتها، فأصبحت نتيجة ظروفها القاهرة غائبة عن ممارستها والسبب هو غياب المنشآت الرياضية العائدة لها، وعدم توافر المقرات المخصصة لها، وغياب الدعم المادي مثال: أندية الشباب والفرات من الرّقة، ونادي اليقظة من دير الزور، وغيرها من الأندية التي تعاني المشكلة ذاتها. وأكثر هذه الأندية لم تعد تهتم باللعبة، وغير قادرة على النهوض في بنائها ولكافة الفئات العمرية.
أما بالنسبة لاتحاد اللعبة، فهو يواجه العديد من المشكلات، وأهمها:
عدم اهتمام المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام باللعبة، ناهيك بغياب الدعم المالي، وعدم وجود موازنة مستقلة لاتحاد اللعبة، والواقع مرتبط بالحالة الاقتصادية، وواقع المنشآت، ومعاناة الكوادر والخبرات التي تعيش المعاناة مع غياب تأمين أبسط احتياجاتهم.
وعن الأندية التي تشارك في اللعبة..
بالنسبة للذكور: هناك أندية حماة وريفها، وأندية دير الزور، ممثلة بناديي الفتوة واليقظة، والجزيرة من الحسكة، والفرات والشباب من الرّقة، ونادي دريكيش من طرطوس، ومن دمشق نادي الجيش، ومن ريف دمشق دير عطية، ونادي القنيطرة من القنيطرة، ونادي الشعلة من درعا.
أما بالنسبة لفئة الإناث: فتشارك أندية الشرطة، وقاسيون من دمشق، ونادي النبك من ريف دمشق، والكرامة من حمص، ونادي محردة من حماه، والاتحاد من حلب، ونادي دريكيش، ونادي عمال مصفاة بانياس من طرطوس، ونادي النصر من القنيطرة، ونادي شبيبة درعا من درعا، ومن السويداء النادي العربي وشهبا.
تشارك الأندية بالنسبة للذكور لفئة الرجال والشباب، ومنها يشارك بفئة الشباب والناشئين، وآخر تقتصر مشاركته على فئة الشباب والأشبال، وبعض الأندية تهتم بالقواعد العمرية الصغيرة، أما بالنسبة لكرة اليد الأنثوية، فإن بعض الأندية تشارك بفئات السيدات والشابات، وبعضها تشارك في القواعد والفئات الصغيرة والشابات، وأكثر هذه الأندية سواء بالنسبة للذكور والإناث تعمل دون مقابل.. بـ “ببلاش”.
تقييمكم للأندية التي تشارك في الدوري العام.
طموحنا بالاتحاد العمل كفريق عمل واحد لجهة النهوض بواقع اللعبة، وإعادة بنائها بالشكل الأفضل، ناهيك الالتزام بالقرارات الصادرة، على أن تكون مشاركة الأندية أكثر جدية بعيداً عن الاعتذار بالمشاركة والأنشطة والبطولات، ومع الظروف الحالية، فإن الدوري سيكون خلال العام الحالي 2024 أفضل بكثير من العام الماضي.
في العام الماضي كانت المشاركة من قبل الأندية شبه نادرة، والسبب اعتمادها على لاعبين كبار في السن تجاوز بعضهم الـ 40 عاماً. وهذا ما يعني أن ذلك يقف سداً منيعاً أمام مشاركة الشباب في الدوري. في العام الحالي ستكون الفرصة متاحة أمام الجيل الناشئة من خلال تحديد سنّ اللاعبين المشاركين في الدوري دون الثلاثين عاماً، والسماح لستة لاعبين فقط المشاركة حتى سنّ 38 عاماً. اتخاذ هذا القرار جاء ليكون اللاعبون أكثر انضباطاً في تطبيق قانون اللعبة، وبالنسبة لفئة الأشبال ستستقطب المواهب ضمن مراكز نوعية وتشكيل منتخبات وطنية لها اسمها قادرة على تمثيل الوطن التمثيل المناسب، وهذا ما نسعى إليه.
أما فئة الميني بول، ستكون محط الأنظار من خلال المشاركة في البطولات الخاصة تتناسب مع أعمار المشاركين بهدف نشر اللعبة أكثر بالنسبة للذكور والإناث، وسيكون هناك بطولات مناطقية خاصة بها، واللعب من أجل المرح والتعلّم ليس إلّا.
وعن المشاركة في البطولات الخارجية، قال:
في العام الماضي لم نشارك في أي بطولة خارجية، والأسباب بكل تأكيد مادية بحتة!! وضعف المستوى الفني للعبة، وعدم دعم وتقديم أي موافقة من قبل المكتب التنفيذي لتشكيل المنتخبات، في العام الحالي ستُشَكَّل منتخبات لفئات الناشئين والناشئات، إضافة لمنتخب الشباب من أجل المشاركات في البطولات القارية والعربية، وهذا يرتبط في حال توافر الدعم المالي من قبل القيادة الرياضية، بالإضافة إلى تأمين كافة مستلزمات المعسكرات الداخلية والعمل على تغطية نفقاتها.
غياب التحفيز المادي!
محمد علي غازي رئيس اتحاد كرة اليد السابق، قال: غياب الكرة السورية عن المراكز المتقدمة؛ بسبب غياب التخطيط والإعداد الجيد للمنتخبات المشاركة في البطولات، ومنذ تأسيس اتحاد كرة اليد في سورية شاركنا ببطولة كأس آسيا للرجال خمس مرات، وأغلب النتائج التي خرجنا بها جاءت متأخرة باستثناء مشاركة وحيدة في عام 2010 نال فيها المنتخب السوري المركز الخامس.

محمد علي غازي
اللعبة في الوقت الحالي يتوقف نشاطها على بعض الأندية التي تمارس اللعبة بحب، بعيداً عن الدعم المادي الذي تعانيه جميع الأندية وعدم وجود خطط استراتيجية تفعّل من دور اللعبة للنهوض بها مما هي فيه.
الأندية المشاركة في الدوري العام 12 نادياً في الفئات العمرية المختلفة، أما بالنسبة لفئة الرجال فالمشاركة تقتصر على خمس إلى ستة أندية فقط.
أما الدوري العام الحالي يقام ضمن نظام تجمّعات بسبب الظروف الاقتصادية وغياب التحفيز المادي، وهذا ما يعني إهمال اللعبة وعدم تطورها.
