آراء و مقالات

رمز الصحافة العربية يُكرّم دولياً..البرلمان البريطاني يحتفي بمسيرة عثمان العمير  ناشر “إيلاف”

العمير يحصد التكريم في عقر دار الديمقراطية

شهد البرلمان البريطاني حدثاً مميزاً حيث تم تكريم الزميل عثمان العمير، ناشر ورئيس تحرير صحيفة “إيلاف”، بمنحه “ميدالية إرث التغيير”، وذلك تقديراً لإسهاماته الرائدة في مجال الصحافة والإعلام العربي. جاء هذا التكريم خلال الحدث السنوي الذي نظمته الجمعية البرلمانية للفنون والأزياء (Parliamentary Society for Arts and Fashion)، في السابع والعشرين من شهر اكتوبر “تشرين الثاني” لعام 2024، والذي يهدف إلى تعزيز دور الفنون والإعلام في مواجهة التحديات المجتمعية، مثل التصدي للعنف وتمكين النساء والفتيات في المجالات الإبداعية.

الجمعية البرلمانية للفنون والأزياء، التي تتخذ من البرلمان البريطاني مقراً لها، أشادت بالعمير ووصفته بأنه نموذج يحتذى به في الإعلام العربي، مشيرة إلى إسهاماته الكبيرة في تعزيز حرية التعبير وطرح رؤى فكرية مبتكرة. وأكدت الجمعية أن تكريم العمير يعكس التزامه بتعزيز الصحافة المستقلة وإحداث تغييرات إيجابية في المجتمعات العربية، من خلال دعمه لقضايا محورية مثل حقوق المرأة، والحريات الفردية، ودور الإعلام في تحقيق التنمية الاجتماعية والثقافية.

عثمان العمير مكرماً في البرلمان البريطاني

يشكل تكريم العمير اعترافاً دولياً بمسيرة صحيفة “إيلاف”، التي أُطلقت في عام 2001 كأول صحيفة إلكترونية عربية، وساهمت منذ تأسيسها في تسليط الضوء على قضايا هامة وشائكة، منها مناهضة العنف ضد المرأة وتعزيز ثقافة الحوار والانفتاح الفكري. وقد عُرفت “إيلاف” بريادتها في تقديم محتوى إعلامي مستقل وموضوعي، ما جعلها منصة بارزة لطرح القضايا الاجتماعية والسياسية الحساسة.

جاء منح “ميدالية إرث التغيير” للعمير كجزء من رؤية الجمعية البرلمانية للفنون والأزياء لتعزيز الدور الإبداعي للإعلام في بناء مجتمعات أكثر عدالة وشمولاً. وقد أكدت الجمعية أن هذا التكريم لا يقتصر على تقدير شخصية إعلامية بارزة، بل يمثل اعترافاً بالدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في تعزيز القيم الإنسانية ومواجهة التحديات الاجتماعية.

عثمان العمير، الذي بدأ مسيرته كمراسل رياضي في السعودية قبل أن يتقلد مناصب إعلامية مرموقة، أبرزها رئاسة تحرير صحيفة “الشرق الأوسط”، يُعد أحد أبرز الشخصيات الإعلامية في العالم العربي. وخلال مسيرته المهنية، تمكن العمير من ترك بصمة واضحة من خلال إجراء مقابلات مع قادة العالم وصانعي القرار، إلى جانب مساهماته في دعم الإعلام المستقل، مما عزز مكانته كرمز إعلامي يُلهم الأجيال الجديدة من الصحفيين.

هذا التكريم يُضاف إلى سلسلة من الإنجازات التي حققها العمير خلال مسيرته، ويؤكد أهمية الإعلام كأداة للتغيير الإيجابي ودعم القضايا الإنسانية والاجتماعية.

تتقدم “المزمار” بأحر التهاني للزميل عثمان العمير على هذا الإنجاز المستحق، مع تمنياتنا له بمزيد من النجاح والتألق في مسيرته المهنية والإعلامية.

المزمار

حتفاء بمسيرته الإعلامية ودوره في تعزيز الصحافة المستقلة

تكريم عثمان العمير في البرلمان البريطاني:

*ما أهمية القاعة 14 وما هي ميدالية “إرث التغيير”؟

ساره الشمالي

احتضن مجلس العموم البريطاني، الجمعة، حفل تكريم ناشر ورئيس تحرير “إيلاف” عثمان العمير، الذي منحته الجمعية البرلمانية للفنون ميدالية “إرث التغيير”، تقديراً لمسيرته الطويلة والحافلة في دعم حرية التعبير وتعزيز قضايا التنوع والشمولية، سواء من خلال المنابر الإعلامية المختلفة التي أطل منها إعلامياً وكاتباً ورئيساً للتحرير، أو من خلال عمله كناشر.

