طلال مجبل .. اسطورة السرعة والتحدي

حسين هلال

نجح البطل طلال المجبل خلال فترة قصيرة من فرض اسمه كبطل قادم من الرّقة حيث استطاع التفوق على أبطال كثيرين بارزين ومعروفين من مختلف المحافظات مسجلاً ارقام قياسية في أكثر من سباق خلال فترة قصيرة من التألق وحرق المراحل بزمن قياسي حيث لفت الأنظار بجده وإصراره على التحدي ﻹعتلاء منصات التتويج وتحطيم اﻷرقام القياسية وأثبت أنه موهبة نادرة في تلك الفترة وعن مسيرته كانت بداية انطلاقته الرياضية في عام 1977 تحديداً ضمن فريق كرة القدم بنادي الشباب حيث تدرج بفئاته حتى فريق الرجال وقد ظهر واضحاً امتلاكه ميزة السرعة التي دفعته للمشاركة في بطولة المحافظة في بداية الثمانينات وحصل على بطولة سباقي 100م و200م وبذلك انضم إلى منتخب المحافظة الذي كان يستعد للمشاركة في بطولة الجمهورية وفيها أحرز بطولة سباقي 100م و200م متفوقاً على عدد من الأبطال المعروفين في تلك الفترة.
وبعد هذه النتائج المتميزة في بطولات الجمهورية ابتعد عن كرة القدم وتخصص في ألعاب القوى التي بدا يحقق فيها الانتصارات والانجازات وأولها كان تحطيمه للرقم السوري لفئة الشباب في البطولات المدرسية لسباق 100م عندما سجل 11,1 في عام 1984 باشراف المدرب القدير طلال الزيدي الذي كان يشرف على تدريبه في انطلاقته، وبعد ذلك واصل تدريباته حتى تمت دعوتة للمنتخب الوطني للمشاركة بدورة المتوسط العاشرة عام 1987 في اللاذقية.
كذلك شارك في سباق 200 م في تلك الفترة وفاز ببطولة الجمهورية بهذا السباق لكن المدرب الروسي الذي كان يشرف على تدريبه نصحه بالتخصص في سباق 400م.

اللاعب الخلوق طلال مجبل
وقد سجل في هذا السباق أفضل رقم سوري وهو 46,7 و لم يستطع أحد كسره سوى زميله البطل سليمان حويلة الذي عادله لكن كان ذلك بالتوقيت اليدوي فيما الرقم الذي سجله البطل طلال كان بالتوقيت الالكتروني.
ثم بعدها انضم للمنتخب الوطني ﻷلعاب القوى واستمر معه لمدة عشر سنوات حيث شارك معه في العديد من المعسكرات واللقاءات الدولية أبرزها في بلغاريا في عام 1984 وفي قبرص عامي 1986 و1889 كما شارك في عام 1987 في اللقاءات التي جرت في ألمانيا وتونس والأردن وفي الجزائر عام 1990.

اما أبرز اﻹنجازات التي حققها كان في عام 1987 في دورة المتوسط السابعة التي جرت باللاذقية عندما نجح في تحطيم الرقم السوري في سباق 400م عندما سجل 47 ثا، حيث جاء بالمركز الرابع تصفيات 400م وكان متصدر السباق حتى أخر 50 متر حتى أنه دخل مع اللاعب المغربي صاحب المركز الثالث بنفس الزمن وكان مدربه يتوقع ان يسجل تحت 46 ثا لكن الظروف والإصابة بالغضروف منعتاه من تحقيق طموحاته وبذلك لم يستمر مشواره المتألق في ميدان ام الرياضات الذي كان مؤهلاً لاستمرار التفوق وحصد الميداليات وتحطيم الارقام القياسية فيه بل توقف عن ذلك في عز العطاء بسبب الاصابة اللعينة التي وقفت حائلاً في استمرار مسيرته الحافلة في الاشراقات والانجازات.
ورغم ما حصل لم يبتعد عن لعبته بل استمر بنفس الهمة والعطاء يعمل في مجال التدريب بعد ان استفاد كثيراً من خبرته التي كسبها من تدربه على أيدي عدد من كثير من المدربين الأجانب بل طور معلوماته واكتسب خبره اضافية بعد مشاركته بالدورة التدريبية التي جرت في مدينة (لايبزغ) بألمانيا لمدة ستة أشهر موفداً عن محافظة الرّقة في عام 1995 وبعد عودته تم تكليفه بأكثر من مهمة تدريبية ومنها تسميته مدرباً لمنتخب سورية المدرسي الذي شارك بالبطولة العربية التي جرت بالأردن عام 2007 كما تم تكليفه مدرباً لمنتخب سورية الوطني ونتيجة متابعته في المجال التدريبي كان له الفضل في بروز أكثر من بطل من الرّقة على مستوى القطر وحصولهم على مراكز متقدمة في بطولات الجمهورية وفي مقدمتهم البطل احمد جفال.

كذلك عمل بالمجال الاداري والتحكيمي للعبة حيث أصبح عضواً في لجنة المدربين الرئيسية، ثم عضواً بالاتحاد السوري لألعاب القوى، كما شارك في تحكيم العديد من البطولات بعد أن أصبح حكماً مصنفاً بالدرجة الاولى
اضافة الى اشرافه على عدد من البطولات المدرسية المركزية التي كانت تجري في كل عام، وعلى الصعيد الاداري تم تكليفه من قبل وزارة التربية مديراً للمعهد الرياضي وكان من أبرز من تولى إدارة المعهد الرياضي حيث شكل مع زملائه المدرسين خلية عمل وقدم النصح والمشورة وكل ما يحتاجه أبطالنا الرياضيين في الوصول إلى أفضل النتائج لمتابعة دراستهم الجامعية
واضافة إلى ذلك يعتبر أبو عزيز من أفضل المحاضرين في سورية في مجال علم التدريب في الرياضة بشكل عام ورياضة ألعاب القوى بشكل خاص.

وكان الكثير من المدربين يستيشرونه بكل ما يخص العملية التدريبية أثناء الفترات التحضيرية لمعظم الفرق الرياضية لأندية المحافظة.
وفي الجانب الشخصي يعرف عن الصديق ابو عزيز طلال أنه رجل ودود يتصف بالصدق وغاية في التهذيب، ومحترم ﻷبعد الحدود، ومحبوب في الوسط الرياضي ولم تصدر عنه أية إساءة خلال مسيرته الرياضية وبقي متواضعاً ولبقاً حتى في أوج تألقه وبروزه.
لذلك بقي كبيراً في أعين الجميع وحافظ على صداقاته ومعارفه و مع بداية الازمه السورية انتقل الى المملكة العربية السعودية، وما زال مقيماً فيها.
كل التحية والتقدير للبطل المتميز طلال المجبل الذي سيظل اسمه محفوراً في ذاكرة كل الرياضيين كأحد أهم الأبطال المتميزين الذين تركوا بصمات كثيرة في ميدان الرياضة السورية والرقية.