ومن أبرز ما تعانيه اللعبة غياب الدعم المادي واللوجستي، على الرغم من وجود خامات جيدة من اللاعبين تبشر بمستقبل واعد في ما لو أتيح الاهتمام بها، فضلاً عن وجود نخبة من المدربين الأكفاء.
في الماضي كان لكرة اليد السورية محطات مضيئة، أما في السنوات العشر الأخيرة فمستوى اللعبة في انحدار رهيب!.
كرة اليد السورية غنية بالمواهب، إلا أنها لا تَحظى بالمطلوب، وهذا ما يؤسف عليه، والسبب هو كما ذكرنا غياب التخطيط، على الرغم من أنه يوجد هناك عدد كبير من اللاعبين السوريين يلعبون في أندية خارج سوريا، وعُمِل على تجنيسهم، واللعب في تلك الأندية والدول التي يقيمون فيها، وحصدوا في تلك الأندية نتائج يشار لها بالبنان، والسبب هو الظروف المناسبة التي ساعدتهم على النجاح والتميز.
كرة اليد الأنثوية كانت حاضرة بصفة دائمة؛ لأنها لم تكن ضمن أجندة المشاركات الآسيوية، فكانت تقتصر على المشاركة في بعض البطولات العربية، وكانت المشاركة الآسيوية الأولى على صعيد السيدات في عام 2021، وفي الناشئات في عام 2022.
أما عن مستوى التحكيم في سوريا بالنسبة للعبة كرة اليد دون مستوى الطموح؛ بسبب غياب التجديد في أطقم الحكام، ومتابعة كل ما هو جديد، وعدم ابتاع دورات التأهيل، ولم يعد لنا حكام على المستوى الآسيوي، وحديثاً نال طاقم تحكيم وحيد الشارة الآسيوية، ولم يتح له المشاركة في أي بطولة قارية.
الاستقرار الإداري والفني لاتحاد كرة اليد أولاً، مع وجود خطط استراتيجية يمكنها أن تحقق الطموح المنشود، على أن تحظى هذه الخطط بالدعم اللازم من القيادة الرياضية لتنفيذها وإلا سيكون مستوى اللعبة في تراجع مخيف!
هجرة الكثير من الخبرات!
اللاعب والمدرب السابق محمود عبد الكريم قال: دخلت لعبة كرة اليد إلى سورية مع بداية الستينات عن طريق بعض مدرسي التربية الرياضية الذين درسوا في مصر الشقيقة وغيرها من أمثال: حسين دهمش، لطفي قواف، كمال نحلاوي، وانتشرت بسرعة كبيرة في أندية المحافظات جميعها، وأصبح لها جماهيرية واسعة تنافس كرة القدم والسلة، وكان أوج بروزها في سبعينيات القرن الماضي حيث أحرزت المدالية الذهبية بالدورة العربية الخامسة عام 1976، والمدالية الذهبية بالدورة المدرسية ببيروت عام 1973 لتلفت أنظار أبناء الخليج، وسارعوا على إثرها في استقطاب اللاعبين والمدربين السوريين والتعاقد معهم من لاعبين ومدربين وفنيين، وأثبتوا وجودهم لجهة تطور كرة اليد الخليجية لتصل إليه من تطور، وتقدم على المستوى العربي والقاري.

محمود عبد الكريم
.. وإذا ما نظرنا إلى واقع لعبتنا اليوم نراها بمستوى لا يتناسب مع ما وصلت إليه في السبعينات. فهي بمستوى متراجع جداً، ولهذا التراجع أسبابه: ومنها الحرب والأحداث التي شهدتها سورية على مدار اثني عشر عاماً وما زالت، ما أدى إلى هجرة الكثير من اللاعبين والمدربين والخبرات الإدارية، وهذا أدى بدوره إلى توقف الدوري العام ولكل الفئات. إضافة إلى توقف المشاركات الخارجية سواء عربية أو قارية.
وبعد أن هدأت الأوضاع في سورية نوعاً ما، عاد النشاط لهذه اللعبة، ولكن بشكل محدود جداً.
عاد النشاط للعبة لفئة الرجال، لأندية النواعير، الطليعة، الجيش، ودرعا، واتباع نظام دوري تجمّعات ما أفقد اللعبة جماهيريتها، فضلاً عن ضعف المردود المادي من دخل المباريات.
أهم الصعاب التي تواجهها كرة اليد السورية مادية، وثانيها قلة الفاعلين من المدربين والإداريين، وصعوبات التنقل من محافظة إلى أخرى، والكلف المادية العالية الغير متوافرة لدى الأندية.
المستوى الفني لفرق الأندية لا يرقى إلى مستوى الطموح، على الرغم من محاولة قيادة اتحاد للعبة النهوض بها، وكان من ضمن خطة الاتحاد إجراء لقاءات مع فرق البلدان المجاورة الشقيقة مثل العراق، الأردن، ولبنان، إلا أنه لم ينفّذ من هذه الخطة شيء. وهناك محاولات جادّة لتوسيع القاعدة من خلال دوري الأشبال والناشئين، وهذه خطوة مهمة جداً.
أما كرة اليد النسائية لاحظت هناك وجود مستويات جيدة لأندية النبك، النصر، الشرطة، والكرامة، لكنها ليست بمستوى الطموح، ومهرجان الشبلات الذي أقيم مؤخراً بالسويداء خطوة ممتازة. على قيادة اللعبة تكرارها.
أما عن التحكيم، ومن خلال المتابعة عن بعد لا يزال هناك تدنّي بالمستوى، ونلاحظ ذلك من كثرة الاعتراضات على التحكيم.
مستوى الحكام دون الوسط!
عصام مشرف، لاعب دولي سابق وعضو اتحاد اللعبة قال: سوريا تشارك منذ زمن بعيد ببطولات رسمية، وموقعنا الحقيقي على الساحة العربية غير مرض إلى حد ما، والسبب عدم المشاركة في البطولات الرسمية، بسبب غياب الدعم المالي.

عصام منشرف
لم نخض أي مشاركة بالمطلق منذ سنوات، وكانت مشاركة نادي الجيش في الكويت جيدة.
قواعدنا الرياضية بلعبة كرة اليد تسير بالاتجاه الصحيح، وسيكون لها مستقبل مشرق، والدور العام في نظامه الجديد تكتمل صورته الذي نتمنى أن يتحقق بصورة أفضل مما عليها اليوم. ويشارك في التجمع بين ثلاثة إلى أربعة أندية يلعب في صفوفها لاعبون جيدون والبقية تشارك من أجل النشاط فقط.