أقيم حفل التكريم في القاعة 14 من مجلس العموم، والتي تحمل في ذاتها رمزية عميقة الأثر، إذ تعد من أعرق القاعات وأكثرها شهرةً في قصر ويستمنستر، المقر التاريخي للبرلمان البريطاني، حيث شهدت على مر السنين سلسلة من الأحداث المحورية في الحياة السياسية في المملكة المتحدة.

وتتميز القاعة برمزية عالية كونها تحتضن أبرز النقاشات السياسية التي تحدد ملامح العمل البرلماني وتوجهاته، ومنها اجتماعات “لجنة 1922” التي تعد قاعدة الانطلاق لتحديد توجهات الحزب الحاكم وانتخاب زعمائه واختيار حكوماته.

في هذا السياق، أضفى اختيار القاعة 14 كمكان للحفل لمسةً مميزة على التكريم، منحت الحفل بُعداً يعكس أهمية الحدث وتقدير الدور الذي لعبه عثمان العمير في مجال الإعلام، محفزاً لحرية التعبير ومحرضاً على التنوع وبانياً لجسر بين الثقافات.

وعبّر العمير عن فخره بهذا التكريم، قائلاً: “الإعلام ليس مجرد أداة لنقل المعلومات، بل هو قوة فاعلة لتحقيق العدالة والتقدم المجتمعي”. وأكد العمير على أهمية دور الإعلام في حماية المبدعين وتوفير بيئة آمنة لهم. وعن رمزية مكان التكريم، أضاف العمير أن “القاعة 14 بمجلس العموم، بما تحمله من تاريخ سياسي كبير، تُعد مكاناً مثالياً لإحياء دور الإعلام في ترسيخ القيم الإنسانية والتعبير الحر”.

شهد الحفل حضور عدد كبير من الشخصيات البارزة في المجتمع البريطاني، خصوصاً الوزيرة أليكس ديفيز-جونز، وزيرة شؤون الضحايا والعنف ضد النساء والفتيات، التي ألقت كلمة في الحفل تطرقت فيها إلى التحديات التي تواجه النساء في القطاع الإبداعي. كما شددت الوزيرة على التزام الحكومة بتوفير دعم قانوني مجاني للضحايا في المحاكم، لا سيما في صفوف النساء.

وتعرف الوزيرة جونز، التي تسلمت منصبها في وزارة العدل في عام 2024، بنشاطها البارز في مجال دعم حقوق الضحايا والنساء في بريطانيا، ما أضفى على الحفل بعداً عملياً يعزز من أهداف الجمعية البرلمانية للفنون والأزياء في حماية العاملين في مجالات الفنون والإبداع.

من بين الحضور في الحفل الذي أقيم بدعم من الجمعية البرلمانية للفنون والأزياء الأميرة كاتارينا أميرة يوغسلافيا، والسيدة تيسي أنتوني دي ناسو، والليدي باريس سميث، ما يعكس الأهمية التي يوليها المجتمع الثقافي والفني لهذا الحدث، ودور العمير في نشر قيم الشمولية والتواصل الحضاري.

مسيرة إعلامية رائدة

بدأ عثمان العمير مسيرته المهنية في الصحافة في المملكة العربية السعودية، حيث تولى رئاسة تحرير صحيفة “اليوم” وهو في الثلاثين من عمره، ليصبح بذلك أصغر رئيس تحرير في تاريخ الصحافة السعودية. وسرعان ما تصاعدت مسيرته المهنية مع توليه منصب رئيس تحرير صحيفة “الشرق الأوسط” ومجلة “المجلة”، حيث أحدث نقلة نوعية في المحتوى الإخباري ونقل الصحافة العربية إلى أفق جديد.

وفي عام 2001، أسس العمير “إيلاف” الإلكترونية، المشروع الذي كان بمثابة مغامرة جريئة أثبتت لاحقاً نجاحها كونها الأولى من نوعها كصحيفة عربية مستقلة على الإنترنت، في خطوة كانت تعتبر غير تقليدية حينذاك، لكنها أسهمت في تحويل الإعلام العربي نحو الرقمنة.

