البحث عن صورة صادقة

قد يقول قائل، ما هو السرّ الذي تخبؤونه لنا في العدد الثاني من “المزمار” الذي يتضمّن بين دفتيه مواد كثيرة ودسمة في أغلبها؟!.
مقالات عديدة، ولمسات فنية، ناهيك عن الوقفات والحوارات مع كتّاب وشعراء وفنانين تشكيليين وأصحاب مجد، فيما توقفنا عند كبار شيوخ الكار، فضلاً عن نجوم الزمن الجميل، وما أكثرهم، وكذلك العودة ـ بحب ـ إلى الماضي الأجمل مستذكرين نجومية وشمس من سبقونا إلى الدنيا الآخرة.
في الواقع، تلك العودة تضمّ نخبة لافتة لا يمكن أن نغفل عنها دون العودة إليهم، لأنهم يعيدون البسمة لنا. نسترجع تاريخاً واسعاً ومحصلة نتاج غني لا يمكن تهميشه، أو الاستهانة به ووضعه على الرفّ!.
هؤلاء النجوم الذين رحلوا عن الدنيا، في الأمس القريب كانوا يعيشون بيننا، وكانت لهم مكانتهم وحضورهم وتجربتهم الغنية وتاريخهم، والكثير منا كان يتابعهم بشغف، ويصغي إلى أحاديثهم، ها هم اليوم صاروا تحت التراب، لا ينبغي لأيٍ كان تجاوزهم، بل نحاول جاهدين ـ قدر الإمكان ـ التذكير بهم وبما تركوه من إرث كبير، وأن نلقي الضوء عليهم، احتراماً وتقديراً لإبداعاتهم وتاريخهم ومكانتهم والاسم الذي كانوا يُتحفونا به، لأنه تظل لهم حظوتهم وجذورهم العميقة، ولا يمكن للذاكرة أن تنساهم، ومن واجبنا أن نذكّر الناس بهم، ولهذا حاولنا في “المزمار” أن نسلط الضوء عليهم.
في “المزمار” لا يمكن لها أن تبخس جهد من يستحق الإضاءة، فهي أنشودة.. طرب أصيل، صوت جميل. إنها العقل الأجمل، وأكثر ما نبارك الإنصاف، وموقف كل مجتهد، وأي شاب يرى في نفسه أنه قادر على الإبداع، وعلى إيصال صوته بصدق، وبدورنا نشدُّ على يديه بإبراز إمكاناته ودعمه.
في “المزمار” نحاول أن نجسّد الواقع ببساطة، بعفوية بعيداً عن الثقافة العميقة، وأن نكون قريبين منه. فالناس أكثر ما بات يهمّها البحث عن الصورة الواضحة دون رتوش، تَسرُّ خاطرهم، وتنقل همومهم ونقف عليها.. وهنا يكمن دورنا، ولهذا وجدنا لنكون معاً نبحث عن الحقيقة.
عبد الكريم البليخ