نادي النواعير، الجيش، والشعلة لديهم لاعبون ونادي الطليعة يلعب بلاعبيه المحترفين، أما أندية اليقظة والجزيرة يشاركان من أجل الاحتكاك فقط. والدوري عبارة عن تجمّع لجأ إليه اتحاد اللعبة بسبب عدم توافر الدعم المالي الذي تعانيه أغلب الأندية، وتصعد بالتالي أربعة أندية للدور النهائي.
المعوّقات التي تصاحب لعبة كرة اليد كثيرة، وأهمها: غياب الدعم المادي، على الرغم من وجود الخامات الطيبة التي يمكن الاعتماد عليها مستقبلاً سواء أكان ذلك بالنسبة للاعبين والمدربين والحكام والإداريين.
المشكلة تكمن في غياب الدعم المادي، وهو عصب أي نشاط رياضي، والمكتب التنفيذي، وللأسف، غير مهتم في أي نشاط يهتم بلعبة كرة اليد!
في بطولة غرب آسيا التي أقيمت في الكويت في عام 2000 حقق منتخبنا مركزاً متقدماً، وبطولة العالم العسكرية بدمشق حقق فريقنا المركز الأول في عام 2001، وكذلك في بطولة العرب العسكرية التي جرت في اللاذقية في عام 2010 نال منتخبنا مركزاً متقدماً.
بالنسبة لقواعد اللعبة فهي بخير، كما يوجد مدربون كثر من العاشقين للعبة وخبراتهم ممتازة. المشكلة في هبوط مستوى لعبة كرة اليد السورية مع عدم توافر الدعم المادي الذي يسهم في نهضتها.
وهناك أندية مجتهدة ونشطة مثال أندية: النبك، الكرامة، الشرطة، قاسيون، دريكيش، النصر، الاتحاد، واُفْتُتِحَت مراكز تدريبية في السويداء بجهود أبنائها.
يوجد لدينا حكمان أو ثلاثة حكام متقاعدون ومستواهم جيد، أما بالنسبة للحكام الجدد فمستواهم دون الوسط، وأجور التحكيم متدنية، ولا تتناسب مع ما يقدم لهم.
وما بين عام 1985 ـ 2000 اُفْتُتِح عديد من المركز التدريبية بهدف بناء المنتخب الوطني ولتكون رافداً له، وكانت النتائج إيجابية إلى حد ما. أما اليوم الأمر يختلف تماماً.
العمل بالقوانين البالية!
المدرب الخبير حسن أبو الفضل، يشير إلى أن كرة اليد السورية، تقبع من حيث النتائج في المؤخرة، وبلا منافس سواء لفرق الذكور أو الإناث.

حسن أبو الفضل
إنَّ مستوى كرة اليد السورية في الوقت الحالي في أسوأ مراحلها بعد أن كانت الفرق السورية في المقدمة تراجعت إلى الوراء كثيراً، والسبب في ذلك يعود إلى العمل بالقوانين البالية، التي أكل الزمان عليها وشرب، وطريقة إدارة الاتحاد السوري للعبة كرة اليد التي لم يطرأ عليها أي تعديل يذكر منذ أكثر من خمسين عاماً، وما زالت تمارس اللعبة بعقلية السبعينات من القرن الماضي، ولم تواكب التطور الذي رافقها في البلدان الأخرى، وحتى المجاورة لا سيما أنَّ الرئيس الحالي لاتحاد اللعبة شخص واحد، وهو صاحب الرؤية والقرار، ويمارس أقصى درجات الديكتاتورية دون العودة إلى أعضاء الاتحاد، وهذا ما أدى إلى تقديم أكثر أعضاء الاتحاد استقالاتهم، حتى إنها طالت الكثير من الفنيين والخبراء والمهتمين باللعبة الذين لهم باع طويل بها حيث اُسْتُبْعِدُوا كلياً من لجان الاتحاد!، وأصبح العمل عبارة عن شللية ومحسوبيات!
دوري كرة اليد للرجال الذي أقيم في العام الفائت، أقيم بطريقة التجمّع، ولا نستطيع أن نسميه دوري فهو عبارة عن مهرجان لا يُسمن ولا يغني من جوع. علماً أن لدينا أكثر من 400 ناد يتبع الاتحاد الرياضي العام فهل يعقل أن يشارك خمسة أندية فقط في الدوري؟. فلا بد من إعادة النظر بالتنظيم الرياضي وهيكليته من القمّة إلى القاع، فبعض الكوادر أثبتت عدم جدواها مثل تشكيل الاتحادات، فهناك أعضاء في اتحاد كرة اليد مقيمين في دمشق، مثال رئيس الاتحاد وثلاثة أعضاء يقيمون في بقية المحافظات، ولا يحق لأي كان أن يكون رئيساً لاتحاد كرة اليد إلا ممن يكونون من المقيمين في دمشق، على الرغم من عدم مشاركة أي ناد من مدينة دمشق في دوري الرجال أو الشباب وحتى لفئة الناشئين، مع العلم أن أندية دمشق تعتبر من أغنى الأندية في القطر، وكرة اليد فيها معروفة، وكذلك أندية مدينة حلب التي كانت تخرّج أفضل لاعبي المنتخبات، فضلاً عن أندية مدينتي اللاذقية وحمص.
اللاعب والمدرب عصام دهمش أكد بقوله: سورية لم تشارك في بطولة الرجال بكرة اليد منذ عام 2016 بعد تصفيات البحرين الآسيوية… وكان مستوى فريقنا دون المستوى المطلوب… وشارك نادي الجيش بفئة الرجال 2019 بالكويت، وانتقل إلى الدور الثاني ضمن الـ 8 الكبار، كما شاركنا في بطولة آسيا للناشئين التي أقيمت في البحرين في عام 2012، ونلنا المركز السابع من أصل مشاركة 15 دولة مشاركة في البطولة، وفي الدورة الآسيوية للناشئين التي أقيمت في الصين في عام 2013 حقق منتخبنا المركز الـ 8، وانتقلنا إلى الدور الثاني.

عصام دهمش
كما شاركنا في تصفيات آسيا للشباب في إيران 2014، ونال فريقنا المركز السابع بمشاركة 16 منتخباً. وفي بطولة غرب آسيا للسيدات التي أقيمت في الأردن في عام 2019 تمكن منتخبنا من نيل المركز الثالث.
