على أبواب ميركاتو شتوي بارد

حفيظ دراجي

يستعدُ عديدُ الأندية الأوروبية -بالخصوص- لدخول سوق الانتقالات الشتوية الذي يبدأ في اول يناير المُقبل لأجل اقتناء أفضل السلع المُتوفرة التي تسمح لها بتحقيق أهدافها الفنية، خاصة في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا التي تبقى دورياتُها ونواديها قِبلة النجوم، دون إغفال الدوري السعودي الذي تحوَّل بدوره إلى قبلة جديدة منافسة، رفعت سقف القيمة السوقية للاعبين بعد أن نجحت في استقطاب الكِبار والصغار، وتحوَّلت إلى وجهة مُمكنة، بل مُفضلة للكثير من اللاعبين الذين ينتقلون إلى «دوري روشن» بصفقات مُدوية لا تخطر على بال أحد، قد تجر محمد صلاح إلى الرحيل عن ليفربول، لكن مع ذلك تبقى وسائل الإعلام العالمية تراقب السوق الأوروبي والانتقالات بين الأندية الأوروبية الكبيرة في الدوريات الكبرى. الأنظار ستكون مصوَّبة نحو أرسنال الذي يسعى لتدعيم صفوفه بمدافعين ولاعب وسط ومهاجم، من خلال تخصيص أكثر من 200 مليون جنيه إنجليزي لأجل استقدام الدولي الإنجليزي إيفان توني لاعب برينتفورد حتى ولو اقتضى الأمر دفع مبلغ 100 مليون يورو، إضافة إلى مارتين سوبيماندي وسط ميدان ريال سوسيداد، بينما يسعى «مان يونايتد» للاستفادة من خدمات وسط ميدان إيفرتون السنغالي مامادو أونانا، مقابل الاستغناء عن خدمات البرازيلي كارلوس كازيميرو، والمغربي سفيان امرابط، الذي تحاملت عليه الصحافة البريطانية واعتبرته غير ملائم لمنظومة لعب الفريق الذي يعاني منذ بداية الموسم من سلسلة نتائج سلبية لم يحقق فيها سوى فوز واحد في آخر ست مباريات لعبها .

في إسبانيا يسعى برشلونة لأجل تعويض إصابة «غافي» باستقدام وسط ميدان اليوفي «أدريان رابيو» أو الإيطالي «ماركو فيراتي الأقل ع ، خاصة أنه يريد التخلص من الدولي روميو ، أما الريال فقد صار مُطالبًا بإيجاد بديل للمدافع ديفيد ألابا المُصاب مؤخرًا، في وقت تتحدث مصادر صحفية عن اقتراب الأرجنتيني ماورو إيكاردي من إتمام صفقة انتقاله نحو القلعة البيضاء، خاصة في ظل الغموض الذي يكتنف وضعية كليان إمبابي ، ما جعلَ إدارة النادي تفكر في البديل المؤقت الذي يضمن لها مهاجمًا يمكنه مرافقة فينيسيوس و رودريغو في مواجهة تحديات كبيرة في الليغا ودوري الأبطال دون ربط مصير الفريق بلاعب واحد مهما كان اسمه و وزنُه. نقص الأموال في إيطاليا منذ سنوات جعل فترات الانتقالات الصيفية والشتوية شحيحة، رغم حاجة الميلان واليوفي والإنتر إلى تدعيم صفوفها خاصة بالنسبة للميلان المُطالَب بإيجاد بديل لأوليفيي جيرو، الذي تقدم في السن، لذلك انتشر الحديث في وسائل الإعلام الإيطالية عن إمكانية التحاق الدولي الغيني سيرهو غيلاسي مهاجم شتوتغارت ثاني أفضل هداف في البوندسليغا في ظل منافسة ال «مان» ونيوكاسل للاستفادة من خدماته، أو الاضطرار إلى تجديد عقد المهاجم الفرنسي لموسم آخر، بينما قطع نابولي الطريق أمام الإنتر واليوفي وكل الفرق الإنجليزية بتجديد عقد النيجيري فيكتور أوسمان إلى غاية 2026، ما يجعل الميركاتو الشتوي في إيطاليا الأكثر برودة منذ سنوات. العالم كله يترقب مصير محمد صلاح رغم أن عقده مع ليفربول يمتد لغاية صيف 2025، ما يجعل احتمالية مغادرته شهر يناير مستبعدة نظريًا، خاصة أن الريدز ينافس على لقب الدوري، ويصعب عليه إيجاد بديل له في الوقت الراهن إلّا إذا تمكن من خطف كيليان إمبابي من باريس سان جيرمان والريال والبايرن، لكن كل شيء سيصبح بين يدي كيليان إمبابي الذي سيكون حُرًا في قبول التمديد مع البياسجي، أو الرحيل حيث يشاء، علمًا أن بعض التسريبات تتحدث عن اقتناع اللاعب المثير للجدل بتمديد عقده لموسمين إضافيين. كل هذه التوقعات وأخرى يشوبها تحفظ كبير في الأوساط الإعلامية التي أدركت أن سوق الانتقالات لم تُعد تخضع لقواعد العرض والطلب مثل أي سوق، بل لواقع جديد تحول فيه دوري «روشن» إلى فاعل أساسي يصنع الفارق استنادًا إلى معيار واحد هو العرض المالي المُغري الذي استقطب رونالدو وبنزيما، ونيمار ومحرز و فيرمينيو، ويمكنه استقطاب صلاح وإمبابي دون أن يشكّل ذلك مفاجأةً أو صدمة لعشاق الكرة العالمية في كل مكان.

إعلامي جزائري