ونجح العمير من خلال “إيلاف” في طرح محتوى مميز ركز على المصداقية والشفافية، وأتاح منصة لنقل الأخبار والتحليلات بشكل مستقل، وهو ما كان محل تقدير واسع بين المثقفين والإعلاميين.

أسست ريبيكا ريوفريو الجمعية البرلمانية للفنون والأزياء بهدف دعم التواصل بين القطاعين الحكومي والإبداعي، وتضم في عضويتها نخبة من الشخصيات المهتمة بتعزيز قضايا الفنون والأزياء والرياضة. تعمل الجمعية على تمثيل الشباب وإبراز دورهم في المجتمع من خلال مبادرات تدعم التنوع والتمكين، وتصدر مجلة “Parliamentary News” التي تهدف إلى إيصال رؤى شبابية تعزز من تفاعلهم مع السياسات العامة.

يعد التكريم الذي حظي به العمير جزءاً من جهود الاحتفاء بالشخصيات التي أثرت في مسار التغيير الاجتماعي والثقافي، بما يتماشى مع رؤيته الرامية إلى خلق بيئة داعمة للمبدعين والمثقفين.

يُعد العمير، الذي اشتهر بمواقفه الداعمة للحرية الإعلامية، نموذجاً للشخصية الإعلامية التي تسعى إلى رفع سقف الحوار وتعزيز قيم العدالة والمساواة.

إرث التغيير ودعوة لحماية الإبداع

يشكل تكريم عثمان العمير بميدالية “إرث التغيير” رسالة واضحة تُكرّس الالتزام الدولي بدعم الشخصيات التي تترك أثراً مستداماً في مجالات الإعلام والفنون. إذ يدعم هذا التكريم مسيرة العمير الطويلة في تعزيز الإعلام العربي كوسيلة لنقل الأفكار ودعم قضايا مجتمعية حساسة، وإيجاد بيئة داعمة للمواهب.

في هذا السياق، جاءت كلمات العمير بمثابة تذكير بأهمية الإعلام كأداة للتغيير الإيجابي، وتأكيد على دوره في تحقيق العدالة الاجتماعية، إذ قال: “تكريم الإعلاميين الملتزمين بقضايا الإنسانية هو تكريم لقيمنا المشتركة، التي تسعى لبناء مجتمع أكثر شمولاً وتفاعلاً”.

حظي تكريم العمير في مجلس العموم البريطاني بتغطية واسعة في عدد من الصحف الناطقة بالعربية والإنجليزية، حيث تناولت صحف بارزة الحدث الذي أُقيم في القاعة 14 بمقر البرلمان البريطاني.

ونشرت إيلاف، الصحيفة الإلكترونية التي أسسها العمير، تقريراً بعنوان “تكريم عثمان العمير في قلب البرلمان البريطاني”، أشارت فيه إلى مسيرة العمير الرائدة في الإعلام العربي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عثمان العمير

انموذج للصحفي العربي المعاصر

رضوان علي الحسن

تُعد الجوائز المرموقة تكريماً للإنجازات الاستثنائية والمساهمات البارزة في مختلف المجالات، وعندما يتم منح هذه الجوائز لشخصيات إعلامية، فإن ذلك يعكس الدور الهام الذي يلعبونه في تشكيل الرأي العام ونقل المعلومات. الشخصيات الإعلامية التي تحظى بهذا التقدير تكون قد أثرت في المجتمع بطرق عديدة، من خلال تقديم تغطية صحفية متميزة، أو إنتاج برامج تلفزيونية وإذاعية تثقيفية وترفيهية، أو حتى من خلال الكتابة والتحليل العميق. إنهم يعملون بلا كلل لضمان أن يكون الجمهور على دراية بالأحداث الجارية والقضايا المهمة، ويستخدمون منصاتهم لإلهام التغيير وتعزيز الحوار البناء. إن منح جائزة مرموقة لشخصية إعلامية هو اعتراف بأهمية الدور الذي يقومون به وتأثيرهم الإيجابي على المجتمع.

