عبد الله الجاسم: كرة اليد السورية في مهب الريح!

*إهمال الأندية للعبة وعدم توافر الميزانية الخاصة بها.. من أسباب تراجعها!
*أكثر من 80% من ميزانية الاتحاد الرياضي تصرف على الرواتب والأجور والمحروقات وإصلاح الآليات!
عبد الكريم البليخ

خيبة أمل كبيرة، وأزّمة مالية خانقة ما زالت تعانيها كرة اليد السورية، فضلاً عن التراجع المرعب الذي تعانيه نتيجة غياب التخطيط والإدارة التي تهيمن على سلطة القرار.. وعدم الاهتمام من قبل المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، باللعبة التي سبق أن كان لها حضورها على الساحة الرياضية، وحصدت في سابق عهدها نتائج مفرحة، ناهيك بالمكانة التي حظيت بها، وكانت تنافس بجدارة على البطولات العربية وحصد النتائج المفرحة، أما اليوم فإن اللعبة تعيش في سبات لافت، واحتضار مقيت، والسبب هو غياب جمهورها الذي طالما يواكب نشاطها وخاصة بالنسبة للمحافظات الشرقية والشمالية الشرقية، ناهيك بالمنشآت الخاصة بها، والمقرات التي تتبع لتلك الأندية التي تمارس اللعبة.
يقول اللاعب الدولي والمدرب الوطني عبد الله الجاسم، الذي سبق له أن حقّق مع نادي الشباب الرقّاوي المركز الأول لفئة الشباب في العام 1997، والمركز الثاني للناشئين من العام نفسه، على مستوى القطر، وفي العام 2005 حقّق مع النادي المركز الأول في دوري الدرجة الأولى، وهو الفريق الوحيد الذي لم يهزم في مسيرة الإياب، أن تاريخ كرة اليد السورية كان حافلاً بالنشاط والنتائج الجيدة، ففي عام 1975 حصلت سوريا على المركز الأول في البطولة المدرسية، وفي عام 1976 فازت بالمركز الأول في الدورة العربية الخامسة بمشاركة لاعبين متميزين.
ومن أسباب النهضة التي شهدتها كرة اليد السورية؛ كما يؤكد: الخبرة الكبيرة التي كان يوليها وليد الفقير، وهو من أبرز الخبرات في اللعبة في تلك الفترة، بالإضافة إلى وجود نجوم كبار على المستوى العربي والآسيوي من أمثال: أحمد عربشة، عارف فاتح، عماد خلوف، بسام بيرقدار، طلال ناصر آغا، أسامة لطوف، جهاد لطوف، عبد الدرويش، مطر العلي، محمود عبد الكريم، ولحراسة المرمى الكابتن محمد إسطنبولي، هاني أبي الهدى، خطاب حسن، عبد الله خرابة، فريد سلحدار من حلب، مأمون بيرقدار، صفوان صافية، عدنان المسالمة، وتبعهم فهد الوكيل، سمير السراج.. وجلّ هذه الأسماء سبق لها الاحتراف في الخليج العربي، حتى عام 1980 وبعد هذا التاريخ ظهرت أسماء جديدة منها: عماد فتحي، مروان الحسين، عبود شعيب، تمام علواني.

في عام 1984 كان آخر فريق مثّل سورية في بطولة البحر المتوسط، وبدأ احتكار كرة اليد بنادي الجيش ما تسبب بانهيار اللعبة، والسبب سحب اللاعبين الجيدين من الأندية، وتكدّسهم بنادي الجيش، ثم أفل نجم كرة اليد السورية، والسبب هو الديكتاتورية التي تمارس داخل اتحاد كرة اليد، والسبب الآخر تدنّي مستوى اللعبة سواء على المستوى العربي، أو القاري لعدم قدرة الاتحاد على تسلية المستحقات المترتبة على تنفيذ أي رزنامة مستقبلية، ولعدم وجود خبير بالاتحاد يضع هذه الرزنامة، والأهم تنفيذها، وخلال فترة وجود الكابتن حسن أبي الفضل، وبعدها استبعد مع العلم أن سوريا لديها كوادر وخبرات فنية ولها اسمها، وتركت بصمة في دول الخليج، والكل محارب ـ وللأسف ـ من قبل اتحاد اللعبة، على الرغم من أن سوريا لديها مدربون من أكفّأ المدربين والخامات الخبيرة ما زالت تعمل، وإلى اليوم في الخليج العربي، وحققت فرقها نتائج تفاخر بها.. ومن بين الخامات: حافظ صنديد، حيدر خطاب، عبود السعيد، خالد كعكية في قطر، وفي الإمارات هناك: عارف فاتح، طلال ناصر آغا، عماد مخلوف، عبد اللطيف حمادي، علاء الدرويش، عبد الدرويش.

كما يوجد أعداد كثيرة منهم في أوروبا، أمثال: عبد الله الحسن، حازم الكبة، عبد الرزاق العاني، وليد سويحة، هشام شويخ، وغيرهم.
ويشير اللاعب والمدرب الجاسم إلى أن كرة اليد في الوقت الحالي في مهب الريح، ويعزى ذلك إلى إهمال الأندية للعبة، والاهتمام بصور رئيسة بلعبتي كرة القدم والسلة، بالإضافة إلى أن الاتحاد الرياضي العام الذي لا يخدم أيّاً كان لعدم قدرته على تنفيذ الرزنامة الموضوعة له لمدة خمس سنوات مقبلة، ولعدم توافر الميزانية الخاصة به، لا سيما أنَّ ميزانية الاتحاد الرياضي العام تخصص من وزارة التربية، ويذهب أكثر من 80% للرواتب والأجور والمحروقات وإصلاح الآليات، وما تبقى يصرف على الألعاب وهي لا تفي بالحاجة.