طموحات النجوم الأفارقة في كأس الأمم 2023
سمعة الدوري السعودي بين أقدام محرز وماني وبونو

ستنطلق النسخة الـ34 من كأس الأمم الأفريقية في كوت ديفوار يوم 13 يناير المقبل، وستنتهي بإقامة المباراة النهائية في العاصمة أبيدجان يوم 11 فبراير. وخلال البطولة ستضطر الكثير من فرق الدوريات العربية والأوروبية وعلى رأسها الدوري السعودي الممتاز إلى التخلي عن بعض نجومها الأفارقة والسماح لهم بالمشاركة في البطولة، وسيكون الكثير من النجوم والمواهب متحمسين للفوز بلقب البطولة.
يحمل النجوم الأفارقة في الدوري السعودي للمحترفين على عاتقهم مهمة الدفاع عن سمعة المسابقة في كأس الأمم 2023، التي من المقرر أن تقام في كوت ديفوار.
لاعبون أمثال رياض محرز، نجم الجزائر، وساديو ماني وإدوارد ميندي وكاليدو كوليبالي، ثلاثي السنغال، والمغربي ياسين بونو، سيخوضون البطولة القارية لأول مرة بعد رحيلهم عن الدوريات الأوروبية.
وستكون كأس أمم أفريقيا التي ستقام في الفترة من 13 يناير حتى 11 فبراير المقبلين هي أول بطولة قارية يخوضها المحترفون في الدوري السعودي بعد ثورة الميركاتو الصيفي الماضي.

ويسعى النجوم الأفارقة للظهور بمستوى قوي في البطولة لتأكيد عدم تأثر مستواهم الفني بالرحيل عن الدوريات الأوروبية، الأمر الذي يزيد من أسهم الدوري السعودي ويجذب المزيد من النجوم للانضمام إليه خلال فترات الانتقالات المقبلة.
وشهدت القوائم الأولية للمنتخبات المشاركة في أمم أفريقيا استدعاء 30 نجما ينشطون في أندية الدوري السعودي.
ماذا قدم النجوم الأفارقة؟
كأس أمم أفريقيا ستكون أول بطولة قارية يخوضها المحترفون في الدوري السعودي، على غرار المغربي ياسين بونو كأس أمم أفريقيا ستكون أول بطولة قارية يخوضها المحترفون في الدوري السعودي، على غرار المغربي ياسين بونو
استقبل الدوري السعودي للمحترفين الكثير من نجوم المنتخبات الأفريقية، القادمين من الدوريات الأوروبية الخمس، فيما تبدو حالتهم الفنية والبدنية جيدة قبل نحو أسبوعين من حلول موعد المعترك القاري.
محرز، الذي انتقل من مانشستر سيتي إلى الأهلي بعد حصد الثلاثية، يسير بخطى ثابتة، ما ساهم في تصحيح مسار “الراقي” بعد فترة تعثر.
وساهم محرز في 15 هدفا، بتسجيل 8 أهداف، وصناعة 7 لزملائه خلال 18 مباراة لعبها في الدوري السعودي.
بونو وكوليبالي القادمان من إشبيلية وتشيلسي على الترتيب يقدمان أداء دفاعيا استثنائيا مع الهلال، ساهم في تصدر الزعيم للمسابقة.
وخرج الهلال بشباك نظيفة في 11 مباراة هذا الموسم بمساعدة بونو، فيما شارك كوليبالي في 10 من هذه المباريات.
عبدالرزاق حمدالله يأمل في الحصول على استدعاء نهائي من مدربه وليد الركراكي، بعد إنجاز المونديال
أما ماني فقدم انطلاقة صاروخية بتسجيله 6 أهداف في أول 6 مباريات مع النصر في الدوري، لكنه صام عن التهديف في المسابقة منذ ذلك الوقت، واكتفى بصناعة 4 أهداف لزملائه.
وعلى النقيض من ذلك جاءت بداية ميندي مع الأهلي كارثية، حيث ارتكب أخطاء تسببت في استقبال أهداف، إلا أنه استعاد مستواه مؤخرا ليخرج بشباك نظيفة في آخر 5 مباريات، علما بأنه حافظ على نظافة الشباك في 10 مباريات منذ بداية الموسم، ولا يتفوق عليه في المسابقة سوى بونو.
وبعيدا عن الأسماء القادمة من القارة العجوز، فإن عددا من نجوم الدوري السعودي الذين دخلوا القوائم الأولية لمنتخبات بلدانهم يسعون لدخول القوائم النهائية اعتمادا على ما قدموه منذ بداية الموسم.
أبرز هذه الأسماء الكاميروني جورج نكودو، مهاجم ضمك، أحد أبرز لاعبي الدوري السعودي، حيث أحرز 14 هدفا كثالث هدّافي المسابقة.
ويأتي أيضا المغربي عبدالرزاق حمدالله ضمن هذه القائمة، حيث يأمل في الحصول على استدعاء نهائي من مدربه وليد الركراكي، بعد إنجاز المونديال، خصوصا بعد انتهاء أزماته السابقة مع منتخب الأسود.
من جانبه يحلم محمد شريف بالاستمرار في القائمة النهائية لمنتخب مصر رغم معدله التهديفي الضعيف مع الخليج هذا الموسم (3 أهداف وتمريرتان حاسمتان في 16 مباراة)، مستغلا ندرة المهاجمين في قائمة الفراعنة. بينما تتقلص فرص مواطنه أحمد حجازي، مدافع الاتحاد، لكونه لم يلعب أي مباراة في الدوري السعودي هذا الموسم بسبب إصابته، حيث اكتفى بالظهور في 3 مباريات، واحدة في دوري أبطال آسيا واثنتين في مونديال الأندية.
مواهب تحت المجهر
بعد غيابه عن نسخة 2021 بسبب جائحة كورونا وإصابته في الملعب يتساءل الجميع هل يستطيع فيكتور أوسيمين المتوج حديثا بجائزة أفضل لاعب كرة قدم أفريقي أن يقود نيجيريا إلى الفوز باللقب بعد غياب منذ 2013؟ أثبت اللاعب البالغ من العمر 24 عاما نفسه كواحد من أفضل المهاجمين في أوروبا، حيث أنهى الموسم الماضي كأفضل هداف في الدوري الإيطالي وساهم في فوز فريقه نابولي بلقبه الإيطالي الأول منذ عام 1990.
ولم تحقق نيجيريا، مع غياب أوسيمين بسبب الإصابة، أي فوز في تصفيات كأس العالم 2026 وتعادلت فقط أمام ليسوتو وزيمبابوي في نوفمبر، لذلك أمامه فرصة جيدة للعب دور مهم لبلاده في كأس الأمم الأفريقية خلال مشاركته الأولى كأساسي.
وسيلعب منتخب نيجيريا في المجموعة الأولى أمام صاحب الأرض منتخب كوت ديفوار وغينيا الاستوائية وغينيا بيساو. وشارك أوسيمين، لاعب ليل الفرنسي السابق، احتياطيا في تشكيلة منتخب بلاده “سوبر إيجلز” في نهائيات 2019، وظهر فقط في الشوط الثاني من مباراة تحديد المركز الثالث.
والآن في ظل شائعات تربط بين أوسيمين والانتقال إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، هل ستكون البطولة المقبلة الوقت المناسب لكي يعلن عن نفسه بقوة على الساحة الدولية الأولى في كرة القدم؟
من ناحية أخرى كانت بداية المهاجم سيرهو غيراسي قوية مع نادي شتوتغارت الألماني في الموسم الجديد، حيث سجل 15 هدفا في أول 10 مباريات له في الدوري الألماني. لعب سيرهو سابقا لمنتخب فرنسا للشباب، لكنه انضم الآن إلى منتخب بلده الأصلي غينيا وظهر معه لأول مرة في مارس 2022، بعد بلوغه 27 عاما، وسيشارك لأول مرة في أمم أفريقيا.
وستلعب غينيا في المجموعة الثالثة القوية التي تضم معها فريق السنغال حامل اللقب والكاميرون صاحب الثقل القاري، بالإضافة إلى غامبيا التي تأهلت للمرة الثانية للبطولة.
وتعرض سيرهو لإصابة قوية في نوفمبر الماضي لكن بلاده تأمل أن يتمكن من استعادة لياقته الكاملة ويقود الفريق القادم من غرب أفريقيا إلى بلوغ دور الستة عشر.
كذلك تتوجه غانا إلى كوت ديفوار المجاورة وتأمل في تحقيق نتيجة إيجابية تعوض بها الخروج المبكر من دور المجموعات في كأس الأمم 2021، حيث لحقت بها هزيمة مفاجئة من فريق جزر القمر 3 – 2. حتى في التصفيات الحالية المؤهلة لكأس العالم 2026، كان أداء الفريق الملقب بالنجوم السوداء مخيبا للآمال، وخسر من جزر القمر للمرة الثانية 0 – 1، وكان محمد قدوس هداف غانا في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية، حيث سجل ثلاثة أهداف، وأصبح لاعبا مؤثرا مع وستهام يونايتد الإنجليزي، منذ انتقاله إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في أغسطس الماضي.