توافر المال ضرورة ملحّة، والاتحاد الرياضي العام في سورية لا تتوافر له ميزانية كاملة لتغطية نفقات الألعاب واللاعبين بالصورة الأمثل. فتكلفة الحد الأدنى للاعب 35 دولار ناهيك بتكلفة السفر إلى فئة واحد فكيف لو تمّ الصرف على فئات مشاركة أخرى، وهذا ما يعني تحمّل النادي مبالغ إضافية غير قادرة على تحمّل نفقاتها.
تطور اللعبة يتم من خلال المشاركات والاحتكاك مع فرق متقدمة.
اللعبة في الوقت الحالي تسير في طريق مقبول نسبياً بعد عودة الروح إلى أندية درعا، الرّقة، دير الزور، الحسكة، حلب، فضلاً عن هيئتي الجيش والشرطة، أما بالنسبة لواقع اللعبة في محافظات حماة، دمشق، حمص، دير عطية، النبك، دريكيش، محردة، القنيطرة، وعودة مدينة السويداء بمشاركة 3 أندية. وأملنا كبير باتساع قاعدة اللعبة في المستقبل.
ما مدى رضاكم عن الدوري..
شارك في الدوري العام 6 أندية في بطولة الرجال، بطريقة التجمع، إلّا أنه، وبسبب الظروف الحالية، وهجرة كثير من اللاعبين، والشباب والناشئين كانت المشاركات محدودة بعد أن كانت تشارك من 8 إلى 10 أندية في الدوري الذي أفرز خامات جيدة، ودور اتحاد كرة اليد يقوم على تشكيل الفرق الأولمبية، وإعداد الشباب الواعد من مواليد 2006 إلى 2000 لنصل لهدف 2026 للمشاركة في بطولة شباب آسيا.
في العام الماضي أقيم في السويداء مهرجان للأشبال شارك به حوالي 220 شبلاً من 14 نادياً مع كوادرهم ولمدة 6 أيام، وكان من أنجح البطولات. ونأمل تكرار التجربة.
المشاركات الخارجية باهتة!
الحكم والمدرب حسني محمد عبود، قال: كرة اليد السورية عربياً بلا شك أنها تقبع في مؤخرة الدول العربية، من حيث الترتيب، ولم تحرز الفرق السورية لأي مركز متقدم خلال منذ فترة بعيدة، ونحن غير راضين عن عدم مشاركة سورياً عربياً وعالمياً، ولا يوجد لها تواجد في البطولات العربية والقارية، حتى نكشف المستوى الحقيقي لها. اللعبة تعيش حالياً حالة من التخبط والعشوائية والمراوحة في المكان، ومستواها ضعيف جداً باستثناء بعض الحالات الفردية، فضلاً على عدم غياب الاحتكاك الخارجي للفرق والمنتخبات.

حسني محمد عبود
أما الأندية المحلية التي تشارك بالدوري، فإن فاعليتها محدودة، وتتركز في مدينة حماة تقريباً، أما في باقي المحافظات، فهي تتفاوت في المستوى حسب اهتمام إدارات الأندية، وهي قليلة في محافظات كان لها باع طويل بهذه اللعبة مثال: الرّقة ودير الزور ودرعا، وذلك بسبب الوضع السيئ الذي تعيشه وعدم دعمها مادياً ومعنوياً.
عبد الستار ديواني، مدرب وإداري سابق، ورئيس لجنة المدربين والحكام في اتحاد كرة اليد لعدة سنوات، أشار إلى أن تاريخ كرة اليد السورية يعود إلى الستينات من القرن الماضي، وكان لها حضورها ومشاركاتها على المستوى العربي والآسيوي، وإحرازها ذهبية الدورة العربية الخامسة، فضلاً عن نتائجها المتقدمة على المستوى الآسيوي والفوز بالمركز الثالث وبطولة العرب والعالم العسكريتين، وأفرزت كم كبير من الكوادر المميزة بالتدريب والتحكيم والإدارة، واستفادت من تلك الخبرات الأندية الخليجية بصورة خاصة.
لسنا راضين على المشاركات الخارجية، والسبب الأزمة السورية، بالإضافة للنظرة والقصور لدى المعنيين بالأمر على أن تكون المشاركات مشروطة ومرهونة بالنتائج، وهذا ما منح الدول الأخرى الفرصة بالمشاركة وبشكل مستمر.
فاللعبة لا يمكن لها أن تتطور على مستوى المنتخبات بعيداً عن المشاركات المستمرة والإعداد الجيد لها والاحتكاك مع فرق متقدمة لها اسمها ومكانتها، لتحقيق النتائج المرجوة، بالإضافة إلى إقامة المعسكرات المستمرة، وهذا ما تلجأ إليه أغلب الدول، وتراجع مستواها وبشكل صارخ عن السابق، وتحتاج إلى كثير من الدعم والعمل ضمن أسس صحيحة. وسبب هذا التراجع عدم وجود الدعم من قبل الأندية التي ساهمت في إهمالها، فضلاً عن إهمال المنتخبات، بالإضافة إلى سفر اللاعبين وأغلبهم من الشباب وهجرتهم إلى خارج سوريا. والأهم من هذا كله عدم توافر الدعم المالي الذي يُعدّ من أهم نجاح اللعبة واستمرارها.
وتأثرت اللعبة، وبشكل كبير، بالأزمة السورية التي أحدثت فجوة كبيرة على الحياة العامة مع غياب عديد من الأندية عن المشاركة في الدوري، والبطولات المحلية، مثال أندية: دير الزور، الرّقة، والحسكة، وما زالت أندية مدينة حماة في الواجهة، وتشكل معقل أساس من معاقل الكرة السورية، وهناك بعض الاجتهادات من قبل بعض المخلصين باركوا عودة كرة اليد إلى الواجهة، على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها وتبحث عن المشاركة في النشاطات التي يقيمها اتحاد اللعبة.
وعن النظام المتبع للعبة في الوقت الحاضر، قال: هذا النظام لا يخدمها، والسبب عدم وجود تصنيف كاف تمارس اللعبة بشكلها الصحيح، وإقامة الدوري على شكل تجمعات نتيجة الظروف المالية التي يشكو منها الجميع، وعدم قدرة الأندية على تأمينها ودفع أغلبها للمشاركة بهذا النظام الذي تقبّله الجميع على مضض، ناهيك عن تأمين الصالات الرياضية بالشكل المطلوب لمارسة الأندية نشاطها بالشكل الأمثل. ونظام الدوري الحالي لا يخدم اللعبة، ولكن أصبح واقع معاش.