وما شهدناه في الأيام القليلة الماضية من تكريم صاحب إيلاف الاستاذ عثمان العمير، الصحفي السعودي المعروف، بـ “ميدالية إرث التغيير” في البرلمان البريطاني تقديراً لإسهاماته البارزة في مجال الصحافة والإعلام العربي. و هذه الميدالية التي تُمنح للأفراد الذين يُظهرون التزاماً استثنائياً بالتغيير الإيجابي وتعزيز حرية التعبير. العمير، الذي يشغل منصب ناشر ورئيس تحرير صحيفة “إيلاف”، قد أسهم بشكل كبير في الإعلام العربي المستقل وعمل على توفير منصة لطرح القضايا الاجتماعية الهامة، بما في ذلك مناهضة العنف ضد المرأة. ولاشك ان تكريمه في البرلمان البريطاني يُعد تقديرًا دولياً لجهوده ويُعتبر إنجازاً مهماً للإعلام العربي بشكل عام.

والاستاذ عثمان العمير، الصحفي السعودي المولود في 25 أغسطس 1950، يُعدُّ أحد أبرز الشخصيات في الصحافة العربية المعاصرة. بدأ مسيرته الصحفية كمراسل رياضي في عدد من الصحف السعودية، وسرعان ما تقلد مناصب هامة في الصحافة العربية، مثل رئاسة تحرير صحيفة “الجزيرة” السعودية ومجلة “المجلة”. في عام 1987، أصبح رئيس تحرير لصحيفة “الشرق الأوسط”، وهي واحدة من أبرز الصحف العربية، حيث عمل لمدة عشر سنوات، مُحققاً تأثيراً كبيراً في الإعلام العربي.

وتعد صحيفة “إيلاف” الإلكترونية، التي أُطلقت في 21 مايو 2001 وأصبحت من أشهر المواقع العربية الإلكترونية

واليوم تُعتبر مسيرة عثمان العمير في الصحافة مثالًا للنجاح والتأثير، حيث تمكن من خلال عمله كصحفي ورئيس تحرير من التقاء وإجراء حوارات مع قادة العالم وصانعي القرار السياسي العربي والدولي. وإنجازاته و لاشك إن مساهماته في الصحافة العربية تُظهر أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الصحفيون في تشكيل الرأي العام والمساهمة في التنمية الثقافية والاجتماعية. عثمان العمير، بتواضعه وأخلاقه العالية، يُعدُّ مصدر إلهام للأجيال الجديدة من الصحفيين الذين يسعون لترك بصمة مماثلة في عالم الصحافة العربية. و بصفته أحد أبرز الأقلام في الصحافة العربية، قدم مساهمات قيمة من خلال مقالاته التي تناولت موضوعات متنوعة تشمل السياسة، الثقافة، والمجتمع. من بين أهم مقالاته تلك التي نشرها في كتاب “مقابسات نهاية القرن”، الذي يحتوي على حوارات مع قادة وصانعي القرار السياسي العربي والدولي. هذا الكتاب يعد مرجعًا هاماً لفهم التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدها القرن العشرين.

وكما يُعرف العمير بمقالاته التي تعكس تجاربه الشخصية وفلسفته في الحياة، والتي تُظهر عمق تفكيره وقدرته على التأمل والتحليل. مقالاته لا تقتصر على الشأن العربي فحسب، بل تمتد لتشمل قضايا عالمية، مما يعكس رؤيته الواسعة وإدراكه لأهمية التواصل بين الثقافات المختلفة.

بالإضافة إلى ذلك، يُشاد بمقالات العمير التي تناولت الحريات الصحفية وأهمية الشفافية والموضوعية في الإعلام. هذه المقالات تُعتبر مصدر إلهام للصحفيين الشباب الذين يسعون لتحقيق معايير عالية في مهنتهم. العمير، من خلال كتاباته، يُعلي من شأن الصحافة كوسيلة للتعبير عن الرأي وكأداة للتغيير الاجتماعي والثقافي.

ختاماً يعد هذا التكريم ليس فقط شهادة على الدور الذي لعبه العمير في تطوير الصحافة، بل هو أيضاً اعتراف بالتأثير الإيجابي الذي أحدثته مسيرته على المجتمعات العربية. من خلال عمله كناشر لصحيفة “إيلاف”، ساهم العمير في توفير منبر للحوار البناء وطرح القضايا الاجتماعية الهامة، مثل مناهضة العنف ضد المرأة وتشجيع النقاش حول الحريات الفردية والجماعية. إنجازاته تعكس التزاماً عميقاً بمبادئ الشفافية والمسؤولية الاجتماعية، وتبرز أهمية الإعلام كقوة دافعة للتغيير الإيجابي والتنمية المستدامة. تكريم العمير يعد تكريماً لكل العاملين في مجال الإعلام الذين يسعون لإحداث فارق حقيقي في مجتمعاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى