كابتن الأزرق وحامل كأس آسيا في نسختها السابعة في حوار مع “الصقر”
سعد الحوطي: غياب الدعم الحكومي.. سوء الملاعب وعدم كفاءة المدربين أبعدتنا عن كأس آسيا في قطر

تراجع الكرة الكويتية بسبب اعتزال عدد كبير من النجوم !
الكرة الكويتية “ولّادة” وتضجّ باللاعبين الموهوبين
الحوطي: الرميحي كاتب ومحلل وناقد رياضي مخضرم.. وهو أنموذج للإنسان المكافح.. وبنى “الصقر” عن جدارة
الكويت – سمير عبد الكريم بوسعد
في أول لقاء مع “مجلة الصقر” الإلكترونية التي تصدر من فيينا إلى العالم العربي، ومن الكويت، اعتبر نجم وكابتن المنتخب الوطني الكويتي لكرة القدم في العصر الذهبي سعد الحوطي حامل كأس آسيا لعام 1980 في نسختها السابعة التي أقيمت في الكويت أنَّ غياب الأزرق عن كأس آسيا في قطر سببه غياب الدعم وضعف المحترفين، وعدم كفاءة المدربين وحال الملاعب التي بحاجة إلى الصيانة المستمرة لكل الأندية، لكنه لم ييأس من ذلك لأنه يعتقد أن الكرة الكويتية تبقى “ولادة” للاعبين موهوبين سيصبحون نجوماً في المستقبل في حال تم تقديم لهم ما كان يقدم للحوطي والازرق في فترة الثمانينيات من القرن الماضي.
أسباب الغياب الآسيوي
ما هو سبب غياب منتخب الكويت عن دورة كأس أمم اسيا لكرة القدم 2023، والتي تقام مجرياتها اليوم في الدوحة؟
طبعاً يعتبر غياب منتخبنا الوطني عن العرس الآسيوي صعباً وغير منصف لعدّة أسباب، منها على سبيل المثال لا الحصر، ظروف الأزرق. منذ سنوات عديدة وللأسف تراجع المستوى الفني الذي عرف عن الأزرق وحضوره في المحافل الدولية والاقليمية، والدور المحلي ليس جيداً أو مستقراً، كما أنّ دعم الحكومة الكويتية لا يقارن بما تقدمه نظيراتها في المنطقة وفي الخليج خصوصاً لذلك تراجعت الكرة الكويتية بسبب اعتزال عدد كبير من النجوم، وعدم جلب مدربين على مستوى عال، والتعاقد مع محترفين ضعيفي المستوى بالإضافة الى أرضيات الملاعب السيئة والتي تحتاج إلى صيانات مستمرة، وبعيداً عن الاستراتيجية لتهيئة اللاعبين والاهتمام بالجيل الناشئة في المراحل السنية بشكل منظم ومدروس ليكونوا رافداً حقيقياً للمنتخبات الوطنية.

سمير بو سعد مع الكابتن الحوطي في منزله
الاهتمام باللاعبين
هل انتهت مرحلة “أن الكويت ولادة” لمواهب كروية أسوة بجيل الحوطي وفتحي كميل وجاسم يعقوب والدخيل وعبد العزيز العنبري، وغيرهم؟
الكويت فيها نجوم وشباب لكن يحتاجون لمن يصقلهم بشكل ممتاز، والاهتمام بهم وإلى وجود أندية قوية وجماهير عريضة وإعلام قوي يقظ وواضح وصحيح. وسأعطيك مثالاً عندما كنت ألعب مع النجوم في العصر الذهبي – كما يطلق عليه – وأصبحنا نجوماً كان سببه عدّة عوامل منها: خوض مباريات قوية، ومساندة الجماهير، فضلاً عن الإعداد الجيد وتشجيع الدولة لنا من كتاب وصحافيين ومدربين مميزين على مستوى عال ما جعلنا نكتسب ثقتهم ويعرفون كيفية التعامل معنا بشكل صحيح لرفع معنوياتنا، كما اكتسبنا الخبرة الفنية من خلال التدريب في كل المراحل السنية وخضنا مباريات أمام فرق إنجليزية وتشيكوسلوفاكية سابقاً، ويوغسلافية وبرازيلية وأندية أجنبية كبيرة، ولعبنا أمام منتخبات من القارة السمراء واستطعنا الفوز عليها في مناسبات كثيرة فكل هذه المراحل والتجارب التي مررنا بها يعتقد اللاعبين في الجيل الحالي أن كل ما ذكرته مسبقاً غير مهيأ لهم ومتاح حالياً حتى ينشؤون بشكل قوي لخوض المباريات لكنني أعتقد أن اللاعبين الحاليين يمكن أن يصبحوا نجوماً في حال رغبوا في ذلك. الطموح يخلق المستحيل، وما دامت بلد مثل الكويت ولادة، فهذا يعني أن المستقبل بخير في حال حاول المسؤولين القائمون على الرياضة الالتفات إلى الاهتمام بكرة القدم التي كانت لها مكانتها وسمعتها وتاريخها الكبير، باعتبار أنها اللعبة الشعبية الأولى في الكويت. في حال أردنا، يمكن أن تنجح الكرة الكويتية وتعود إلى المنافسة من جديد وتحقيق النتائج التي ترضي عشاقها، وما أكثرهم.
اليابان وكوريا مرشحان
من ترشحون لنيل لقب كأس آسيا الحالية في الدوحة؟

سعد الحوطي نجم مخضرم
أرشح المنتخبات الخليجية والعربية أن تحقق اللقب وترفع الكأس عالياً، لكن أرى أن المنتخب الياباني والكوري الجنوبي هما الأقرب لإحراز اللقب الآسيوي بسبب امكانياتهم وخبراتهم ولاعبيهم المحترفين في الدوريات الأوروبية والعالمية، وهم أفضل بكثير من الموجودين في البطولة عموماً، لكن هذه كرة قدم وأتصور ممكن يكون نصيب المنتخبات الخليجية أكبر لأن الدوريات قوية مثل السعودية وقطر والدليل قبل أربع سنوات لم يرشح أحد المنتخب القطري لنيل لقب النسخة السابقة لكنه استطاع اكتساح المنتخبات التي واجهها رغم عدم وجود الجمهور أو الاعلام المتابع له لكن الروح والثقة والقيادة والأساس الصحيح كان لهم العامل الكبير ونجحوا بتحقيق لقب هذه البطولة.
الصقر منا وفينا
هل لكم ذكريات مع مجلة “الصقر” في زمن سعد الرميحي؟

سعد الحوطي في العصر الذهبي
طبعا مجلة “الصقر” لي فيها ذكريات كثيرة وهي “منا وفينا”، لا سيما بوجود الأستاذ الكبير رئيس التحرير آنذاك الأخ سعد الرميحي الصديق والحبيب وعزيز على قلبي، وكان في ضيافتنا بالكويت منذ فترة من خلال استضافتنا له في برنامجنا “الديوانية”، وهو بلا شك من الأشخاص الذين يمكن الاستفادة من خبراتهم وهو كاتب ومحلل وناقد رياضي مخضرم، وهو انموذج للإنسان المكافح الذي عمل بصمت واستطاع أن ينتج من خلال عمله أقوى مجلة رياضية معروفة في العقود الثلاثة الماضية من السبعينيات في تلك الفترة المعروفة وهي مجلة “الصقر”.
وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم كلمة حق بحق الكابتن سعد الحوطي، أن النجم الكويتي يُعتبر أحد الأساطير التي ساهمت بكتابة تاريخ كرة القدم الكويتية، حيث ساهم بأول تأهل لمنتخب بلاده الى نهائيات كأس العالم في إسبانيا 1982 للمرة الأولى في تاريخ الكرة الكويتية، وفي أكبر مناسبة كروية عالمية وهي كأس العالم.
ماذا تعرف عنه؟

مع ايفانتينو رئيس الاتحاد الدولي ل الفيفا
النجم الكبير محمد سعد الحوطي، من مواليد 24 ديسمبر 1954، وهو لاعب كرة قدم كويتي سابق. تسيد في الملعب مركز وسط الميدان حيث سبق أن لعب في نادي الكويت الملقب بـ العميد” خلال الفترة ما بين 1967 و 1984
كما شارك مع منتخب الكويت لكرة القدم في بطولة كأس العالم لكرة القدم 1982 وحصل معهم على كأس آسيا 1980، حيث أقيم حفل اعتزاله سنة 1984 بين ناديي الكويت والعربي.
وكانت انطلاقة الحوطي مع بدء الموسم الرياضي 67\68 حيث انضم لنادي الكويت ولم يكمل الحوطي حتى موسمين حتى طلب منه المدرب اليوغسلافي تاديش لنادي الكويت المشاركة ضد النادي العربي في موسم 69\70 و لم يتعدّ عمره في حينها الـ 15 عاماً، وكانت هذه المباراة فرصة العمر. كما يقال لسعد الحوطي واستغلها حيث سجل هدف الفوز، وشارك في عدد من الانجازات مع النادي، ففاز معه بلقب بطولة الدوري العام 4 مرات، وبطولة الكأس مرتين، والبطولة المشتركة ثلاث مرات، أما على صعيد المنتخب فبعد تألقه مع ناديه ضمّه اليوغسلافي بروشتش مدرب المنتخب الكويتي آنذاك إلى صفوف الأزرق و كان عمره 17 سنة شارك في أول مباراة سنة 71 ضد المنتخب الإيراني في استاد الأمجدية في طهران، و من ذلك الوقت أصبح الحوطي من أهم الدعائم الرئيسية و الأساسية في المنتخب الكويتي، فشارك في ثلاث دورات كأس الخليج:

الحوطي حامل كأس آسيا
الثانية، الثالثة، الرابعة، وحصد فيها الألقاب الثلاثة ولكنه لم يشارك بالدورة الخامسة بسبب و جوده في الولايات المتحدة الأميركية بغرض الدراسة، أما في الدورة السادسة فكان المنتخب الكويتي مشاركاً بمنتخب رديف مطعم بنجوم من الشباب لم يكن الحوطي من بينهم، و قاد الحوطي الأزرق في الفوز ببطولة العالم العسكرية لكرة القدم التي أقيمت في الدوحة سنة 1981 و بالتأكيد لن ينسى سعد الحوطي تلك اللحظة التي رفع فيها كأس آسيا في نسختها السابعة التي أقيمت في الكويت عام 1980، كما شارك في أولمبياد
موسكو عام 1980، وبرشلونة عام 1992، وسيدني عام 2000، ونجح في عبور دور المجموعات مرة وحيدة.
وخلال أولمبياد موسكو 1980، شاركت 3 منتخبات عربية مرة واحدة هما: الكويت والعراق وسوريا. تأهل خلالها الكويت عبر التصفيات، وشارك منتخب العراق بدلاً من ماليزيا، وسوريا بدلاً من إيران بسبب الظروف السياسية التي شهدتها الدورة. ونجح المنتخب الكويتي في صنع إنجاز كبير، بعد أن عبر دور المجموعات والذي ضم منتخب نيجريا، وكولومبيا وتشيكوسلوفاكيا بطل المسابقة.
وسجل ناصع
وحقق الحوطي مع الأزرق نتائج لا يمكن أن تنسى، ففاز الأزرق على منتخب نيجريا بثلاثة أهداف مقابل هدف، في أولمبياد موسكو، حيث سجل نجم الفريق فيصل الدخيل “هاتريك” تاريخي، بينما تعادل الكويت مع كولومبيا بهدف لكل فريق. وفي ختام الدور تعادل المنتخب الأزرق مع تشيكوسلوفاكيا سلبياً دون أن يسجل أي منهما أهداف.
وفي الدور ربع النهائي تلقى منتخب الكويت الهزيمة على يد منتخب روسيا بهدفين لهدف، وسجل هدف الكويت جاسم يعقوب. وفي أولمبياد برشلونة الذي أقيم بإسبانيا 1992، فشل المنتخب الأزرق في عبور دور المجموعات، حيث خسر مباراته الأولى أمام منتخب بولندا بهدفين نظيفين، قبل أن يخسر للمرة الثانية أمام منتخب الولايات المتحدة بثلاثية نظيفة، وسجل هدف المنتخب الأزرق، اللاعب علي مروي.
وفي ثالث المواجهات خسر منتخب الكويت أمام منتخب إيطاليا بهدف نظيف ليخرج من دور المجموعات.
كما شارك المنتخب الكويتي بلاعبيه المعروفين في أولمبياد سيدني 2000 وكان الحضور الآسيوي العربي الوحيد، ولكنه فشل أيضاً في عبور دور المجموعات، حيث خسر أمام منتخب الكاميرون بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وفاز بعدها على منتخب التشيك بثلاثة أهداف مقابل هدفين قبل أن يخسر من الولايات المتحدة الأمريكية بثلاثة أهداف مقابل هدف، وحل رابعاً في الترتيب. ويبقى الإنجاز الأبرز هو قيادته للأزرق في مونديال 1982 بإسبانيا وتبقى مباراة تشيكوسلوفاكيا إحدى أهم مباراة في تاريخ مسيرته الكروية الكبيرة الحافلة.