ومن أبرز معوّقات اللعبة:
عدم توافر الدعم المالي، وتوجه إدارات الأندية إلى الاهتمام بلعبتي كرة القدم والسلة، ومن غير المنطق أن تمارس لعبة واحدة من أصل 30 لعبة معتمدة بسوريا، وكذلك عدم توافر الصالات الكافية للتدريب لخوض المباريات الودية والرسمية، ناهيك بعدم الاهتمام بالأندية، وغياب الدعم المالي لها، ووضع برامج زمنية للتطوير، وتأمين متطلبات تنفيذ لهذه البرامج، وعلى فترات زمنية بعيدة.
التدرّج بالفئات العمرية
وليد الحافظ، لاعب سابق بكرة اليد، وعضو لجنة الحكام الرئيسية في اتحاد اللعب، نوّه بأن تاريخ إدخال لعبة كرة اليد في سوريا كان في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، من خلال خريجي المعهد العالي في مصر، وهم من محافظات دير الزور وحماة ودمشق ودرعا، أما في الرّقة، فظهرت اللعبة في عام ١٩٦٠ تقريباً، وكانت بدايتها على يد الأستاذ المرحوم علي كعيّد من حماة الذي جاء معلماً للرياضة، وعند حضور الأستاذ المرحوم سعيد نحلاوي من دمشق، وهو خريج مصر، بدأ بتخطيط الملعب وانتقائه لاعبين من فرق كرة السلة من أمثال المرحوم أحمد شعيب، خلف الزواد، والمرحوم مطر العلي وغيرهم من اللاعبين.

وليد الحافظ
وفي عام ١٩٦٥ تشكل أول منتخب سوريا، وشارك في دورة أقيمت في مصر، وكان المرحوم أحمد شعيب هو الوحيد في المنتخب إلى جانب بعض اللاعبين من المحافظات السورية أمثال: خطاب حسن، ناجي غازي. وكرة اليد السورية تعد اللعبة الثانية بعد كرة القدم للوصول للعالمية، وخاصة في السنوات الماضية، في السبعينيات والثمانيات. أما ما بعد عام ٢٠٠٠ هبط مستوى اللعبة بسبب ابتعاد أغلب لاعبي الأندية للاحتراف إلى دول الخليج العربي، وذلك لتحسين واقعهم المعيشي، بالإضافة إلى نخبة من المدربين. أما الآن بدأ العمل من جديد للارتقاء بمستوى اللعبة من خلال الإمكانيات المتواضعة في الأندية. وبرزت مواهب تبشر بالخير من فئات الناشئين والشباب في بعض الأندية المميزة أمثال أندية: النواعير، الطليعة، دير عطية، الشعلة، اليقظة، بالإضافة إلى أندية الرّقة.
أما فرق الرجال، فإن المستوى ما زال دون الطموح. وهناك تحسّن بعمل فئات الإناث للشابات. أما بالنسبة عن مشاركاتنا في المحافل العربية والآسيوية، فقد شاركنا منذ سنتين بفئات الإناث، ولم نحصل على أي مركز. أما الآن سيكون لنا مشاركات في فئات الشباب والناشئين، وسيكون لهم معسكرات بعد الانتهاء من الدوري العام. هناك عمل وجهود مبذولة من اتحاد اللعبة وأغلب الأندية المعنية من أجل النهوض باللعبة، ونتمنى أن تحقق نتائج طيبة على المستوى العربي والآسيوي لهذه الفئات. الآن العمل جار بالبدء بالدوري العام لكافة الفئات بعد صدور رزنامته المقررة، وكانت هناك دعوة لكافة الخبرات السورية في دمشق وحماة من أجل تطوير عمل المراقبين والحكام، وقبل بدء الدوري حضر هذه الدعوة أغلب مدربي الأندية المعنية. كما صدر نظام المسابقات والعقوبات والنظام المالي وتعميمه على الأندية. وبالنسبة لي فأنا متفائل بتقدم اللعبة في الموسم الجديد.
عارف فاتح، لاعب دولي سابق، وسبق أن شارك في العديد من الدورات التدريبية على مستوى العربي والدولي، أكد أنَّ سوريا لديها أعداد وافرة من اللاعبين النجوم، وخبرات كثيرة في هذه اللعبة. وأكثر ما نرجوه من الكوادر الفنية من المدربين الجيدين، في سوريا الاهتمام باللعبة أكثر من أي يوم مضى لأهميتها في حياة كثير من العشاق، لا سيما أنها تأتي في المرتبة بعد كرتي القدم والسلة.

عارف فاتح
وكل شيء حال أردنا الوصول إلى القمّة هو الاهتمام بالقواعد، الأمل وما أكثرهم في سوريا، وفي ظل هؤلاء لا بد من توافر الدعم المالي أولاً، وتأمين الملاعب والصالات والأدوات الرياضية، والعمل على مشاركة جميع المحافظات في القطر بكرة اليد، وليس الاقتصار على أندية بعينها، وخاصة الأندية التي تهتم باللعبة، أضف إلى ضرورة التنسيق مع وزارة التربية لإحياء هذه اللعبة على المستوى المدرسي وإقامة المباريات ضمن المحافظات. أي التدرّج بالفئات العمرية، حتى نتمكن من تشكيل مجموعة متجانسة قادرة على تحقيق النجاح والتقدم بالنسبة للعبة كرة اليد التي نراها اليوم حيث تعيش بعيداً عن الأضواء، وفي أفول لم يسبق أن عاشته من ذي قبل.
وفي هذا المقام لا ننسى أنّ كرة اليد السورية تركت محطات مضيئة طوال الفترة الماضية من تاريخها، ومن أهم هذه الإضاءات:
إحراز المنتخب السوري الميدالية الذهبية في الدورة المدرسية العربية التي أقيمت في بيروت عام 1973، وفوز المنتخب السوري في الدورة العربية في دمشق عام 1976.
كرة السورية لا شك أنها تركت بصمة في دول الخليج العربي، وبصورة خاصة في دولة قطر والإمارات العربية المتحدة، ممثلة بالمدرب والمنسق والسكرتير الخاص باتحاد اللعبة في الإمارات العربية المتحدة الأستاذ وليد الفقير الذي نعتزّ به أيّما اعتزاز وافتخار لما قدمه في هذا المشوار.
والضرورة، كما يشير المدرب عارف فاتح، تقتضي الاهتمام بفرق القاعدة لأهميتها، كما يجب النهوض بمستوى التحكيم؛ لأنه من أساسيات نجاح وتقدم اللعبة، والعمل على زيادة أجور التحكيم، وخاصة في هذه الظروف التي يشهدها القطر، فالأجور ضئيلة ولا تتناسب مع ما يدفع للحكام لقاء أجور النقل، وغير ذلك من دفوعات، وهذا ما يسهم في حالة الإحباط التي يعيشها الحكام، ويبعدهم كلياً عن أداء دورهم بالشكل الأمثل.
وخلافات بين الكوادر!
وقال الإداري والحكم والصحافي المتميز حسين هلال: الكل يجمع على أن كرة اليد السورية هي أقرب ألعابنا الجماعية للوصول إلى منصات التتويج في البطولات القارية والدولية لتوافر الكثير من المعطيات والمقومات… فتاريخها حافل بالإنجازات والانتصارات على المستوى العربي والإقليمي، وخاصة في مرحلة السبعينات، حيث أحرز المنتخب السوري ذهبية الدورة العربية الخامسة التي جرت في دمشق في عام 1976 بعد الفوز على منتخب المغرب في المباراة النهائية، كذلك حقق منتخب سورية المدرسي عدّة إنجازات في تلك الفترة، وكانت تصنّف سورية في مقدمة الدول العربية، كما كانت تمتلك الكثير من الخبرات الإدارية والتدريبية الذين هاجر معظمهم إلى دول الخليج، ونجحوا في نشر اللعبة وتوسيع نشاطاتها وتطويرها، وساهموا في تفوق تلك الدول، ومنها على سبيل المثال: دولة قطر التي حققت إنجازات ثمينة عندما فازت ببعض البطولات الآسيوية حيث كان يقود إحدى منتخباتها لاعب رقّي اسمه موسى الموسى، كذلك استقطبت أندية الخليج في كل من قطر والإمارات عدد من اللاعبين والمدربين السوريين الذين كان لهم دور فعّال في نهضة كرة اليد في الدول الخليجية التي تفوقت على المستوى القاري، وحققت الكثير من الألقاب الآسيوية بفضل جهود بعض الخبرات السورية.

حسين هلال
لكن اللعبة في سورية وبدلاً من أن تتطور للأمام شهدت تراجعاً واضحاً، وتمثل بغياب المشاركات عن الدورات والبطولات العربية والقارية سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية.
وتأثرت اللعبة كثيراً كغيرها من الألعاب خلال، وبعد أزمة الحرب، حيث اندثرت تماماً في أبرز معاقلها، كدرعا ودير الزور والرّقة، وعاشت خلال السنوات الأخيرة وضعاً بائساً نتيجة تفاقم الانقسامات بين أبناء اللعبة حول أحقية من يقود اللعبة، وتركت آثار سلبية، وتسببت بحدوث تصادمات بين جهات تتبع لهذا دون ذاك، وما زالت للأسف موجودة حتى الآن بين مفاصل اللعبة في الوقت الحاضر.
وساهمت تلك الخلافات والانقسامات بين كوادر اللعبة إلى تغيير اتحاد اللعبة في أكثر من مرة، ورغم حدوث ذلك لم يتغير من الأمر شيء، بل استمرت الخلافات بين كوادر اللعبة قائمة نتيجة المصالح الشخصية والمكاسب الفردية.
وواقع اللعبة في الوقت الحاضر لا يُبشر بأي بارقة أمل بعودة اللعبة إلى سابق عهدها فانتشارها أصبح محدوداً بشكل واضح ووحدها محافظة حماه حافظت على حضور اللعبة بنادييها الطليعة والنواعير طبعاً ذلك يعود لوجود عدد من أبناء اللعبة القدامى الذين يقومون بالاهتمام بها وتقديم الدعم لها وتأمين مستلزماتها، بينما بدأت اللعبة تغيب في بعض مواقعها كالرّقة ودير الزور ودرعا، واقتصرت مشاركة أنديها على بعض الفئات نتيجة عدم اهتمام إدارات الأندية بهذه اللعبة لغياب الدعم المادي، حيث أصبحت تلك الأندية توجّه اهتمامها ودعمها لكرة القدم فقط، كذلك فإن اللعبة لا تلقى أي دعم مادي من اتحاد اللعبة، أو المكتب التنفيذي.
وبشكل عام تعاني اللعبة من غياب كثير من المستلزمات الضرورية، كالملاعب مثلاً، حيث لا يوجد صالة نظامية لها في العاصمة دمشق، حيث تقام كافة النشاطات الرسمية في صالة تدريب فرعيه لا تتوافر فيها أبسط المستلزمات.
كذلك اللعبة محرومة من المشاركات الخارجية سواء بطولات رسمية أو دورات وحتى مباريات ودية مع منتخبات أو أندية من خارج سورية.
كذلك تعاني اللعبة من نزيف كبير لمعلم كوادرها سواء من قبل اللاعبين أو المدربين أو الإداريين بحثاً عن لقمة العيش، وعدم وجود أي مردود مادي لمن يمارس هذه اللعبة مثلما يحدث في كرة القدم والسلة.
باختصار واقع اللعبة غير مرضي أبداً قياساً على الواقع الحالي، ولا توجد أية مقوّمات لتغيير واقعها نحو الأحسن، لذلك لو أردنا لهذه اللعبة أن تعود إلى سابق عهدها يجب أن تتكاتف كل الجهود وتتعاون إدارات الأندية، واتحاد اللعبة، والمكتب التنفيذي على تأمين كل مستلزماتها، وتقديم الدعم اللازم لها، والبحث عن داعمين لها كأفراد أو مؤسسات تقدم لها الرعاية والدعم أسوة بكرة القدم والسلة. والعمل على إعادة بناء اللعبة مجدداً على أسس صحيحة من خلال التعاون مع وزارة التربية، وافتتاح مراكز تدريبية لها في مختلف المحافظات، كذلك لا بد من العودة للمشاركات والبطولات الخارجية مع الدول المجاورة، ودعوة اللاعبين المحترفين للمشاركة في أثناء تشكيل المنتخبات الوطنية.
الحاجة إلى صالات تدريب
عن الأسس الكفيلة، في حال اتبعت، يمكن معها نجاح اللعبة وتقدمها؟
أشار محمود عبد الكريم، إلى ضرورة العمل على تأهيل المدربين باتباعهم دورات متقدمة لدى الدول المتقدمة باللعبة، ولفترة طويلة. والاهتمام بالجانب التنظيمي للعبة، وإيجاد الملاعب والصالات التدريبية، إضافة إلى التعاون بين قيادة اتحاد اللعبة والرياضة المدرسية، وتنظيم الدوري العام ولكل الفئات العمرية، فضلاً عن الاهتمام بالجانب التحكيمي، لأنه جزء مهم من النجاح، والأهم هو العمل على تفعيل الحوافز للأندية والمدربين واللاعبين ودعمها مادياً.
أما اللاعب الدولي فهد الوكيل، فقال: ضرورة الدعم المالي واللوجستي من قبل المكتب التنفيذي، وتأمين الصالات بالمحافظات والتي تفتقر لها، وضرورة تدخل المكتب التنفيذي بإلزام ممارسة اللعبة لأندية: الثورة، الشرطة، الحرية، وحطين وباقي الأندية في المحافظات. فضلاً عن التنسيق مع المشرفين على الرياضة المدرسية للبدء ببطولات المدارس الابتدائية التي كانت تسمى سابقاً ببطولات الطلائع، والعمل على صرف رواتب المدربين العاملين بالأندية، والبدء ببطولات الصغار على مستوى القطر.
الإعلان عن بطولات الأشبال قبل عامين من المشاركة، وبمشاركة جميع الأندية، والعمل على إعادة تصنيفها من جديد. والأهم من هذا وذاك اختيار الخبرات المناسبة للعمل والتخطيط الممنهج وفق خطة عمل مركزية مدروسة، ناهيك عن الابتعاد عن الواسطات والشللية.
أما اللاعب والمدرب عصام دهمش، بيّن على أنه من الضرورة بمكان العمل على دعم الأندية مادياً، لا سيما أنّ أغلب الأندية يُعاني نقص السيولة المالية، وضرورة تخصيص الأندية بمشاريع استثمارية للتخفيف من حاجتها والاعتماد على نفسها، فضلاً عن إسهامها في المشاركة في اللقاءات المحلية والخارجية.
لجنة الحكام الرئيسية وضعت برامج لإعداد حكام المستقبل.. وفي العام الحالي نجحت حكمتان قارياً، وأول مرة في سوريا.
المال والتخطيط الصحيح من أهم الأسس الكفيلة التي تساعد على نجاح اللعبة وتطورها مستقبلاً.
ويوجد هناك خامات واعدة من الناشئين والناشئات، ومن خلال تعاون هيئة الجيش التي تدعم تلك الفرق التي أرجو أن يكون لها مستقبلاً زاهراً.
والشكر موصول لرئيس المكتب التنفيذي الذي وعد بتوفير الدعم للأندية، والمنتخبات، كما نتوجه من خلال هذا المنبر الإعلامي بالشكر للاتحاد الآسيوي والدولي على دعم الاتحاد السوري لكرة اليد بتخصيصه بـ 450 كرة يد وتجهيزات مختلفة.
أما المدرب والحكم حسني عبود، أشار إلى أنه من أسباب تدني مستوى اللعبة، هو عدم اهتمام إدارات الأندية بها والاهتمام بكرتي القدم والسلة، وعدم وجود السيولة المالية الكافية، وعدم وجود نظام احتراف كامل للاعبين، وضعف الاحتكاك محلياً وعربياً.
في السبعينيات والثمانينيات كانت هناك إشراقات ملحوظة للعبة، وكان لها نتائج جيدة على الصعيد المحلي والعربي والقاري، وكان لها توسع وانتشار كبير في أغلب المحافظات.
أما فرق القاعدة حالياً فمستواها ضعيف وانتشارها محدود. وفي حال نجاح اللعبة علينا إعادة الدعم والاهتمام بفرق القواعد، ودعم الأندية مادياً وخاصة أندية الرّقة ودير الزور ودرعا وحثّهم على الاشتراك في البطولات، وكذلك إرساء قواعد الاحتراف للاعبين، وبشكل كامل ولكافة الأندية، وتوفير الاحتكاك الكامل والمتواصل محلياً وعربياً ودولياً لكافة الفئات العمرية.
تفعيل عمل أعضاء الاتحاد
وأكد المدرب الوطني حسن أبو الفضل، أن من أهم معوّقات كرة اليد السورية:
ـ عدم وجود ميزانية خاصة باتحاد اللعبة ما ينعكس سلباً على نجاحها.
ـ عدم توافر البنية التحتية التي تعانيها الأندية، من صالات وتجهيزات، فضلاً عن المشاكل المادية التي تعاني منها جميع الأندية.
ـ عدم وجود أي خطط مستقبلية من قبل اتحاد اللعبة لنشرها على نطاق واسع.
ـ غياب أي مخطط في كيفية العمل على إعداد المنتخبات الوطنية وتجهيزها ومشاركتها في البطولات العربية والقارية.
عدم تعاون اتحاد اللعبة مع الخبرات الموجودة داخل القطر، وتجاهله لها بشكل متقصّد، كما هو حالياً.
ـ عدم الموافقة على قانون احتراف اللاعبين أسوة بلاعبي كرة القدم والسلة.
ـ ضعف مخصصات المدربين، ما أدى إلى هجرة الكثير منهم، بالإضافة إلى عدم تحديد موعد الدوري إلّا قبل أيام من موعده.
وعن الأسس الكفيلة في بناء اللعبة، يقول العميد علي صليبي، رئيس اتحاد كرة اليد:
تخصيص الأندية بالكوادر المهمّة، والعمل على جعلها باللعبة الشعبية، وتوسيع قاعدة اللعبة وجماهيريتها من خلال إقامة البطولات والمهرجانات لفرق القاعدة، ودعمها مادياً، إضافة لتسليط الضوء عليها إعلامياً.
ـ تأمين السيولة المالية التي تحقق للمنتخبات الوطنية الإعداد المناسب من خلال الاهتمام بالمراكز التدريبية ما يتيح لها المشاركة في البطولات الخارجية.
ـ رفع مستوى الفكر التدريبي تماشياً مع التطور الذي تعيشه اللعبة، وهذا ما يعني أنه سيكون هناك نقلة نوعية لها في الأعوام المقبلة.
ـ المشاركة في البطولات العربية والقارية والدولية والرسمية لتأمين الاحتكاك مع فرق متقدمة، لجهة النهوض باللعبة، والتنافس على إحراز البطولات، وهذا ما نهدف إليه، وكذلك الاهتمام بالمدربين والحكام والإداريين من أجل بناء أرضية وركيزة أساس للعبة كرة اليد التي سبق لسورية أن حققت فيها نجاحات متميزة.
الاستقلال التام لاتحاد كرة اليد مادياً لجهة الاهتمام باللعبة بشكل أفضل، والتخطيط والتنفيذ لها بصورة يتاح للاعبيها المشاركة في البطولات العربية والقارية، وهذا ما يؤكد نجاحها.
أما المدرب الوطني حسن أبو الفضل، فأكد إعادة النظر بالقوانين واللوائح القائمة حالياً، ووضع خطط طموحة تواكب تطور الرياضة بصورة عامة.
ـ تفعيل عمل أعضاء الاتحاد وتسليم كل عضو ملف يعمل عليه مثل شؤون المنتخبات والمشاركات الدولية، والمسابقات والتطوير وهلمجرا..
ـ إعطاء لجان الاتحاد الحرية الكاملة لمتابعة أعمالها مثال: لجان المدربين، والحكام والمسابقات، وعدم حصر القرارات برئيس الاتحاد.
ـ زيادة عدد الأندية المنتسبة لاتحاد كرة اليد، وذلك عن طريق تقديم المساعدات اللازمة لها، مثال: الكرات والأدوات المساعدة والمدربون.
ـ العمل المشترك مع وزارة التربية لنشر اللعبة بالمدارس، لا سيما أنَّ المدرسة هي الرافد الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه لتطوير اللعبة من خلال انتقاء اللاعبين الصغار القادرين على تمثيل المنتخب الوطني مستقبلاً.
ـ الاهتمام بالمشاركة بالمنتخبات الوطنية المختلفة من خلال إقامة المعسكرات اللازمة، وضرورة المشاركة بمختلف أنشطة الاتحاد العربي والآسيوي وتكليف المدربين الأكفاء لهذه الفرق.
ـ إقامة دورات تنشيطية للفئات المختلفة خلال توقف الدوري العام للعبة.
ـ رفع كفاءة المدربين والحكام من خلال إقامة دورات وندوات دورية، وإيفاد بعضهم للخارج لكسب الخبرة.
تطبيق قانون الاحتراف
أما المدرب عبد الستار ديواني، فقال: من أولويات الأسس الكفيلة بنجاح اللعبة:

عبد الستار ديواني
إلزام الأندية بالعمل على ضرورة تطوير اللعبة، وتوفير الميزانية المناسبة لها، وبصورة خاصة في مجال دعم المنتخبات الوطنية. والأهم من هذا وذاك تطبيق قانون الاحتراف الخاص باللعبة، وتأمين نجاح هذا الاحتراف، ويمكن لكرة اليد السورية أن تحقق أمانيها في حال توافرت لها الظروف المناسبة والدعم المالي أولاً.
وعن المحطات المضيئة في حياة اللعبة، قال: هناك قاعدة لا بأس بها من اللاعبين الصغار والناشئة الذين يمارسون اللعبة، ولكن بحاجة إلى الدعم والاهتمام والرعاية من قبل إدارات الأندية. وعلى الرغم من وضع برامج بهدف تطوير اللعبة من قبل اتحاد اللعبة، وإقامة مهرجانات خاصة بالصغيرات، إلا أنها ما زالت خجولة، والسبب هو عدم توافر السيولة المالية الكافية.
وعن كرة اليد النسائية، يقول العميد علي صليبي رئيس اتحاد كرة اليد:
لا شك في أن مستوى اللعبة مقبول إلى حد ما، وخاصة بالنسبة للفئات العمرية الصغيرة والناشئة والشابة وخير مثال على ذلك ما سبق أن عايشناه في مهرجان السويداء الذي أقيم في العام الماضي، وكان تجربة ناجحة بامتياز، شارك فيه 14 نادياً للصغيرات والشبلات، وكان عدد المشاركات نحو 220 لاعبة أفرز عدد من المواهب المتميزة في اللعبة.
أما بالنسبة لبطولة الناشئات فمستواها جيد، وشارك فيها 9 أندية، ويوجد لاعبات متميزات ومواهب طموحة يشهد لها بالتألق.
كرة اليد الأنثوية تحتاج إلى اهتمام ورعاية من قبل إدارات الأندية التي تهتم باللعبة، وتقديم ما يلزمها من دعم مادي، حتى تقوى على المشاركة، فضلاً عن دعم القيادة الرياضية السورية لها من أجل النهوض بواقعها من خلال المواهب الناضجة المميزة التي نتطلع إلى أن تأخذ مكانتها، وتنجح في سير كرة اليد السورية نحو مستقبل ناجح، وهذا ما نعمل عليه.
زيادة أجور الحكام
أما المدرب الوطني عبد الستار ديواني، فقال:
يوجد كثير من الخامات الجيدة بالنسبة لكرة اليد النسائية، ومن الممكن الوصول إلى مراحل متقدمة في هذا المجال في حال عملنا بجد للخروج بالمحصلة بنتائج ترضي الجهد الذي نقوم فيه.
وآخر مشاركة، الفوز بالمركز الثالث في بطولة غرب آسيا التي أقيمت في الأردن وهناك لاعبات على مستوى الشابات والناشئات بمستوى جيد، وبحاجة إلى إعداد ودعم على مستوى الأندية والمنتخبات، ناهيك، وهذا الأهم، الاحتكاك مع فرق متقدمة في هذه اللعبة.
أما عن مشكلة التحكيم، يؤكد أنها ما زالت تراوح في المكان، وهي متراكمة منذ فترة بعيدة، ولم يُسْتَقْطَب العناصر لجهة تأهيلها، والسبب هو ضعف الأجور التي يتقاضاها الحكام لقاء إشرافهم على تحكيم المباريات التي يقومون بها ناهيك بمشكلة التنقل، وهذا ما أدى إلى عدم القدرة على إيجاد قاعدة ينتج عنها حكام مميزون مع اجتها الحكام الحاليين، وهذا لا يبشر بالخير قياساً بالواقع الذي نعيشه.
أما عن مشكلة التحكيم، كما يؤكد رئيس اتحاد كرة اليد، فهو واقع غير مرضي مثله مثل واقع المدربين.. فالحكام بحاجة إلى إعادة تأهيل ودعم، ورفع مستواهم، وزيادة العمل على دعم الحكام العاملين مع التأمين المادي لهم.